إعــــلانات

لا‮ ‬يحدث إلا عندنا‮… ‬مدرّبون‮ ''‬طلابين‮'' ‬يقودون لاعبين‮ ''‬بومليار‮''‬

بقلم كمال.م
لا‮ ‬يحدث إلا عندنا‮… ‬مدرّبون‮ ''‬طلابين‮'' ‬يقودون لاعبين‮ ''‬بومليار‮''‬

حشود ومترف‮ ‬يتقاضيان أغلى من مدربهما رابييه‮… ‬وبلكالام أغنى من فابرو والأموال تُفقد الإنضباط
لو ألقيت نظرة على رواتب وأجور اللاعبين هذا الموسم فإنك تقف على حقيقة أنها الأعلى في‮ ‬الجزائر في‮ ‬جميع القطاعات،‮ ‬غير أن الأمر الذي‮ ‬بات‮ ‬يصنع حديث الشارع الرياضي‮ ‬هو رواتب المدربين التي‮ ‬باتت أقل قيمة من اللاعبين‮.‬في‮ ‬حين من المنطقي‮ ‬أن‮ ‬يكون أجر المسؤول أعلى من العامل،‮ ‬فالمدرب هو المسؤول الأول عن النتائج واللاعبين ومن المفترض أن‮ ‬يكون مالك سلطة القرار في‮ ‬هوية التشكيلة بين الذي‮ ‬يلعب والاحتياطي،‮ ‬لكن الواقع والحقيقة شيء آخر وحقيقة الأرقام تشير إلى ذلك،‮ ‬فحشود في‮ ‬المولودية‮ ‬يتقاضى راتبا‮ ‬يقدر بـ300 ‬مليون شهريا،‮ ‬في‮ ‬حين سيتقاضى المدرب الجديد جون بول رابيه راتب 120 ‬مليون سنتيم،‮ ‬ونفس الشيء في‮ ‬اتحاد العاصمة الذي‮ ‬بلغت فيه أجرة اللاعبين إلى 200 ‬مليون على‮ ‬غرار تجار،‮ ‬كودري،‮ ‬بدبودة وسوڤار،‮ ‬في‮ ‬المقابل لا‮ ‬يتعدى راتب المدرب الأرجنتيني‮ ‬غاموندي‮ 081 ‬مليون سنتيم،‮ ‬وهو نفس سيناريو الموسم الفارط،‮ ‬حين كان لموشية صاحب أعلى أجر متفوق على ترسانة المدربين الذين تعاقبوا على الاتحاد،‮ ‬وحتى شبيبة القبائل التي‮ ‬جلبت الإيطالي‮ ‬فابرو بـ100 ‬مليون شهريا،‮ ‬في‮ ‬حين اقترح حناشي‮ ‬على بلكالام 200 ‬مليون شهريا أي‮ ‬الضعف،‮ ‬شباب بلوزداد أيضا لم‮ ‬يحد عن النص ومنح 180 ‬مليون سنتيم شهريا لهدافه سليماني‮ ‬في‮ ‬وقت لا‮ ‬يتقاضى المدرب السويسري‮ ‬أرينا أكثر من 100 ‬مليون شهريا‮. ‬وتؤدي‮ ‬هذه الظاهرة إلى اندلاع المشاكل في‮ ‬الفريق وغياب الاحترام بين اللاعب والمدرب،‮ ‬فالأصل أن‮ ‬يكون المدرب أعلى قيمة من اللاعب،‮ ‬فهو الذي‮ ‬يحدد مشاركته ومنصبه،‮ ‬لكن العكس‮ ‬يحدث والأمثلة عديدة،‮ ‬وكثيرا ما اندلعت خصومات وشجارات بين لاعب ومدرب بسبب قلة الاحترام لدرجة أن اللاعب‮ ‬يُذكّر المدرب بالراتب الذي‮ ‬يتقاضاه من دون ذكر الأسماء،‮ ‬فهذا الأمر حدث أكثر من مرة مع المدرب الفرنسي‮ ‬أولي‮ ‬نيكول وحتى هذا الموسم بدأت المشاكل في‮ ‬المولودية بين المدرب المُقال ليفينغ‮ ‬ولاعبان أمثال شاوشي‮ ‬وحشود وزدام أصحاب أعلى الرواتب في‮ ‬العميد،‮ ‬لتكون التضحية كالعادة بالمدرب الذي‮ ‬كثيرا ما‮ ‬يكون‮ ‬غير محمي‮ ‬بعقد‮ ‬يضمن له حقوقه‮. ‬
