مات والدي.. وانطفأت معه شمعة حياتي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا فتاة في العشرين من عمري، طالبة جامعية، دوما كنت متفوقة والحمد لله. شغوفة وطموحة، لكنني اليوم بلا أحلام، ولا هدف لي في الحياة. فانا التي تحصلت على معدل مشرف في الباكالوريا. من أجل أن أحقق حلم أبي الذي كان يريد أن يراني في أعلى المراتب. وحقا درست التخصص الذي اختاره لي بكل حب. لكن ونحن على أيام معدودة من الدخول الجامعي وبداية الدراسة لا أشعر بالرغبة في مزاولتها. فقدت قِواي كلها، فأنا لا أرى أي سبب يدفعني للنجاح. أحس أن كل مجهوداتي لن تكون لها قيمة فأبي الذي دوما كان سندي ويشاركني أفراحي هو تحت الثرى.
صدقيني سيدتي أنا لا ألعب هنا دور الضحية لكني اشعر بالضعف، وفي نفس الوقت أتمنى لو أجد دافعا أستعيد به حياتي ونشاطي وقوتي وحيويتي وهمتي في الدراسة، فكيف ومن أين أحصل عليه؟
ليليا من الوسط
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، حقيقة فقد أحد الوالدين خسارة كبيرة، لكنها مشيئة الله، ولابد أن نلبس لها ثوب الرضى، وأن نكون في مستوى الابتلاء الذي وضعنا فيه الله ليعود إلى السماء محملاً بصبرنا ومعه الأجر بحول الله، أعلم جيدا مدى الحزن الذي يغلف على قلبك الآن، لكن هذا لا يعني أبدا أن تفقدي حياتك، وشغفك، فوالدك رحل إلى مأواه الأخير، لكن أنت لازلت موجودة، ولا يزال لديك العديد من المهام والأدوار تقومين بها، فنحن قبل كل شيء خُلقنا لنعبد الله بإيمان وإخلاص له وحده لا شريك له، ثم لنبي علاقات طيبة مع المحيطين بنا، فعائلتك أظن أنهم بأمس الحاجة لقوتك وتماسكك، تزيدي من قلقهم عليك.
حبيبتي أظن أن وقت الحزن قد انتهى، قومي واغسلي وجهك واستغفري الله، وادعي لوالدك بالرحمة والمغفرة فهذا كل ما هو بحاجة إليه الآن، ثم لابد من إعادة ترتيب خططك للنجاح في الدراسة واحستبي ذلك صدقة جارية لوالدك الذي طالما قدم لك الدعم في حياته، فكوني اليوم الابنة البارة والصالحة التي لا ينقطع بها عمله بعد وفاته، لا أحب أن أصف مشاعرك السلبية الآن، فالمصيبة في لأب لا يعلم بها إلا الله تعالى، لكن لا تفقدي الشغف وقومي إلى الحياة بكل حب، وتذكري انه لديك عائلة تنتظر منك الكثير.
ولا يسعني في الأخير إلا أن أتمنى لك التوفيق وكل الخير.