ماذا يعرف الجزائريون عن رواندا، حظوظ المنتخب ومفاتيح واقعة السبت
يدخل “الخضر” هذا
السبت، تاريخا جديدا، عندما يشرعون في الدفاع عن حظوظهم في التأهل إلى كأسي العالم وإفريقيا. وشاءت القرعة أن تكون الإنطلاقة من رواندا وبالتحديد، من كيغالي. مهمة لن تكون سهلة بالمرة، ما دام منافسنا متواجدا في دور متقدم كهذا، لذا، يسعى للدفاع عن حظوظه كاملة، محاولا على الأقل المرور إلى كأس إفريقيا، وإذا كان هذا ما يكشفه الواقع ومنطق الكرة، فإن آراء الجزائريين تنوعت واختلفت عند الإستطلاع الذي قمنا به في محاولة منا لإدارك معلومات الجزائريين عن البلد الذي سيحط فيه المنتخب رحاله، عن حظوظ المنتخب وعن توقعات البعض لمفاتيح واقعة السبت القادم..
رواندا التي أذاعت المجازر صيتها…!
نزلنا إلى الشارع نستوقف المارة، بعضهم يستغرب سؤالنا عن رواندا وما إذا كان ذلك له علاقة بفهم المستوى الثقافي للشعب الجزائري، فبعضهم فهم مغزى السؤال. والحقيقة أنهم استوعبوا أن ذلك له علاقة بالمقابلة التي ستجمع منتخب هذا البلد وأشبال سعدان. البداية كانت مع (عمار.ف) الذي رد عن سؤال يتعلق بمداركه ومعلوماته عن دولة رواندا فقال :”هو بلد إفريقي لا أعرف موقعه الجغرافي بالتحديد، لكن هذا البلد ذاع صيته في منتصف التسعينيات، بسبب المجازر الناجمة عن تقاتل قبيلتي التوتسي والهوتو، ربما لولا هذه المجازر، لما عرفت عنه شيئا إلى غاية موعد مقابلتنا معه يوم السبت”، بعدها التقينا (سميحة.م)، فقالت عن البلد الذي يقع وسط القارة السمراء :” هو بلد فقير يعيش المجاعة، هذا كل ما أعرفه”. ومن جهتها صديقة لها رفضت كشف إسمها، أشارت إلى أن رواندا هي البلد الذي سيقابل الجزائر في تصفيات كأس إفريقيا، هكذا قالت ولكن بالرغم من ذلك، تبقى من القليلات اللواتي يمتلكن ثقافة كروية محدودة، لأن المثل عندنا في الجزائر يقول أن كرة القدم تعارض الأنوثة ولا تلتقي معها إلا مثلما يلتقي الزيت والماء، قبل أن نسأل زميلا إعلاميا رمز لإسمه بحرفي (ف.ع) عن رواندا فقال :” مثلها مثل جارتها بورندي من النادر جدا أن تهدأ الأمور فيها، وقد حدثت مذبحة تاريخية قبل 15 سنة خلفت 800 ألف قتيل جعلت إسم هذا البلد يتصدر نشرات الأخبار، ما أعرفه أنها مستعمرة بلجيكية، مناخها خال من الرطوبة، أما عدد السكان فيفوق بقليل 9 ملايين”.
تفاءل مشوب بالخوف من المجهول
بالرغم من صعوبة مهمة منتخبنا في كيغالي إلا أن التفاؤل هو اللغة التي يتكلم الشارع الرياضي الجزائري بها، هذه المرة فضلنا البحث عن رياضيين بأتم معنى الكلمة لسؤالهم عن حظوظ المنتخب الوطني في كيغالي فقال (فؤاد.م) “اعتقد أن حظوظنا وافرة للغاية في الفوز، بالرغم من علمي أن منتخب رواندا يلعب كرة قصيرة وسريعة، وله عناصر جيدة، لكن بالرغم من ذلك لن تقف هذه الأمور في وجه طموح زملاء الحارس قاواوي”، ومن جهته كان (محمد.ب) متفائلا لكن بحذر شديد فقال :”اللاعبون يعرفون جيدا أن مقابلة رواندا ما هي إلا شوط أول للقاء المنتخب المصري، لهذا يعرفون أن أي خطأ قد يكون له إنعكاس مباشر على المقابلة التي ننتظرها كلنا كجزائريين على أساس أنها مفتاح المرور الى كأس العالم، أقصد مقابلة مصر، لهذا الضغط مشتركا، وليس فقط على المنتخب الرواندي المطالب بالفوز أيضا لإستهلال المشوار بنجاح”، ومن جهته يرى مناصر متعصب للمنتخب لا يتجاوز عمره 17 سنة و يتعلق الأمر بالطالب الثانوي (أمير.م) حظوظ منتخبنا من زاوية أخرى، إذ يقول :”أنا متأكد من الفوز، حتى وإن كان زياني سيغيب، و سنتواعد وأذكركم بكلامي..”، وعلى خلاف ذلك وجدنا عامر الذي يزيد عمره عن 50 سنة، يطالع جريدة رياضية في ركن مقهى، قال لنا بكل صراحة ومباشرة دون أن نكمل سؤالنا:”منتخبنا لم يفز خارج أرضه في التصفيات الإقصائية، وسيواجه هذه المرة منتخبا أقوى من غامبيا و ليبيريا، لهذا لو نعود بالتعادل فذلك سيكون نتيجة إيجابية، خاصة أننا سنواجه منتخبا مجهولا لا نعرف أحدا من لاعبيه، في وقت هو يمتلك معلومات أفضل عن منتخبنا”.
الأمل معلق على غزال و ..ما زال ما زال
وعن نظرة الشارع الكروي الجزائري الى المقابلة في حد ذاتها، عثرنا على نماذج كثيرة لكن لا تصلح لأن تنقل للقراء فكثير ممن خاطبناهم، كانوا يتحدثون عن كون زياني سيكون مفتاح اللقاء رغم أنه أجرى عملية جراحية أول أمس وسيغيب بصورة مؤكدة، وآخرون يبالغون في التفاؤل ويمنحون نتائجا ثقيلة تفتقد للحيادية، قبل أن نعثر على (شادلي.هـ) 24 سنة، طالب جامعي قال عن المقابلة :”اعتقد أن مفتاحها سيكون في أول ربع ساعة على دفاعنا الصمود والحذر وتفادي تلقي أهداف، وهي مهمة زاوي أو حليش، لو ننجح في الدقائق الأولى، أرى أننا قادرون على فرض نتيجة ولم لا العودة بفوز خاصة أن الخط الهجومي لمنتخبنا منتعش انتعش نوعا ما في المقابلات الأخيرة”، بعدها رأى (خليل.كـ) أن العودة بفوز من رواندا مهمة صعبة لكنه لخصها فيما يلي:”المطلوب هو الفوز بالصراعات الثنائية فقد علمت أن لاعبي المنافس لهم قوة بدنية كبيرة، يجب أن نعاركهم في الوسط ولا نتركهم يسيطرون على الكرة في هذه المنطقة، كما يجب أن نتميز بسرعة أكبر في نقل الخطر الى منطقة المنافس ونتفادى التمريرات العرضية التي يمتاز بها كثيرا لموشية ومنصوري”، وأضاف محدثنا أن الحل قد يأتي بهدف من غزال الذي يراه في “أوج لياقته” ومستعد للمفاجأة والمباغتة، قبل أن ان نتصل هاتفيا بصديق يحضر شهادة الماجسيتر في التدريب الرياضي ويتعلق الأمر بـ (منور.ش) عن رؤيته وتصوره للمقابلة قال :”من الصعب جدا تصور مقابلة قبل ان تلعب، لو كانت لنا نظرة عن طريقة لعب المنافس يمكن أن نسقطها على طريقة لعبنا، لنرى اشياء، لكن مادمنا سنقابل منتخبا مجهولا نوعا ما، أتوقع أن يتبع سعدان نظاما حذرا، يعتمد على المخادعة من خلال لعب الكرات في العمق لإستغلال سرعة مهاجمينا في الأمام مع التحصين الدفاعي، وقد شاهد لاعبونا المنتخب المنافس عبر شرائط فيديو، وهذا أمر قد يسهل لهم المهمة قليلا، بالنسبة لي أملي معلق على غزال ليسجل أول هدف لنا في هذه التصفيات”، وفضل محدثنا أن لا يختم كلامه دون أن يؤكد أن هذا اللقاء هو المدخل الحقيقي للتصفيات وتحقيق نتيجة إيجابية، سيسهل كل شيء، وتبقى هذه مجرد تخمينات للشارع الجزائري الذي تخفق قلوبه للمنتخب ويعد الساعات قبل هذه المواجهة التي يريد كثيرون أن تكون نقطة إنطلاق نحو غد أفضل، ولم لا تكون أول خطوة في طريق الذهاب لكأس إفريقيا على الأقل التي لم نتأهل لها مرتين متتاليتين في قمة الرداءة، فهل نقاطعها هذه الرداءة بداية من هذا السبت.. الجواب بأقدام سعدان وترسانته.