إعــــلانات

“مأساة الصابلات”.. التحقيقات تكشف المستور

“مأساة الصابلات”.. التحقيقات تكشف المستور

اعترافات صادمة ووقائع حملت في طياتها الكثير من الفضول و التساؤلات، تضمّنها ملف التحقيق حول “مأساة الصابلات”. التي أودت بحياة 5 تلاميذ في عمر الزهور شهر ماي المنصرم. تتراوح أعمارهم بين ” 11و 9 سنوات، يعدون من المتفوقين في ابتدائية “محمدي محمد” بعين بوسيف.

فيما نجا تلميذ واحد من الموت بعد انتشاله بين الصخور، أين نزل بمعية رفقائه “رحمهم الله” للتسلية والاستمتاع بزرقة مياه البحر. بعد غروب الشمس موعد انتهاء الرحلة الاستجمامية، والعودة إلى الديار بمدينة عين بوسيف ولاية المدية.

التحقيقات تكشف..

وعن ” رحلة الموت” ، كشفت التحقيقات في ملف القضية، التي تحوزها “النهار حصرياً”، عن أحداث محزنة وأخرى خطيرة. مما أدت إلى وضع 8 أشخاص في قفص الاتهام من أصل 14 معنيين بالرحلة. منهم من تمّ إيداعه الحبس، بعد السماع لأقوالهم ووجود قرائن ضدهم لإدانتهم.

وخلُص التحقيق أن الشاطئ غير آمن وغير مؤمن، لكثرة الزوار ونقص عدد أعوان الحراسة به. والأكثر من ذلك عدم إخطار أو تبليغ السلطات الوصية “وزارة التربية”، مديرية التربية لولاية المدية” عن الرحلة المبرمجة.

مدير الابتدائية لم يكن على علم بالرحلة

ولعل الأخطر من ذلك عدم استشارة مدير الابتدائية المدعو ” ب.ب. ز. الدين” بالرحلة، أو اشرافه عليها. رغم أن التلاميذ يتمدرسون بنفس المؤسسة التربوية، الأمر الذي جعل الأخير “يُصدم” بخبر وفاة تلاميذه. عن طريق والي ولاية المدية، الذي هاتفه وهو يحضر اجتماع عمل مع وزير التربية عبر تقنية التحاضر عن بعد.

ولأن مدير ابتدائية ” محمدي محمد ” كان على دراية مسبقة بأن مثل هذه الرحلات غير مرخّص بها من طرف وزارة التربية والتعليم. اعترض، وقال بصريح العبارة لأستاذ اللغة العربية المتهم الموقوف ” ب.ا”. المشرف عن الرحلة مخاطبة إياه: “لست مسؤولاً لا من قريب ولا من بعيد. عن أي شيء يخص الرحلة هاته”.

ورغم ذلك، أصرّ الأستاذ المتهم على تنظيم الرحلة، فجمع الأموال بمشاركة 3 أساتذة معه، بعد تحديد ثمن الرحلة بـ1000دج عن كل تلميذ. وقام بنقل 69 تلميذا متمدرسا من 3 أقسام ابتدائية، منهم 3 غير مؤمّنين. تمّ إضافتهم بتصريح من أوليائهم في آخر لحظة” حسب اعترافاته”.

تجاوزات خطيرة

وفي قضية الحال، التي انطلق التحقيق فيها بتاريخ 11 ماي 2024، فور إخطار نيابة محكمة حسين داي بالعاصمة بحادث موت 5 أطفال غرقا بشاطئ “الصابلات”. ونجاة سادسهم وتحويله إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، موازاة مع بلوغ الخبر ” المحزن” وزير التربية والتعليم ” عبد الحكيم بلعابد”. عن طريق السلطات الولائية لولاية المدية، كشفت التحقيقات الأولية، بعد تنقل عناصر الأمن إلى شاطىء “الصابلات” تجاوزات خطيرة. تتعلق بأمور تأمينية، وأخرى “تنظيمية”، خاصة وأن الشاطيء مساحته شاسعة ويرتاد عليه المئات من الزوار، مع حلول فصل الربيع للاستماع بجماله.

وأثبتت “تقارير أمنية ” بيوم ” الوقائع”، بعد تنقل رجال الشرطة الى “شاطئ العمود الأبيض” المنتزه الصابلات. للقيام بالإجراءات التقنية ومعاينة ” موقع الحادثة”، أن المكان عبارة عن “شاطئ اصطناعي” شاسع المساحة. محاط من الجانبين بصخور كبيرة، تتواجد به لعبة العجلة الكبيرة وبمحاذاتها لعبة السيارات من الجهة اليمنى للشاطئ. مما جعل المكان مزدحما عن آخره لتوافد عدد كبير من الزوار من كل الأعمار، مما يصعب التحكم في الوضع.

