لجنة تقصي الحقائق تلوم الجمهور والأمن في مقتل العشرات في أحداث بورسعيد
وجهت لجنة تقصي الحقائق في مقتل أكثر من 70 مشجعا، عقب مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد الساحلية المصرية، اللوم في أكبر كارثة تشهدها الملاعب في تاريخ البلاد، على الجمهور وأجهزة الأمن. ولم تتضمن النتائج التي توصلت إليها تحقيقات اللجنة البرلمانية في الحادث، شيئا يذكر يمكن أن يؤيد آراء بعض المصريين الذين يعتقدون أنه مؤامرة دبرتها عناصر في الأجهزة الأمنية، لنشر الفوضى في البلاد. وقالت اللجنة التي رأسها وكيل مجلس الشعب أشرف ثابت، في تقرير مبدئي تلاه رئيسها على المجلس أمس، “أن الشحن الإعلامي من قبل القنوات التلفزيونية الرياضية، تسبب ضمن عوامل أخرى في الكارثة التي أدت إلى احتجاجات عنيفة استمرت عدة أيام، وشملت اشتباكات مع الشرطة تسببت في مقتل 16 شخصا وإصابة المئات. ووقعت كارثة مقتل المشجعين عقب مباراة بين فريق النادي الأهلي القاهري وفريق المصري صاحب الأرض. وقال شهود عيان في الحادث الذي وقع في الثاني من فيفري أن كثيرين من مشجعي المصري اندفعوا عبر أرض الملعب صوب مدرجات مشجعي الأهلي، مما تسبب في ذعر وتدافع نحو الأبواب أدى إلى قتل خلاله العشرات. ويعتقد كثيرون أن الحادث أثاره بلطجية مأجورون. وقال ثابت أن الأبواب الحديدية التي كان يتعين أن يخرج منها مشجعو الأهلي، قد أغلق اثنان منها بلحام في وقت سابق على المباراة، وكان مفتاح الباب الثالث مع ضابط شرطة مسؤول عن تأمين المباراة، مع آخرين لكنه لم يفتح الباب. وقال ثابت أن محرضين استغلوا الشحن الزائد للمشجعين على الجانبين، وأن رجال الأمن وقفوا غير مبالين باندفاع المئات صوب مشجعي الفريق الضيف. وأضاف أن هناك أشخاصا أسهموا في الكارثة، سيعلن عن أسمائهم لاحقا لأن الإعلان عن أسمائهم الآن لن يكون في مصلحة التحقيق، الذي تجريه النيابة العامة. ومن جهة أخرى، اتهم بعض المنتقدين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد، السلطات بتدبير الحادث لإشاعة أجواء من الفوضى تبرر استمرار العسكريين في الحكم. وقال ثابت أن رجال الأمن لم يقوموا بإجراءات التفتيش المعتادة، وأن ذلك سمح بدخول أسلحة بيضاء وعصي وألعاب نارية من مختلف الأنواع. حيث قال “مسؤولية الأمن، الأمن سهل ويسر ومكن لوقوع هذه المجزرة.” وأضاف “أن قوات الأمن فوق أنها لم تتوقع الكارثة لم تتدخل لمنعها”. وأضاف أن الالتراس وهم المشجعون المتحمسون مسؤولون أيضا عن الحادث. وقد دخل هؤلاء في مواجهات مع الشرطة مرات عديدة، منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فيفري. ومعظم فرق كرة القدم لها مشجعون متحمسون. وذكر ثابت أيضا أن ألتراس وبلطجية هاجموا مشجعي الأهلي في نطاق ما سماه ثقافة الالتراس. وأضاف أن مواجهات مماثلة حدثت في بورسعيد خلال الشهور الماضية، لكن بدون ضحايا، كما أن مهمة اللجنة مستمرة. ويقول نشطاء أن وزارة الداخلية لها دور في أحداث بورسعيد.
الجزائر- النهار اونلاين