لأنني مطلقة أمي تكره إبنتي وتجرح كرامتي
سيدتي، لا يمكنني إلا أن أقف وقفة إجلال وإعتراف أمام هذا المنبر الجميل منبر قلوب حائرة. فو الله لهو متنفس من خلال موقع النهار أونلاين لكل من ظلّ الطريق. وأنا سيدتي ممن لا ذنب لهم ولا قوة في مصير أرداني قاب قوسين أو أدنى من أن أعرف طريقي.
سيدتي، عندما يجتثنا الألم بسبب أقرب المقربين إلينا فذلك هو أصعب شيء يمكن للمرء تحمله. وأنا بصريح العبارة أحيا العذاب بسبب أمي سامحها الله التي لم تتوانى عن التنكيل بي بعد أن عدت أدراجي خائبة وأنا أحمل لقب المطلقة.
وقد أزيد من حيرتك إن أنا أخبرتك أن والدتي سامحها الله هي من دفعتني دفعا للزواج ممن أرادته لي رفيقا للدرب. حيث أن قبولي مسألة الإرتباط بقريبها كانت إرضاءا لها فقط .
لم تمرّ بضعة أشهر حتى تفاقمت المشاكل بيني وبين زوجي، وعدت إليها أحمل في أحشائي ثمرة طلاق لا أستحقه. فالله وحده يعلم كم قهرني الرجل الذي لم يعط لصلة قرابتي به أدنى إعتبار.
وضعت حملي ووجدت أنسي في إبنتي التي بتّ أرى العالم من خلال عينيها. فلذة كبدي التي لم يكن مرحبا بها منذ أن خرجت للحياة من طرف أمي التي إزدرتها وكأني بها إبنة غير شرعية.
توسمت أن تتغير الأمور أو أن تسير حياتي على منهج آخر إلا أنني صعقت بأمي تمارس عليّ بعض الضغوطات والتقتير ما جرح كرامتي.
فكأي أم مطلقة كان لزاما عليّ أن أغطي غياب الأب في حياة إبنتي. فرحت أرمقها بالدفء والحنان الذي بدى لدى أمي تفاهة كبيرة أمارسها.
في حين كان لرغبتي في العودة إلى عالم الشغل حتى أجد في منصبي متنفسا لصدمتي. ومعيلا لإبنتي التي أريد أن أضمن لها حياة كريمة طيبة مخاطرة وضربا من الجنون.
فوالدتي أملت عليّ وعلى المحيطين بي من إخوة وأخوات عدم رغبتها في رعاية إبنتي. وأخبرتني أنه كان عليّ أن أحسب للأمور حسابها بميزان العقل.
حيث كان لزاما عليّ أن أختار بين البقاء في كنف زوجي الجافي أو إجهاض حملي والعودة إليها خالية الوثاق.
أجل سيدتي، هي أمي التي قضت على أحلامي ورمت بي في غياهب بئر عميقة لست أجد منها للأسف مخرجا.
تفاصيل مريبة مرعبة أحيا تفاصيلها جعلتني أخاف على نفسي من مستقبل غامض، فكيف سيكون مصير إبنتي إن حصل لي مكروه؟.
وما هو مصيري في ظل تضييق الخناق الذي تمارسه أمي ضدي والذي لا مسؤولية لي فيه.
أحسّ بالحسرة والأسى وأناشدك في ردّ يمحي عني العياء الذي أحياه، عياء نفسي قتل في قلبي كل أمل.
أختكم ب.تنهنان من منطقة القبائل.
الرد:
بكثير من الألم إستقبلت رسالتك أختاه، وصدقيني كم هالني إحساس الخوف الذي تكابدينه والذي جعلك في هذه الحيرة.
لا أجد الكلمات التي يمكنها ان تواسيك أو أن تبعث في قلبك الأمل حتى يكون لك دعامة تحيين لأجلها.
ولست أجد لك سوى الدعاء أن تنصلح الأمور وتهدأ روعة أمك التي أظنها لا تحسّ بفداحة ما تفعله.
من الضروري أن يلعب الحوار دوره الكبير بينك وبين والدتك بتدخل بعض الأطراف التي من شأنها إصلاح ذات البين بينكما.
كما أنه من الواضح أنه لا يمكنك في ظروفك هذه أن تكلي مهمة رعاية إبنتك والعناية بك إلى أي مخلوق.
حيث أنه من الضروري ان تقفي على رجليك بكثير من رباطة الجأش والتماسك حتى تبيني للجميع أنك قادرة على المسؤولية.
هي الحياة التي ستنصفك إن لم يكن عاجلا فآجلا بإذن الله، لأنك مظلومة وسيكون يومئذ لوالدتك رأي أخر. فلا تنحدري أبدا في منحدر العصيان ولا تنحازي في باب الغطرسة أو الكبر.
ولتدعي الأمور تسير كما أرادها الله، ولتثقي في عدالته ورحمته ولا تقنطي من أن هناك غد أجمل لك ولفلذة كبدك التي يجب أن تلفيها بفيض كبير من الحب والحنان والدفء.
كان الله في عونك أختاه، ودعواتي لك أن يغمرك الخير وراحة البال.
ردت:”ب.س”