ماضي يدخل سابعا ومنصر في المركز الثامن:لم تتحقق المعجزة.. فأين الوعود يا بيراف؟
خرجت ألعاب القوى الجزائرية مثل باقي الرياضات خالية الوفاض من أولمبياد بكين، حيث لم تتحقق المعجزة أمس في سباق 800 متر بعدما احتل العداء نبيل ماضي المرتبة السابعة في النهائي، وجاء الجزائري الثاني نجيم منصر في المرتبة الثامنة، تاركين الفوز بالميدالية الذهبية للعداء الكيني ويلفريد بونغي، فيما عادت الفضية للسوداني إسماعيل أحمد إسماعيل، وأحرز الكيني الثاني ألفريد كيروا ييغو على الميدالية البرونزية.
نتيجة الأمس أكدت المشكلة العويصة التي تمر بها مختلف الرياضات الجزائرية، وكشفت النقاب عن أحد أهم أسباب الفشل المتوالي لرياضيينا في المحافل الدولية، ألا وهو غياب استراتيجية واضحة لتطوير مختلف الرياضات، الذي يعود بالدرجة الأولى إلى المسيرين الذين يشرفون حاليا على الاتحادات الرياضية الوطنية التي تحولت إلى وكالات سفر للخارج ووكالات لدفع تكاليف المهمات بالعملة الصعبة.
فإذا اعتدنا على تبريرات مسؤولي كرة القدم في كل مرة بنقص الإمكانيات وغياب الهياكل القاعدية، فإن هذا التبرير يسقط في الماء في باقي الرياضات بعدما استفاد الرياضيين من آمال ضخمة من أجل الاستعداد الجيد لبكين، لكن يبدو أن تلك الأموال قد ذهبت في مهب الريح بالنظر لنتائج المسجلة في الدورة الأولمبية والتي أعادت الرياضة الجزائرية سنوات إلى الوراء.
عشرات الملايير من أجل دقائق في بكين
وباستثناء رياضة الجيدو التي جنت ثمار الاستقرار والعمل القاعدي الذي شرع فيه منذ سنوات، فإن باقي الرياضات لم تتعد مشاركتها في بكين الأدوار الأولى، بل إن هناك من الرياضيين من لم يتعد ظهوره دقائق معدودة سبقتها سنوات من التربصات في الخارج، وهي التربصات التي موّلت من خزينة الدولة دون تقابلها أي نتائج تذكر.
فمنتخب السباحة أجرى تربصات طويلة المدى في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا وفرنسا، لكن السباحين الجزائريين غرقوا في الأدوار الأولى بأحواض بكين، ونفس الأمر ينطبق على الملاكمة التي كان لها شرف إحراز أول ميدالية للجزائر في الأولمبياد، لكنها سقطت هذه المرة بالضربة القاضية في بكين.
طيف ڤيدوم عاد مع الأولمبياد
النتائج السلبية التي سجلها رياضيونا أعادت إلى أذهان الكثير منا صورة الوزير السابق يحي ڤيدوم الذي واجه حملة شرسة من قبل العديد من رؤساء الاتحاديات الرياضية بسبب المرسوم 405 / 05 والذي جاء ليفرض عليهم البقاء عهدة واحدة فقط في مناصبهم، الأمر الذي لم يرق للكثير منهم، ليس لرغبتهم في خدمة الرياضة ولكن لأمور أخرى.. فثاروا ضد الوزير، بل إن البعض منهم سارع للاستنجاد بالاتحادية الدولية مثلما حدث في ألعاب القوى عندما كادت الجزائر أن تحرم من المشاركة في المنافسات الدولية.