لأول مرة.. الجزائر تحتضن الندوة الوزارية افريقيا-دول شمال أوروبا
تحتضن الجزائر، خلال هذا الأسبوع، الندوة الوزارية افريقيا - دول شمال أوروبا في دورته العشرين. وهذا من 16 أكتوبر الجاري إلى غاية 18 من نفس الشهر.
كما ستعقد الندوة، لأول مرة في الجزائر وتحمل رمزية و أهمية كبيرة بالنظر إلى الظرف الدولي الحساس. خاصة في دول الساحل الإفريقي و كذلك الأزمات التي تعرفها عدة دول. ويعرف الاجتماع مشاركة قياسية بـ30 دولة منها 20 دولة ستكون ممثلة بوزراء الخارجية. في حين، سيشكل الاجتماع، فرصة للتنسيق مع الدول الأفريقية ودول شمال أوروبا حول عديد المشاكل التي تعاني منها القارة الأفريقية.
و من المقرر، أن يخلق الاجتماع فضاء تحاوري بين الدول المشاركة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك و قضايا السلم والأمن والتنمية في إفريقيا.
و عن المواضيع التي ستطرح في هذه الندوة، فسيتم التطرق إلى 3 محاور. تتمثل في السلم و الأمن في إفريقيا أين ستكون فرصة للجزائر لطرح مواقفها. أما المحور الثاني فيتعلق بقضية الشراكة بين دول شمال أوروبا و إفريقيا. من خلال العمل على تجاوز مرحلة تقبل إفريقيا للمساعدة إلى مرحلة الشراكة الحقيقية عن طريق الاستثمار. أما المحور الثالث فسيتطرق إلى قضية العمل على التعاون في مجال متعدد الأطراف بين دول شمال أوروبا و إفريقيا بما في ذلك العمل على خلق فضاءات للإستماع لإنشغالات الشباب الإفريقي.
الهدف من الاجتماع
ويهدف هذا الاجتماع، بناء على المكتسبات المحققة في الدورات السابقة، إلى تعزيز الحوار والتشاور بين الدول الإفريقية ونظيرتها من دول شمال أوروبا. حول عديد المسائل الهامة المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين, التنمية المستدامة والشراكة الاقتصادية. وتوطيد التعاون بينهما على مستوى الهيئات الدولية لاسيما على مستوى الأمم المتحدة. بغية المساهمة في تعزيز كل ما يمكن أن يسمح بتقوية النظام العالمي متعدد الأطراف وإيجاد السبل الكفيلة لمواجهة التحديات المترتبة عن تدهور المناخ وتزايد الهجرة والإرهاب العابر للحدود.
كما يهدف إلى البحث في الطرق الممكنة لترقية التعاون الاقتصادي والتجاري وتفعيل الفرص المطروحة لتوسيع الشراكة والاستثمار في الاتجاهين. وهنا ينتظر أن تلعب دول شمال أوروبا دورها في مساعدة الدول الإفريقية على إعادة بناء أنظمتها الاقتصادية لتتكيف مع التحولات المعرفية والطفرة التكنولوجية التي تعرفها البشرية.
ويكتسي هذا الاجتماع “رمزية خاصة” كونه يجمع بين مكونات تنتمي لعالمي الشمال والجنوب, تدفعهما إرادة مشتركة واضحة نحو التعاون والتناغم و أمل متزايد نحو
مستقبل واعد يعترف بتساوي الفرص وتقاسم المنافع, برغم حالة عدم اليقين وارتفاع حدة الأزمات خاصة في القارة الإفريقية التي هي في حاجة ماسة إلى كل الجهود
الدولية لمساعدتها على تجاوز هذه الأوضاع المهلكة. وينعقد هذا الاجتماع في سياق دولي وإقليمي حساس تطبعه موجة الاضطرابات والأزمات التي تعصف بالدول وتضعف من تماسكها خاصة في إفريقيا وبالتحديد في جوار الجزائر القريب في الساحل, مما ينجر عنه تنامي الفقر والمجاعة وسوء
المعيشة, وبالتالي فقدان الأمل ليجد الكثير من البشر أنفسهم فريسة سهلة أمام آفة الإرهاب و جماعات الجريمة المنظمة.
وعليه، يسعى هذا الاجتماع إلى التشاور حول كل ما يحدث وما تفرضه هذه الظواهر السلبية من تحديات تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع. كما تظل دول شمال أوروبا “طرفا دوليا فاعلا” في مجال تقديم المساعدة الإنسانية لإفريقيا.
الدورة ستكون ناجحة
وحدد برنامج هذه الدورة التي يتوقع أنها “ستكون ناجحة بكل المقاييس” حيث يشمل عديد النشاطات وبشكل خاص ثلاث ندوات تتناول الاولى موضوع السلم و الأمن وترقية الحوار من أجل حلحلة النزاعات, وتخصص الثانية للشراكة الاقتصادية بين إفريقيا و دول شمال أوروبا, أما الثالثة و الأخيرة فستدور حول تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين المجموعتين داخل الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
وبالنظر للمكانة التي تحظى بها فئة الشباب وتزايد دورها في تسيير قضايا العالم المعاصر, فقد تقرر, في إطار هذا الاجتماع, تخصيص جلسة للشباب تتناول موضوع التربية في إفريقيا. بمشاركة مجموعة من الشباب الأفارقة ونظرائهم من دول شمال أوروبا, سيتولى تنشيطها محمد بلحوسين, مفوض الاتحاد الإفريقي
المكلف بالتربية, العلوم, التكنولوجيا والإبداع. وستشهد هذه الجلسة نقاش تفاعلي بين هؤلاء الشباب و وزراء خارجية الدول المشاركة.
وتعمل الجزائر, بتوجيهات سامية من السلطات العليا في البلاد, على إنجاح هذا الاجتماع الذي يبرز دورها البناء على الصعيد العالمي. و على المستوى الإفريقي كفاعل رئيسي في صناعة السلم والأمن وفي مساعدة الدول الإفريقية في تحقيق
تنميتها, وهو ما سيتقوى أكثر بالتشاور مع أصدقائها في إفريقيا و الشركاء من دول شمال أوروبا الذين يدركون مكانتها. وقيمة مواقفها الثابتة المتماشية مع مبادئ القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي.
وينتظر أن يعطي الحضور الكبير في هذا الاجتماع لدول شمال أوروبا, التي تقوم سياستها الخارجية على الحياد فيما يخص العديد من القضايا, “لمسة مهمة وإضافة كبيرة سيكون لها بالغ الأثر” في سيرورة العلاقات المستقبلية بين المجموعتين”.