ليلة سقوط هشام عبـود..!
الضابط الفار تحوّل في ”رمشة عين” من لاجئ سياسي مقيم في ”ليل” إلى صاحب جريدتين
أمرت النيابة العامة لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة، بفتح تحقيق قضائي ضد هشام عبود، مدير يوميتين صادرتين باللغتين العربية والفرنسية، بعدما أدلى بتصريحات لقنوات أجنبية حول الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.وقال بيان أصدره النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر، بلقاسم زغماتي، إنه أصدر أمرا بمتابعة الضابط السابق الذي كان هاربا في فرنسا منذ سنوات، الصحافي عبود هشام، بتهمة ”المساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي”. وقال بيان النيابة العامة لمجلس قضاء الجزائر، إن قرار إحالة هشام عبود على التحقيق كان على خلفية التصريحات التي أدلى بها لعدد من القنوات الأجنبية، ومنها ”فرانس24”، بشأن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، وهي التصريحات التي وصفها البيان بالمغرضة. وحسب نفس البيان، فإن سبب الأمر بالتحقيق مع الصحافي عبود، هو عندما قال بالتحديد إن الحالة الصحية للرئيس قد تدهورت إلى حد إصابته بالشلل، حيث اعتبر البيان هذه التصريحات ”إشاعات لها تأثير سلبي مباشر على الرأي العام الوطني والدولي”.وكان هشام عبود قد صرح، ليلة أول أمس، أن جريدتيه قد مُنعتا من الصدور يوم الأحد، بسبب ما نشره من أخبار حول الوضعية الصحية للرئيس بوتفليقة، وهي تقريبا نفس الاخبار التي نشرتها قبل يوم واحد صحيفة ”’الوطن” الصادرة بالفرنسية، ولكنها لم تثر كل هذه الهالة والضجة، كما بدا لافتا، أن بيان النائب العام لمجلس قضاء الجزائر، لم يشر على الإطلاق إلى مضمون ما نشر في جريدتي هشام عبود من مزاعم حول الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، لكنه تحدث فقط عن تصريحاته لوسائل إعلام أجنبية.غير أن وزارة الاتصال أصدرت بيانا كذّبت فيه مزاعم هشام عبود، وقالت إنها لم تُصدر أمرا بمنع طباعة جريدتيه، موضحة في نفس الوقت أن المعني رفض ملاحظات تم تقديمها له بشأن احترام قانون الإعلام، وأصر على عدم تغيير محتوى مقالات نشرت في جريدتيه، قبل أن يقرر عدم طباعتها. وكان هشام عبود الذي عاد إلى الجزائر منذ أشهر قليلة، بعد فترة إقامة طويلة في مدينة ”ليل” بفرنسا، التي اتخذها كمنفى اختياري، قد تمكن من الظفر بموافقة الجهات المختصة على تأسيس جريدتين دفعة واحدة، وحظي بصفحات إشهارية لمؤسسات عمومية، وهو ما أثار العديد من التساؤلات والانتقادات حوله، لدرجة أنه دخل قبل أيام في ملاسنات وتبادل للاتهامات مع الصحافي المعروف، سعد بوعقبة، الذي أعاب عليه الاغتراف من ريع الدولة وارتداء جلباب المعارضة في نفس الوقت.