لن يتحقق ما أصبوا إليه إلا بزواجي من هذا المتزوج

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته أما بعد:

أمي نور أنا فتاة في ألـ 23 من العمر،  تقدم لخطبتي رجل أكبر مني بكثير ثري و لديه أكثر من زوجة، علما أنه على خلق  ومعروف بالعدل و الإنصاف بين زوجاته، أما أنا  فلم أكمل دراستي بسبب الظروف المادية، فأصبحت أعيش بلا هدف و ليس لوجودي معنى، فأردت  الموافقة على هذا الشخص، حتى استطيع تأمين مستقبلي وتوفير العيش الكريم لعائلتي.

أمي نور، أعلم بأن زواجي من  شاب لن يحقق لي ما أصبوا إليه، لكن هذا الرجل يستطيع ذلك، فأنا عازمة على المضي في الأمر ولكن ما خاب من استشار، لذلك وجدتني أطلب استشارتك فلا تبخلي علي

منيرة/ بسكرة

الـــــــــــــرد:

عزيزتي، أراك واضحة تماما في أهدافك ومحددة فيما ترغبين وتعرفين ظروفك جيدا وتحددين ما تريدينه دون لف أو دوران، صريحة مع نفسك تعرفين عيوبك ومزاياك وتعرفين عيب الزواج من رجل يكبرك في السن وتعرفين المزايا أيضا، لكنك في حاجة إلى استشارة، اسمعيني  جيدا عزيزتي، تأمين مستقبلك ومستقبل عائلتك أمر بيد الله سبحانه وتعالي هو القادر عليه، بالطبع لك كل الشكر لأنك تفكرين في عائلتك بهذا المنطق، لكنك في ذات الوقت  نسيت أو تناسيت حقائق هامة،  هذا الرجل له أكثر من زوجة، فهل عرفت أين سيكون موقعك بين زوجاته، ومن يضمن تميزك وإغداقه الأموال عليك،  ومن يضمن لك سير الأمور حسب ترتيبك، ومن يضمن لك أنه سيدفع ثمن زواجه بك تأمينا لمستقبلك ومستقبل عائلتك .

عزيزتي،  أنت صغيرة جدا بالقدر الذي يجعلك غير قادرة على اتخاذ القرار السليم من جهة، وغير قادرة على التفكير في المستقبل من جهة أخرى، فقد لا يكون تأثيرك على هذا الرجل بنفس قوة الأخريات، وإن حدث فسيكون تأثيرك مؤقت بحكم أنك الجديدة، ومع مرور الوقت ستصبحين كالأخريات كأي زوجة من زوجاته، وكونك صغيرة فقد لا تتحملين هذا الوضع طويلا، خاصة وأنك لا تحبين هذا الرجل فزواجك به زواج مصلحة، وحتى لو تحقق لك ما تحلمين به واستتبت لك كافة الأمور فسيبقي افتقادك لحب زوجك واهتمامه بك، الذي حتما سيضيع وسط اهتمامه بالأخريات، سيبقي كل ذلك له أثر سلبي في نفسك، يشعرك أنه ينقصك الكثير والكثير، مع كل هذا لن تستقر حياتك بالشكل الذي ترسمينه وتحلمين به، فحياتنا ليست مسطرة نمد باتجاهها الخط فيمتد من دون حول منا أو قوة، وليس كل ما نتوقعه يحدث كما هو، لكن القصة وما فيها أننا دوما نكون لعبة في يد الأقدار التي لا نعرف علي أي مرسي سترسو بنا سفينة الحياة، أنا لا ألومك على تفكيرك بهذه الطريقة الحسابية، ولا ألومك على تفكيرك المادي وتصورك للزواج بأنه صفقة الرابح فيها من يحسبها جيدا، أخبرك فقط  يا صغيرتي أنه ليس كذلك، ومع أمانتك في عرض المشكلة وعرض أهدافك من الزواج  بمقتضي ذلك  فمن الأمانة أن أقول لك هل ترين في هذه الزيجة من التوافق ما يضمن لك السعادة التي تصبو إليها روحك وتطمئن بها نفسك، أم أن الأمانة تقتضي منك أن تفكري جيدا بشكل أعمق وأوسع لتتعرفي أكثر على الحقيقة والواقع من خلال نماذج كان لها مثل تجربتك فكيف صار بها الحال الآن، كل ما أريده لك هو ألا تقدمي على خطوة وأنت متعجلة ويكون تصرفك خال من أي تفكير عاقل ثم يعقب ذلك لوم و ندم، وقتها لن ينفعك الندم، وستقولين ليتني تزوجت شابا في مثل عمري وبدأنا الحياة معا وكافحنا معا وتحملنا صعوبات البداية  سويا،  لأن المال مهما كان مهما لن يكون هو الهدف الأساسي من الزواج، وقد تشبعين من المال لكنك ستظلين في احتياج دائم للعاطفة ولزوج يرافقك ولا يتركك للوحدة لأنه مشغول مع غيرك، فالأصل في الزواج التكافؤ وليس الغني أو الفقر، فطالما كنت متوافقة مع الشخص الذي تتزوجينه ستتحملين كافة المتاعب والمصاعب وسيهون كل شيء في سبيل إحساسك بالراحة والأمان في كنف رجل ليس له إلا أنت، قد لا تعني هذه الأمور الآن بالنسبة لك شيئا، لكنها فيما بعد ستعني لك الحياة بكاملها، ورغم كل شيء فأنت أعلم بنفسك وأعرف بظروفك واحتياجاتك، لقد طرحت عليك الأمر من كافة اتجاهاته ولا أريد أن أفرض عليك أي اختيار، لأن الاختيار يجب أن يكون نابعا من داخلك وعن قناعة تامة ودون الوقوع تحت تأثير  أحد، دعائي لك بالخير والتوفيق فيما تنوين عليه عزيزتي.

ردت نــــــــــور.