وكما أفادت التقارير، وجود عدة نقائص و اختلالات من جانب الحماية الأمنية والجسدية للأشخاص، خاصة منهم الأطفال. والسبب عدم تواجد لافتات تمنع الاقتراب من الشاطئ والسياحة فيه خارج فترة موسم الاصطياف. و عدم وجود حواجز لمنع دخول الزوار إلى الشاطئ خاصة الأطفال.

والأخطر من كل هذا، لم يكن بالشاطئ سوى 3 أعوان أمن و وقاية فقط، وهو غير كافٍ لحراسة شاطئ بتلك المساحة الشاسعة. وهذا ما جعل التحقيق يشمل مدير العام لشاطئ ” الصابلات “. و3 أعوان الأمن والوقاية، الذين تم إيداع واحد منهم الحبس المؤقت، فيما استفاد البقية من إجراءات الرقابة القضائية.

تصريحات صادمة مدير دار الشباب” لبلدية عين بوسيف

وحسب اعترافات المتهم الموقوف ” ب. ع. الوهاب”، فقد صرّح خلال التحقيق معه أن الرحلة المدرسية نظّمها بالتنسيق. مع المدعو “ب. إ”،، أستاذ مادة اللغة العربية بمدرسة الشهيد محمودي محمد بعين وسيف المدية. قاما بالتحضير لتنظيم رحلة سياحية مجانية المبرمجة ليوم 2024.05.11، لفائدة 66 تلميذا متمدرسا بالمدرسة السالفة الذكر. حيث قام باصدار تصاريح أبوية مصادق عليها بالبلدية وسلمها للأستاذ المتهم بصفته منظم الرحلة، مع جمع منه مبلغ مالي قدره 1000 دج لكل تلميذ.

وأضاف المتهم، أنه في صبيحة يوم 2024.05.11، انطلقت الرحلة باتجاه العاصمة على متن حافلتين على متنهما 05 مؤطرين و 69 تلميذا. بعد أن قام الأستاذ ” ب. إ”، بإضافة 3 تلاميذ آخرين من دون علمه. حيث بوصولهم إلى متنزه الصابلات بحسين داي، قاموا بتوزيع التلاميذ إلى ثلاثة أفواج، حيث تكلف رفقة المدعو ” ب.ح عبد القادر” بتأطير 17 تلميذا.

كما أنه بعد الانتهاء من الجولة السياحية رفقة فوج التلاميذ الذين كانوا برفقته على مستوى مجمع الألعاب، توحه بهم إلى موقف الحافلات دون النزول بهم إلى الشاطئ.

مضيفا بعدم درايته بنزول باقي التلاميذ الى الشاطئ إلى غاية أن اتصل بأحد المؤطرين المدعو ” ب إ” الذي أخطره عن غرق بعض التلاميذ. بعد اقتحام عدد كبير منهم مياه الشاطئ، ليتجه بدوره إلى المكان. بعد اتصاله بباقي المؤطرين ويعلم بقضية انتشال 03 جنت للأطفال الغرقى وتحويلهم على متن سيارات الإسعاف للحماية المدنية إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا. ومرافقتهم من قبل معلمهم ” ب.إ”.

مضيفاً المتهم أنه لم يقم باستشارة مدير المدرسة عن تنظيم الرحلة أو الاتصال به. رغم أن المدرسة ودار الشباب يفصلهم جدار واحد.

عدد المؤطرين لم يكن كافيا لتأطير التلاميذ

كما أقرّ أن عدد المؤطرين لم يكن كافي لتأطير التلاميذ الذي عددهم 69 من الطور الابتدائي، مؤكدا تنظيمه لرحات سابقة.

وتجدر الاشارة، أن القضية يتابع فيها 8 متهمين من بينهم من نسب إليه جناية ترك طفل غير قادر على حماية نفسه وتعريضه للخطر في مكان غير خالي من الناس المؤدي إلى الوفاة مع كون الفاعل ممن يتولى رعايته، ومنهم من توبع بجنحة تعريض حياة الغير أو سلامته الجسدية مباشرة للخطر بالإنتهاك المتعمد و البين الواجب من واجبات الإحتياط أو السلامة التي يفرضها القانون أو التنظيم، جنحة ترك طفل غير قادر على حماية نفسه وتعريضه للخطر في مكان غير
خالي من الناس و أدى ذلك إلى عجز كلي لمدة تجاوز 20 يوما، ممن يتولى رعايته، جنحة السبب في القتل الخطأ عن طريق الاهمال وعدم الإحتياط و عدم الانتباه.

رابط دائم : https://nhar.tv/4K3SR
إعــــلانات
إعــــلانات