إعــــلانات

ما هي مفاتيح القلب المجروح؟

ما هي مفاتيح القلب المجروح؟

سيدتي، بعد التحية والسلام إسمحيلي أن أبثّ بين يديك ما يخالجني عبر هذا الفضاء الجميل الطيب الذي أراه متنفسا لكل من ضاقت به السبل، فركن قلوب حائرة أسرني بمستواه ومحتواه وهذا ما شجعني اليوم أن أنزل ضيفة عليه، فما سأرويه على مسامعك اليوم أمر تتوقف عليه حياتي .

أنا شابة في مقتبل العمر، الحمد لله أشغل منصبا محترما بعد نيلي لشهادتي الجامعية، وكأي فتاة أحلم بأن يكون التوفيق حليفي أن ابني بيتا وأكوّن اسرة عمادها المودة والإحتواء، تماما كما فعلت أمي التي أراها مضرب المثل في بعث أواصر الإستقرار والألفة مع أبي. مشكلتي تكمن أنني تعرفت على شاب صالح طيب ودود، توسمت فيه الخير ورأيت أنه الأنسب لي، لكنني من خلال توغلي في أغوار قلب هذا الفتى، وجدت أنه إنسان عانى الكثير في حياته، بدءا من طلاق والديه وإعادة كل منهما بناء حياته، إنتهاءا بوفاة جدته التي كانت الصدر الحنون له. كل هذا دفع بهذا الشاب أن يحيا الحرمان والوجع، الشيء الذي بنى لديه نوعا من التخوف والوجل في أن يكون قاب قوسين أو أدنى من أن يفلح في حياته، من جهتي وبما أنني ألمس صدقه، وجدت أنني قادرة على إحتوائه والدفع به لأن يرمّم اشلاء قلبه المحطم، لكنني في المقابل أريد منك أن تكوني سندي في هذا الأمر، حيث أنني أريد منك أن تمنحيني مفاتيح قلب رجل مجروح، فما السبيل سيدتي لأن أكون نعم الزوجة والمستقر لشاب عاش الحرمان والقهر؟

أختكم م.لميس من الغرب الجزائري.

الرد:

بنيتي من الجميل أن يكون لديك من الحب ما يجعلك تبحثين عن منحه للمحرومين منه، وأنا أثني على حسن تدبيرك وتفكيرك حيال هذا الشاب الذي من الواضح أنه هو الآخر إلتمس فيك الكثير من الخير ، وإلا فكيف له أن يفتح لك قلبه ويروي لك وجع ماض أليم عاشه بكثير من الحسرة والأسى.

أكثر ما أعجبني في رسالتك، أن هذا الشاب وبالرغم من إنكساره إلا أنه يحاول أن يكون نعم الزوج والأب، ومن مبدأ أن فاقد الشيء لا يعطيه، فهذا الشاب يريد منك أن تكوني سنده لتخرجي هالة الحب والعشم الذي في قلبه حتى تكون له أسرة يحيا بين أفرادها مات حرم منه آنفا.

لذا عليك بنيتي أن تكوني واثقة من نفسك ومن كمية العطاء الذي ستمنحينه لإنسان سيبدأ معك حياته من الصفر، حيث أنك مطالبة بأن تكوني له الأم والصديقة والأخت التي حرم منهن في وقت مضى، تعرفين مكامن الضعف فيه وتتمكنين من نقاط القوة التي قد إضمحلت في وقت ما لتفجريها. كذلك، عليك بزرع الثقة في قلب هذا الإنسالن الذي لا يبحث سوى عن الإستقرار والحنوّ، كما أنك مطالبة بأن تكوني وأهلك أهلا لهذا الإنسان الذي أخاله متعطشا لأجواء عائلية تجعله شغوفا بأسرته.

إستثمار كبير أنت مطالبة  به بنيتي، ومن الضروري أن تتأكدي من أنك لن تندمي على عطائك بلا بخل أو شحّ حيال هذا الإنسان الذي متأكدة أنا أنه سيكون شاكرا لجميلك غير ناكر لحسن صنيعك وإحتوائك.

ردت: س.بوزيدي.

رابط دائم : https://nhar.tv/NnJbR