لطفي رايسي يروي لـ “الغارديان”معاناته والتمييز في السجون البريطانية
كشف لطفي رايسي، الطيار الجزائري المتهم بضلوعه في تدريب منفذي هجمات 11 سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمية،
إلى ظروف وملابسات اعتقاله في العاصمة لندن، وكذا الجحيم الذي عاناه في سجنه والأضرار المعنوية التي أثرت على المستقبل المهني والشخصي له ولأسرته.
وأضاف رايسي، في تصريحه لجريدة “الغارديان” البريطانية، التي نشرت الحوار في مقالين نهار أمس، مباشرة بعد صدور حكم محكمة الاستئناف البريطانية الأسبوع الماضي وتأييد طلب تعويضه، أنه لا يزال ضمن القائمة السوداء لدى جميع شركات الطيران العالمية، وممنوع من السفر إلى أي مكان ولا حتى الجزائر بلده الأصلي، بحكم أن مذكرة التسليم التي أصدرتها السلطات الأمريكية لا تزال سارية.
وأوضح يقول “كنت أخشى على حياتي داخل السجن، أين قضيت ثلاثة أو أربعة أيام في حجز منفرد وتحت درجة عالية من الحراسة”، قبل أن يتم إقتياده إلى جناح عادي، وأضاف أنه عانى من العنصرية خلال الفترة التي قضاها في فترة الحجز ،بدليل أنه تعرض مرتين للطعن من طرف بعض السجناء إلا أن التحقيقات لم تفضي إلى معاقبة الجناة.
كما ركز الطيار الجزائري في حديثه على أنه ينتمي إلى عائلة تمقت الإرهاب، بدليل أن عمه يعمل مسؤولا في شرطة مكافحة الإرهاب في الجزائر منذ 15 عاماً، ورغم هذا الماضي المشرف، فانه كان من الطبيعي أن تتأثر عائلة رايسي بتطورات وضعية ابنها نظراً لظروف وملابسات اعتقال لطفي وملاحقته أمام القضاء بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية، حيث أوضح أن كلا من زوجته وأخيه فقدا وظائفهما، حيث كانا يعملان في مجال الطيران أيضاً، وأضاف يقول أن “كل جزء في حياتي تحول إلى خراب بعد 11 سبتمبر 2001”.
وفي سياق متصل كشف رايسي أنه أصيب بانهيار عصبي أكثر من مرة، حيث لا يزال إلى الآن يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وكذا الاضطرابات النفسية التي أعقبت إصابته.
من جهة أخرى، علق مراسل جريدة التايمز البريطانية الذي حضر بعضاً من أطوار المحاكمة قائلاً “كل من رأى لطفي رايسي في محكمة وليتش استغرب أن يكون هذا الشخص متهماً بالضلوع في هجمات سبتمبر”، وأضاف انه “كان يبكي بحرقة والاتهامات توجه إليه، وهذا لا يذكر بسلوك متهمي القاعدة”.
وتؤكد كل هذه التصريحات وما توصل إليه القضاء البريطاني مدى الخطأ الذي وقعت فيه المؤسسات البريطانية في حق لطفي رايسي، 33 سنة، الطيار الجزائري ، الذي انتقل إلى بريطانيا بعد تلقى تدريباً على قيادة الطائرات في الولايات المتحدة قبل انتقاله إلى إنجلترا، فضلا عن خلو اتهامات السلطات الفدرالية الأمريكية بإشرافه على تدريب العديد من منفذي الهجوم على برجي التجارة العالمية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 من أي دليل، خاصة وأن الاعتقال كان بناء على طلب أمريكي.
وقد اعتقلته الشرطة البريطانية في منزله غرب العاصمة لندن 10 أيام بعد الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمية، بعد التقارير التي تقدمت بها وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي أي إي)، والتي تشير فيها إلى ضلوع الطيار الجزائري في الهجمات، حيث احتجز في سجن (بلمارش) قرابة خمسة أشهر، ليتم بعدها الإفراج عنه ودون أن توجه له أية تهمة.
لينتهي مسلسل ” إرهاب” القضاء البريطاني إلى تأكيد براءة رايسي ، حيث قضت محكمة الاستئناف في بريطانيا الأسبوع الماضي، أن الطيار الجزائري من حقه المطالبة بالتعويض بعد عملية توقيفه وسجنه ظلماً بتهمة الضلوع في هجمات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن.