إعــــلانات

لولا حاجتها للحنان لما كانت فريسة سهلة له

لولا حاجتها للحنان لما كانت فريسة سهلة له

لولا حاجتها للحنان لما كانت فريسة سهلة له

هي قرّة عيني وأعزّ ما أملك. فلذة كبدي وثمرة زواجي من رجل إرتأيت أن أترك له الجمل بما حمل وأحيا وحيدة بعيدة عنه.

عهدت على تربية إبنتي ورعايتها إلى أن أصبحت تحمل شهادة جامعية، وبات لها مستقبل واعد. وقد توسّمت من أنها ستحيا مستقرة نفسيا مع من يقدرها ويفهمها. فارس أحلام يأتيها في الوقت المناسب ليحقق لها أحلامها، كيف لا وهي الكيسة الذكية الفطنة.

حلمي هذا سرعان ما إندثر لما وجدت إبنتي الوحيدة تهوى الهوينة وهي تعشق رجلا هامت به وعدها بالزواج والمستقبل الوردي. لتأتيها الصدمة بعد أن اكتشفت أنه متزوج وله أبناء بعد شد وجذب بينهما في العلاقة التي لم تترسّم.

لقد وقعت المسكينة ضحية إنسياقها وراء رجل مثّل عليها دور المحبّ ببراعة ليخدعها في الأخير ببشاعة. شاب كان في الأمس القريب المحبّ المغدق عليها بالحنان الذي لم تجده عند والدها. الذي أعاد بناء حياته وأدار ظهره لها. لست أدري إن كان الحب قد جعل منها أنثى ساذجة حال ذكاؤها دون أن تكتشف كذبة العمر التي منيت بها. أم أنّ الشاب كان ذئبا في صورة إنسان نهشها ونكل بفؤادها الطيب.

أحيا اليوم وأنا بين غدو ورواح للطبيب النفسي أين أعالج إبنتي من إنهيار عصبي خلق لدبها حالة من الهلع والاأمان.

أطلب منكم الرأي السّديد الذي يمكنني به أن أرتاح على روحي التي فقدت طعم الحياة.

أم ريهام من الشرق الجزائري.

الـــــــــــــــــــــــــــــرد:

هوّني عليك أختاه، ولا تحمّلي قلبك ما لا طاقة لك به،ولتتأكدي من أن معضلتك تحتاج بعض الوقت حتى تعود الأمور لمجراها الطبيعي.

أدرك حجم وعظم الكرب الذي تمرين به، لكن الأجدر بك أن تتسلّحي بالصّبر والقوّة حتى تتمكني من مجابهة ما تمر به إبنتك والذي إنعكس عليك أنت أيضا.

عديد الفتيات ضحايا الطلاق تمرن بإنتكاسات عاطفية جراء تهورهن وفتح أبواب قلبهن لمن لا يستحقّ، فحاجة البنت الملحة إلى صدر حنون وقلب محب لا تضاهيها حاجة، ومهما لعبت الأم  بعد الطلاق دور الأب والأم معا، فإنها لن تنجح في تغطية الصدع أو الشرخ الذي يسكن قلب البنت التي تظل تفتقد والدها مهما كانت عيوبه ونقائصه.

سيدتي،كنت في الوقت المناسب إلى جانب إبنتك، حيث أنك عرضتها على الطبيب الذي بإمكانه أن يعرف حجم ودرجة الإنهيار الذي بلغته، وإن كان يبقى قربك منها أهمّ شيء عليها أن تحس به. موقف من وهبتها الحياة حساس جدا، وهي تلوم نفسها في اليوم ألف مرة لأنها منحت قلبها لمن لا يستحقه، فلتكوني إذا مثالا للقوة التي يحتذى به أمامها حتى تتمكن هي من الوقوف من جديد على بر الأمان.

عليك أن تحمدي الله أنك كنت مستودع أسرار إبنتك التي سرعان ما هرعت نحوك عند إحساسها بالخطر كما انه عليك أن تحسسيها بأنها لم تذنب عندما أحبت وقبلت بشاب مناها بالزواج والإستقرار، فالذنب ذنب من كذب وموّه وأخفى الحقيقة.

أن تكون الفتاة ناجحة دراسيا وحاملة لأكبر الشهادات لا يعني أنها تحوز جهاز كشف الكذب لتعرف من هو لها ومن عليها، فالطيبة وحسن الظن أبدا لا يقاسان بالدرجة العلمية، وهذا ما يجب أن تفهميه وتقدريه سيدتي، ولتكثري من الدعاء لإبنتك بأن يرزقها الله على قدر طيبتها وحسن نواياها ، رجلا صالحا ينسيها ما مرت به من أحزان.

طالع أيضا :

شهم جميل ينتشلني من وحدتي إلى السعادة

📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها

حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar

رابط دائم : https://nhar.tv/0KJHj