روجي‮ ‬لومير الاستثنــــاء ولا صوت‮ ‬يعلو فوق صوت شارف في‮ ‬الحراش ومورينو فعلها في‮ ‬الريــــال
ومع الغزو الذي‮ ‬عرفته البطولة للمدربين الأجانب من مختلف المدارس،‮ ‬نجد الفرنسي‮ ‬القدير روجي‮ ‬لومير المثال الذي‮ ‬يُحتذى به،‮ ‬حيث‮ ‬يُقدّر راتبه بـ‮٠٤٢ ‬مليون سنتيم شهريا،‮ ‬وهو الأجر الذي‮ ‬لم‮ ‬يتحصّل عليه أي‮ ‬لاعب في‮ ‬شباب قسنطينة،‮ ‬وهي‮ ‬رسالة واضحة تدل أن هذا المدرب أعلى قيمة من كل اللاعبين والكل‮ ‬يبقى صغيرا أمامه ويتوجب عليهم احترامه،‮ ‬ونفس الشيء مع مدرب‮ ”‬الصفرا‮” ‬بوعلام شارف الذي‮ ‬يقضى موسمه الخامس في‮ ‬اتحاد الحراش دون أن‮ ‬يضم نجما أو لاعبا‮ ‬يتقاضى أجرا أعلى منه،‮ ‬حتى‮ ‬يُبقي‮ ‬صورة المدرب الصارم الذي‮ ‬لا‮ ‬يعلو على صوته صوت في‮ ‬الحراش،‮ ‬ويبقى سيد القرار سواء في‮ ‬الانتدابات أو حتى تحديد رواتب اللاعبين،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬يجعله‮ ‬يحظى باحترام اللاعبين ونادرا ما نسمع عن مشكل احترام أو انضباط في‮ ‬الحراش،‮ ‬وحتى في‮ ‬أوروبا حدث هذا الأمر في‮ ‬ريال مدريد لما اشترط المدرب مورينيو أن‮ ‬يكون الأعلى آجرا بل وأكبر من راتب النجم الأول رونالدو،‮ ‬حتى‮ ‬يحظى مدرب الأنتير الأسبق باحترام الجميع ويكون الأهم في‮ ‬النادي‮ ‬الملكي‮.‬
بسكري‮: ”‬الخطـــــأ‮ ‬يتحمّله المسيّرون والاحترام لا‮ ‬يكسب بالأموال‮”‬
من جهته،‮ ‬أبدى مصطفى بسكري‮ ‬المدرب السابق للعديد من الأندية الجزائرية عن استيائه من الظاهرة،‮ ‬أين حمّل المسؤولية لرؤساء الأندية الذين‮ ‬يولون اهتماما بالغا للاعبين مقارنة بالمدربين،‮ ‬رغم أن الأمر خاطئ بدليل ما‮ ‬يحدث في‮ ‬النوادي‮ ‬الأوروبية وحتى اللاعب لا‮ ‬يستطيع إبراز قدراته دون مدرب‮ ‬يفجّر موهبته،‮ ‬أما عن قضية الاحترام والرواتب فرد رئيس ودادية المدربين الجزائريين‮: ”‬الاحترام لا‮ ‬يكون بالأجرة فالمدرب قادر على فرض نفسه بالعمل والعقيلة وليس بقيمة الراتب الذي‮ ‬يتقاضاه‮”‬

رابط دائم : https://nhar.tv/aIocB