لاعتماده على القرآن والسنة كمرجعية بدل المسيحية “المسيح العربي” فيلم يثير أزمة جديدة بين المسيحيين والمسلمين
يثير حاليا إعلان مخرج أردني عن بدء تصوير فيلم عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الذي تعتمد مرجعيته على القرآن الكريم والسنة النبوية، غضب بعض زعامات الطوائف القبطية في مصر وغيرها، إضافة إلى مجموعة من الشرائح النصرانية في العالم العربي باعتبار أن الفيلم لا يعتمد على المسيحية المعتمدة الآن. وترى الهيئة الإسلامية “الأزهر” وهي الجهة التي يخول لها القانون سلطة إعطاء تصاريح الأعمال الدرامية التي تحتوي على نصوص دينية، أن مجمع الأبحاث التابع لها سيرفض السيناريو في حال عرضه عليه، بسبب قرار صدر عن الهيئة قبل عدة سنوات بعدم جواز ظهور شخصيات الأنبياء في الأفلام والأعمال الدرامية، وهذا يعني أن هذا العمل سيكون ممنوعا في مصر أولا في انتظار منعه في دول عربية أخرى. ومن جهته قال د. نجيب جبرائيل، مستشار البابا شنودة بطريرك الأرثوذكس الذين يشكلون غالبية المسيحيين المصريين، إنه تم تكليفه بإرسال خطاب إلى الرئيس السوري بشار الأسد يحثه على التدخل شخصيا لوقف تصوير الفيلم، وإرغام مخرجه على عرض السيناريو أولا على الكنيسة الأرثوذكسية المصرية لمراجعته وتصحيح الأخطاء العقائدية الواردة فيه. وأضافت بعض المصادر أنه سيرفع في الوقت نفسه دعوى قضائية باسم الكنيسة لوقف إنتاج الفيلم أو تغيير السيناريو بما يتوافق مع العقيدة المسيحية التي تؤمن بحقيقة صلب المسيح. وكان المخرج الأردني المعروف محمد عزيزية أعلن في تصريحات صحفية بدء تصوير فيلمه “المسيح العربي” من وجهة نظر إسلامية، وأن السيناريو يقوم على نفي قصة الصلب وفق ما جاء بالقرآن الكريم “وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبّه لهم” ويتناول بشارة المسيح بنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقال عزيزية إنه عازم على المضي في طريقه متحديا أي اعتراضات تقف في وجهه. مضيفا في حديثه “لقد أعددت لهذا الفيلم طوال عامين ماضيين ولن أتنازل عن إنتاجه حتى لو تراجع المنتج الحالي”، مشيرا إلى أن الفيلم موجه في الأساس إلى الغرب ردا على الإساءات الغربية المتكررة ضد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بشكل خاص وللإسلام بشكل عام، وذلك عن طريق بيان عظمة المسيح لدينا، وأن الإسلام يؤمن بجميع الأنبياء بلا استثناء، وأن للمسيح منزلة خاصة واحتراما لدى المسلمين. وحسب مخرجه فإن “الفيلم يُظهر بوضوح كيف ينظر المسلمون للمسيح، وكيف ينظر المسيحيون لنا” وسيستعين بممثل وممثلة عربيين مسلمين لتجسيد دور المسيح وأمه العذراء، كما أنه يتناول رؤية العقيدة الإسلامية والنص القرآني. وورد في السيناريو نص الآية القرآنية الواردة في سورة “الصف”: “ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد”. وللإشارة، فقد بدأ المخرج عزيزية معاينة أماكن التصوير التي ستكون في سوريا والقدس وبيت لحم. مشيرا إلى أن أية اعتراضات لن توقف المشروع، ولن يثنيه قرار عدم قدرته على عرض الفيلم في مصر أو في أي دولة عربية أخرى عن المضي في إنجازه. وكتب سيناريو الفيلم الأردني منير الرمحي في حوالي 125 صفحة، متضمنا جانبا من طفولة وشباب السيدة مريم عليها السلام، ومرحلة معجزات المسيح وهو يكلم الناس في المهد، ويتحدث عن رسالته السمحة.