إعــــلانات

ما العمل.. مع زوج ليس منه أمل؟

ما العمل.. مع زوج ليس منه أمل؟

سيدتي، تزوجت من إنسان وفي قلبي من الأحلام ما يمكنني به أن أشيّد القصور والقلاع. حيث أنني تزوجت عن حب، وزوجي لم يتوان خلال فترة الخطوبة عن جعلي أرسم و ألوّن معالم حياتي إلى جانبه.

صحيح أنه لم يكن بحوزته العصا السحرية، كما أنه لم يكن يوما بسليل الأسرة الميسورة إلا أنني صدقت كل وعد منه. أن يتوجني أميرة على عرش قلبه وأن يجعلني سيدة راقية بالرغم من عمله البسيط. وكان لسان حالي يقول أنذاك أنه يحبني وأن سعادتي ستكون رهان حياته. إلا أنني لم أكن أدرك أن الأقدار ستدير ظهرها لي ومن أنّ الأحلام التي تقت إليها ستهوى الهوينة.

لم تكد تمرّ فترة بعد زواجي ممن توسمته سيد الرجال، حتى إكتشفت همجيته في الحياة، فهو إنسان إتكالي غير منظم، وبما أننا كنا نحيا مع أهله الذين منحونا غرفة بينهم، فقد فوجئت به لا يشارك في مصروف البيت قطّ، كما أنه كثير التغيب عن عمله فهو يقضي ساعات يومه نائما، بينما يتحول ليله إلى إبحار عبر الشبكة العنكبوتية.

في البدء عللت الأمر على أنه فترة دلال ما بعد الزواج ومن أن الأمور ستنصلح بعدها وتأخذ مجراها الطبيعي. إلا أني تفاجأت بوالدا زوجي يفتحان معي الموضوع ويؤكدان لي أنهما ينتظران مني أن أكون أن طفرة التغيير. كون إبنهم نشأ على ذات المنشأ ومن أنه صاحب مراس سيء منذ القديم.

تفاجأت سيدتي وأحسست بأنني في دوامة، حيث أنني لطالما حسبت زوجي من النوع المسؤول القوام. لم أتردّد في فتح الموضوع معه لأجده يخبرني من أنه لا خطب مع أهله. فما دمت أعمل فذلك يكفي لأن أسدّ ثغراته وأملأ خاناته.

هي الطامة الكبرى التي أحياها سيدتي وأنا أجد نفسي بعد قبض كل مرتب أساهم في تسديد الفواتير وإقتناء مؤونة البيت فقط حتى لا أبقى عالة على أهل زوجي المحدودي الدخل. لكنني بعد بضعة اشهر بتّ أحسّ بأنني كمن إبتلع طعم صياد ماكر.

أحيا مهانة بيني وبين نفسي سيدتي، تغلبني دموعي ويثقل الآه كاهلي، وعن أهلي فهم يرون أنني أذللت نفسي خاصة وأنهم تحدثوا إلى زوجي ووجدوا منه إستسلاما من أنه لن يغير في تفاصيل حياته شيء. أخاطبك سيدتي وانا متوجسة من مسألة أن أرزق بأولاد أجد نفسي أمامهم ألعب دور الأب والأم معا وأبوهم حي يرزق ولا يعاني من اي شيء سوى أنه متغطرس إتكالي غير مسؤول.

أريد حلا لما أنا فيه فلا يعقل أن تستمر أيامي على هذا النحو. فما هو رأيك سيدتي؟

أختكم ن.عبير من الشرق الجزائري

الرد:

هوّني عليك أختاه ولا تتذمري من الأقدار، فما تحيينه اليوم مكتوب في الجبين وما عليك إلا الرضا والحمد مهما كانت الظروف.

تنساق عديد الفتيات وراء الأحلام الوردية التي يرسمها ويخطها لهنّ الحبيب، فلا تنتبهن للمستقبل وتقعن ضحايا التصديق بالتفاصيل الواهية. وعنك أختاه فقد وقعت في شباك الحب لدرجة أعمت بصيرتك كل تلك الوعود التي بقيت معلقة ولم تطبق. لست ألومك في شيء، فالواضح أن من إرتبطت به يجيد التمثيل ونسج التفاصيل الوردية، وما أنت والعديد من الفتيات سوى ضحايا.

كذلك لا يفوتني أختاه أن أذكرك بدور الزوجة الحاذقة التي تسهر على أن ترسو بزواجها على بر الأمان، حيث أنه من الضروري عليك أن تنجي زواجك من غياهب الطلاق والنهاية المأساوية. حيث أنه من الضروري أن تتواطئي مع حماك وحماتك حتى تخرجا زوجك من حالة الغطرسة والإتكالية التي نشأ عليهما، فقط أخطأتم كثيرا لما تركتم له الحبل على الغالب، كما أنه أسهبتم في توفير متطلباته مما غذّى جشعه ودفعه أن يحيا بينكم عالة.

ما دام زوجك لا يعاني من أي مرض أو عارض يمنعه من العمل، فعلى هذا الزوج أن يتحمل كامل مسؤولياته حيالك وحيال أهله، و لك أن تخاطبيه بلهجة التذكير لما كان منه من وعود. ولتأكدي له أن وعد الحرّ دين عليه.

كذلك من طباع الزوجة الطيبة الحلم والصبر والتحامل، لكنني للأسف أختاه أجد أنه لا داع من الإصطبار على زوج ضرب عرض الحائط بكرامتك وقد أهدر قبلا قدر والديه، لست أحثّك على الطلاق ماعاد الله، لكنني أصرّ أن يكون لك حلّ يكفل لك أن تعانقي السكينة وتشحذي همتك بالأمل خاصة إن رزقك الله بأطفال.

إكبحي جماح هذا الزوج المتعالي المتغطرس وأنبيه ولا تكفي عن سرد مآثر السلف الصالح من أنبياء ومرسلين، ويكفيه قدوتنا جميعا سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي كان له دروس في القوامة ومواقف في التعامل مع زوجاته. أكثري من الدعاء بالهداية لهذا الزوج، وإحتسبي ما تحيينه إلى جانبه جهاد يجزيك الله عليه.
ردت: “ب.س”

رابط دائم : https://nhar.tv/FAj9a