ما ذنبي لأدفع ثمن أحلام أمه..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي أنا فتاة في عمر الزهور، لكن اليأس تملكني ووضعني على شفى حفرة من الانهيار بعد أنني حققت الاستقرار.
سيدتي، أنا فتاة متزوجة من رجل هو وحيد أمه، عشت سنة كاملة حياة لا تخطر على بال، احترام حب مودة وأسمى معاني الزواج الناجح، وكأي أم تتوق لرؤية أحفادها، فما بالكم إن كان هو وحيدها، لكن الأقدار شاءت غير ذلك، فقد أجريت عملية جراحية بعد زواجي على مستوى الرحم فأصبحت عاقر، فأجبرت ابنها على أن يطلقني وأن يرتبط بأخرى تنجب لها الأحفاد، تفهمت موقفها، لكن الأمر الذي حزّ في نفسي هو استسهال زوجي للمسألة، وحقا تخلى عني واستجاب لأحلام أمه، ألهذه الدرجة تهون العشرة على الناس؟ هل نسي الذكريات الجميلة؟ صدقيني سيدتي لقد يئست من الحياة، وحياتي صارت كئيبة حزينة، أريد نصيحة من فضلكم.
سلمى من الغرب
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحبا سيدتي في موقعنا، ونتمنى من الله أن يجبر بكسر قلبك، لقد تألمت كثيرا لرسالتك، لكن في نفس الوقت لم يعجبني استسلامك، فبدل أن تصبري الصبر الجميل على هذا البلاء أدخلت نفسك دائرة القنوط من الله، أليس بقادر أن يحي الأرض بعد موتها، فإذا لابد أن يحي الأمل بداخلك إن صبرت على ما أراده لك.
حبيبتي الأقدار ليست بيد البشر، بل من رب السماوات والأرض، لذا فلا تعتبري طلاقك نهاية العالم، واجترار الماضي مضرة لنفسيتك، ومضيعة لوقتك فانت لن تغري شيء منه الآن، فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى، وأنت كل لحظة تقضينها في التنقيب في الماضي وقت ضائع من حياتك، واعلمي أن بعد كل خريف تتساقط فيه أحلامنا ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى، لهذا دعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها فبين يديك اليوم وفرصة لتحققي سعادة أجمل من التي سبقتها، فقط تمسكي بالعروة الوثقى، واسمحي لي إن قلت لك أن طليقك من حقه أن يحقق حلم الأبوة، لكن كان بإمكانه أن يتخذ زوجة ثانية، لكن الله أعلم لما تصرف بهذه الطريقة، لهذا لا تكوني قاسية على نفسك، ولا تربطي سعادة بجهة واحدة، فرحمة الله وسعت كل أركان الدنيا، ولا تعلمين أين يمكن أن تعثري على البهجة مرة أخرى.
أسأل الله أن يعوضك الخير في القريب، واعلمي انه “عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم”.