مئات الجرحى والمصابين بحروق بعد مواجهات ومعارك بـ “المحارق” ليلة المولد!
مصالح الاستعجالات تحوّلت إلى ما يشبه المشافي الميدانية في حالات الحرب
شهدت مصالح الاستعجالات في العيادات والمستشفيات عبر القطر الوطني، طيلة ليلة أول أمس، توافدا لعشرات المصابين بجروح وحروق، جراء الاستعمال العشوائي للمفرقعات والألعاب النارية، حتى كاد يتحوّل المشهد في أروقة المستشفيات إلى مشافٍ ميدانية في أوقات الحرب.
ففي ولاية المسيلة، استقبلت مصالح الاستعجالات في مستشفى “الزهراوي” بالمسيلة، ليلة أول أمس، 18 جريحا أغلبهم أطفال أصيبوا خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف.
وعرفت المصلحة توافد العديد من الأطفال برفقة آبائهم بعد إصابتهم بجروح وحروق أثناء استعمالهم للمفرقعات، ولوحظ أن أغلب الإصابات كانت على مستوى الأيدي والأرجل، فيما تعرض 3 أطفال أعمارهم بين 6 و8 سنوات إلى إصابات بشظايا المفرقعات.
وكشف مصدر من مستشفى بوسعادة، أن المصالح الاستعجالية بذات المستشفى، استقبلت 7 أشخاص، كلهم أطفـال، أعمارهم لم تتجاوز 11 سنة، تعرضوا لإصابات بالغة، حيث تكفل بهم الطاقم الطبي وقدمت لهم العلاجات اللازمة.
وفي ولاية البويرة، تم إحصاء إصابة أزيد من 30 شخصا بجروح متفاوتة جراء اللعب بالمفرقعات والألعاب النارية ليلة المولد النبوي.
وسجلت أغلب الإصابات في الأحياء الشعبية، مثل حي “لكوتيك” وحي 140 مسكن، إلى جانب أحياء أخرى في البويرة.
وحسب مصدر طبي لـ”النهار”، فإن أغلب المصابين شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 سنة، تم التكفل بهم من دون تسجيل حالات خطيرة.
كما كشف ذات المتحدث، بأنه تم تسجيل 15 حالة بباقي البلديات بين سور الغزلان والأخضرية وعين بسام.
من جهة أخرى، فإن الألعاب النارية تسببت في نشوب حريق في شرفة شقة بحي 140 مسكن، جراء الرشق العشوائي للمفرقعات، لكن تم إخماد النيران من طرف الجيران من دون تدخل أعوان الحماية المدنية.
وفي ولاية تيزي وزو، تسببت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في حوادث استدعت في بعض الأحيان تدخل مصالح الحماية المدنية، التي أكدت أن عناصر وحدتيها الرئيسية وكذا الثانوية في “ذراع بن خدة”، تدخلت، ليلة أول أمس، من أجل إخماد نيران اندلعت في حشائش يابسة بالوسط الحضري بسبب استعمال الألعاب النارية بكل من شارع “كريم بلقاسم” بالمدينة الجديدة ومنطقة “ذراع بن خدة”.
وفي الطارف، تدخلت، ليلة أول أمس، عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية بالقالة، من أجل إخماد حريق مهول لمنزل في الطابق الأرضي، يقع في عمارة على مستوى حي “20 أوت” بمدينة القالة، مما أدى إلى احتراق تقريب كلي للمنزل، حيث تم إخماد الحريق نهائيا، والذي سخّرت له عناصر الحماية المدنية شاحنة إطفاء من الحجم الكبير وسيارتي إسعاف، و12 عنصرا من مختلف الرتب، حيت تم تحويل شخص إلى الاستعجالات بسبب صدمة الحريق.
وتبقى الأسباب الحقيقية للحريق مجهولة، في الوقت الذي تؤكد مصادر “النهار”، أنه كان نتيجة الاستعمال المفرط من خارج المنزل للمفرقعات والألعاب النارية.
من جهتها، المصالح الأمنية وعقب سماعها بالحادثة، سارعت إلى عين المكان، واتخذت كافة الإجراءات الإدارية والقانونية، وفتحت تحقيقا أمنيا معمقا لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحريق.
وفي تبسة، استقبل قسم الاستعجالات “الحكيم يوسف بوطرفة”، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، 9 مصابين بحروق على مستوى الأيدي، بينهم مصاب بطعنة خنجر.
