لأجل سعادة أولادي تنازلت عن حقي في الأمومة !!
حزينة وأشعر بذنب عظيم، فأنا من ظلمت نفسي ولكنني فعلت ذلك مجبرة، لم أكن أميز بين الخطإ والصواب ولم أكن أفرق بين الفضيلة والرذيلة.
وهذا ما دفعني إلى ارتكاب معصية رغم مرور السنوات لايزال مفعولها مشعا كالقنبلة الذرية وهذه حكايتي.
كنت قاصرا عندما أوهمني بالسعادة، شاب مغامر استدرجني إلى مكان مهجور ونال مني، حملت الخطيئة بين أحشائي ولم أخبر أحدا .
وعندما ظهرت معالم الحمل لم يكن لوالدتي سوى أن ذهبت بي إلى بيت صديقتها المقربة، وهي في نفس الوقت ابنة خالتها.
لكي أضع الحمل هناك بعيدا عن الأنظار وحتى لا يشاع الخبر، عادت والدتي لتترك دور النيابة لصديقتها التي عاملتني بمنتهى السوء.
حتى وضعت الحمل، توأم جميل كتمام البدر، خرجت بعدها من المستشفى إلى بيت والدتي التي تفننت في إهانتي، عندما بلغت العشرين تقدم لخطبتي رجل في الخمسين أرمل لديه أبناء.
من بينهم من يكبرني سنا، تزوجته لأعيش حياة جديدة ومرحلة أخرى من القهر والظلم، لقد تعرضت لتعاسة يعجز اللسان عن ذكرها.
خاصة أن الشاب الذي نال من شرفي أول مرة هو ابن أخت زوجي، فكان يتربص بي ويحاول النيل مني كلما أتته الفرصة.
ولم يكن مني سوى صده حتى جاء اليوم الذي نفد صبري فهجرت البيت إلى وجهة مجهولة.
نمت في الشوارع وتوسدت الأرصفة، ولأن الوقت لا يرحم ذهبت عند ابنة خالة والدتي، ولا أنكر أنها تعاطفت معي هذه المرة.
وأحاطتني بمنتهى الرعاية، بعدها تم طلاقي لأن زوجي لم يرغب بمواصلة حياته مع امرأة هاربة نحو المجهول.
فزواجي من رجل فقير لكنه شهم جعلني أعيش الاستقرار رغم عسر الحال، كل هذه الأحداث ولم أبلغ بعد الثلاثين.
لقد أخبرتني من تولت أمري بمكان أولادي، لكنها حذرتني من الذهاب إليهم، لأن ذلك ليس في صالحهم.
أعيش اليوم بحرقة الفراق وأتجرع مرارة ذلك، لا أستطيع أن أظهر في حياتهم لقد تنازلت عن حقي في الأمومة لأجل سعادتهم.