لأني ارتديت الحجاب لم أعد أحظى بالإعجاب

السلام عليكم جميعا ولكم مني أسمى معاني التقدير والاحترام أما بعد:
أنا سيّدة متزوّجة منذ سنة، شعرت بالإحراج لأن زميلاتي كلهن محجّبات، مما دفعني إلى ارتداء الزّي الشرعي، الذي لم أفكّر فيه من قبل، حتى زوجي لم يطلب مني ذلك، لقد كنت سعيدة جدّا يوم اتّخذت هذا القرار، لكني سرعان ما أدركت أنه كان عليّ التريّث بعض الوقت، لأن أمرا كهذا لابدّ أن يكون مصدر قراره القلب الذي تُقتل داخله حبّ المظاهر.حقيقة منذ ارتدائي للحجاب، لم أعد أحظى بالإعجاب من طرف الناس، حتى زوجي لم يعد كالسابق يتغزّل بجمالي وقوامي، لأني أخفيت مسحة الجمال التي جعلتني لوقت طويل الأبهى بين الزميلات والقريبات.هذا الأمر جعلني أحرص كل الحرص على مسايرة موضة الحجاب، فقبل خروجي أتأكد من تناسق لون الخمار مع الحذاء وحقيبة اليد، كما أختار أجود أنواع أقمشة الحجاب، على الرغم من ذلك لا شيء مني يُلفت الانتباه، أصبحت غير مرئية، شبح يرى الناس ولا يرونه، لذلك أرغب بمعرفة السّر الذي جعلني كذلك، وهل كلّ امرأة ارتدت هذا الزّي الشرعي مرّت بهذه المرحلة، فماذا أفعل لأني لم أستطع التأقلم مع هذا الوضع وأخشى أن يتغلّب عليّ الشيطان فأخلع هذا اللباس.
زهية من وهران
الرّد:
الحجاب يا عزيزتي، فريضة على المرأة المسلمة، ولا يحتاج النظر في أمره مثله مثل الصلاة والصيام، وسائر الفرائض، التي وجب على المسلمة القيام بها، وقضية ارتداء المرأة لهذا الزي الشرعي، مفروغ من أمرها ولا تحتاج إلى النقاش ولا الجدال، إذ يصبح لزاما على من تؤمن باللّه واليوم الآخر وبالملائكة والرسل والكتب السماوية والقضاء والقدر، أن تستر نفسها منذ سن البلوغ.الحجاب يا عزيزتي، لا يمنع المرأة المتزوجة من التزين والتجمّل وارتداء أجمل الثياب لزوجها في بيتها إذا كان مستقلا، ليتمتع بالنظر إليه ويعبر لها عن مدى إعجابه وهذا أمر مشروع لم يحرّمه الدين الحنيف، بل أعطى كل الحق للمرأة، أن تحافظ على نظافتها وزينتها لتسرّ الزوج إذا نظر إليها، أما ما تعلّق بالرغبة في إعجاب الناس بك، هذا ما لم يستوعبه عقلي، فما شأن الغير بجمالك وأناقتك، وما بالك بهم إن اهتمو أو عكس ذلك، فإذا جلبت إعجابهم تأكدي أنك مشاركة في الإثم وهذه فتنة يعاقب اللّه صاحبها، وأظنك في غنى عن هذا الذنب، أليس كذلك؟.كوني رائعة ومتميّزة في نظر زوجك، واهتمي بجمالك الخَلْقي له بمفرده، أما الغير فلهم منكم جمال الخُلُق، وهذا ما يُلزمك به الشرع لأن الدين معاملة، فأحسنى التّعامل مع الغير ولا يهمك بعدها من هؤلاء إن أصاب العمى عيونهم.سيدتي، إذا كان زوجك غير مبال بإلزامية الحجاب، وإذا لم يطلب منك ارتداءه، فهذا لا يمنحك حق التقاعس عن تأدية هذا الواجب لما فيه من استجابة لتعاليم المولى عزّ وجل، ولك في هذا الثواب العظيم، إذا كان الأمر خالصا لوجه اللّه وليس بسبب الإحراج من زميلاتك المتحجّبات ـ مثلما ورد في رسالتك ـ يمكنك التغلب على هذه الوساوس الشيطانية، والتمسّك بهذه الفريضة، وإياك والخنوع للنفس الأمارة بالسوء التي تحثّك على التخلّص من الاحتشام والعودة إلى العصيان، أيقظي شعلة الإيمان في قلبك واستعيذي باللّه من الشيطان الرجيم، أكثري من الاستغفار واسألي اللّه عز وجل أن يحميك من شر النفس والشيطان وأن يهديك إلى ما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة.
ردّت نور