وحسب مصادر استشفائية محلية، فإن المصابين يبلغون من العمر بين 21 و26 سنة، أما البقية، فكانت جراء التراشق بالألعاب النارية والمفرقعات في الشوارع والأحياء الشعبية بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث شهدت ساحة السوق المغطاة، انتشار عشرات الباعة للشموع والمفرقعات والألعاب النارية، إلى مكان للتراشق بالألعاب النارية والاشتباكات بالأسلحة البيضاء، أين تعرض شاب إلى طعنة خطيرة، أجبر تدخل عناصر الحماية المدنية على التدخل في نقل المصاب لقسم الاستعجالات، إلى جانب تدخل قوات الشرطة، وبصعوبة كبيرة تم تفريق الباعة وغلق مداخل الساحة، وتم توقيف عدد من المشتبه فيهم وحجز كميات معتبرة من المفرقعات والأسلحة، في حين، واصلت سيارات الإسعاف للحماية المدنية في نقل عدد من المصابين بحروق وصفت بالطفيفة إلى قسم الاستعجالات الطبية “بوطرفة يوسف” في تبسة، بعد تعرضهم لحروق جراء الألعاب النارية التي لم تتوقف طول الليل.
وفي قسنطينة، خلّفت الألعاب النارية المستعملة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ليلة أول أمس، إصابة 15 شخصا على مستوى العين، تم إسعافهم على مستوى مصلحة طب العيون بالمستشفى الجامعي “إبن باديس” في قسنطينة، قبل أن يتم تسريحهم في ذات الليلة بعد تلقيهم العلاج، بالموازاة مع تدخل فرق الإطفاء للحماية المدنية من أجل إخماد حريق نشب في قبو عمارة سقوط شعلة “فلوبمبو” على أغطية وأقمشة، مما تسبب في اشتعالها، حيث مكّن تدخل فرق الإطفاء من احتواء الوضع ومنع انتشار الحريق.
وفي عنابة، سجلت مصالح الحماية المدنية، خلال ليلة أول أمس، العديد من التدخلات والإسعافات، نتيجة بعض الأحداث التي خلّفتها احتفالات المولد النبوي الشريف، عبر مختلف أحياء الولاية خاصة الشعبية منها، بسبب الألعاب النارية والمفرقعات.
وأوضحت مصالح الحماية المدنية لـ “النهار”، أنها سجلت العديد من الإسعافات، أخطرها التدخل الواقع في حدود الثامنة و11 دقيقة على مستوى حي 344 مسكن، أين تم تسجيل حريق داخل شقة تقع بالطابق الثاني لعمارة سكنية، وقد خلف الحريق خسائر مادية وإتلاف للعديد من مستلزمات وأثاث المنزل، فيما تم إخماد الحريق نهائيا ومنعه من الانتشار، إلى جانب تسجيل تدخل آخر في حدود التاسعة و55 دقيقة على مستوى حي “8 ماي 1945″، أين نشب حريق داخل شقة بالطابق الرابع لعمارة سكنية، وقد اندلع الحريق من شرفة المنزل وانتشر إلى باقي غرف المنزل، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية لإخماد ومنعه من الانتشار. من جهة أخرى، استقبلت أيضا مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمركز الاستشفائي الجامعي “إبن رشد” بعنابة العديد من الإصابات، لمواطنين تعرضوا لجروح وحروق بسبب الألعاب النارية والمفرقعات، وأخطرها إصابة لطفل على مستوى العينين، تم تحويله مباشرة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى طب العيون، إلى جانب طفل آخر يبلغ من العمر 15 سنة، تعرض لإصابة خطيرة وجروح على مستوى الأذنين، وتم تحويله للمتابعة الصحية على مستوى مستشفى “الحكيم ضربان” لتلقي العلاج اللازم.
وفي ولاية سكيكدة، سجلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى “عبد الرزاق بوحارة”، العديد من الجرحى خلال سهرة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهذا بسبب الألعاب النارية والمفرقعات، حيث أصيب العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار، بعدما دخلوا في شجار بـ “السينيال” ومختلف المفرقعات، مما تسبب كذلك في حرق أشجار النخيل المتواجدة بحي “الممرات” وسط مدينة سكيكدة، كما تم تسجيل إصابة البعض من الحيوانات، كالقطط والكلاب، بحروق بالغة وإصابات على مستوى العينين.
وقال مصدر طبي لـ “النهار”، إن هناك حالات إصابة خطيرة على مستوى الوجه والعينين في وسط الشباب، تم التكفل بها والبعض تم تحويلها إلى المستشفى الجامعي في عنابة، وهي الحالات القادمة من الحروش وعزابة، كما تم تسجيل في القل بعض الإصابات بحروق على مستوى اليدين، أين تم التكفل بهم بمصلحة الاستعجالات.