كيف يتحول الصحافي إلى جندي في المعركة
توضح التقارير السنوية وضع حرية الصحافة في العالم لا سيما في مناطق النزاع، إذ يشكل الصحافيون الميدانيون في أغلب الحالات أرقاما إضافية في سجل الضحايا، حيث
سقط مالا يقل عن 80 صحافي خلال سنة2007 أثناء تأديتهم لواجبهم المهني، مشكلين في هذا الصدد الحلقة الأضعف في الحرب، ليتحول الإعلامي والصحافي من ناقل للأحداث إلى جندي المعركة.
احتوى العدد الأخير من مجلة الإنساني، والتي تصدر كل ثلاثة شهور عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على العديد من الملفات والمواضيع القيمة والتي تندرج ضمن الإطار الاجتماعي الممزوج بالجانب السياسي، خاصة ذلك المتعلق بالحروب والأزمات التي تصيب البشرية في عدد من الدول التي تقبع تحت وطأت الاستعمار الغاشم، ومن خلال الغلاف الخارجي للمجلة لهذا العدد يمكن للقارئ أن يدرك فحوى المواضيع التي شخصها محرريها على أنها تعد المأساة من كافة جوانبها، لذا فهي ترسل استغاثة إلى كل شخص بيده أن يغير أي شيء، أيا كان حجم هذا التغيير، كإعادة تدوير الورق أو القيام بأي فعل مهما كان صغيرا وبسيطا من شأنه الحفاظ على كرامة الإنسان وأبسط من ذلك حقوقه التي تنص عليها الإنسانية كحقه في الغذاء والهواء الذي يتنفسه من أجل الحياة، كل هذه المواضيع وغيرها جاءت في ملف واسع وشامل تحت عنوان”أزمة الغذاء”، حيث تناول كاتب هذا الملف الأزمة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن وهي أزمة الغذاء، والتي تتمثل في شح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها في الوقت نفسه، إذ يتحدث الخبراء في هذا الملف عن الأسباب المختلفة التي زادت من حدة هذه الأزمة والتي شخصت في أسباب بيئية وأخرى اقتصادية أما آخرون فقد رجحوا هذه الأسباب إلى العولمة وآثارها على المجتمعات، خاصة تلك المستعمر كدول العالم الثالث مثلا.
أما في الملف الثاني، والذي أخذ حيزا كبيراً بهذا العدد فقد جاء تحت عنوان”الصحافيون..ضحايا السلاح وسلاح الحروب” وأيضا”هكذا يحمل الصحافي حياته على كفه”، بالإضافة إلى موضوع”عندما يتحول الصحافي إلى جندي في المعركة”، حيث حاول كتاب هذه الملفات والمواضيع استكشاف دور الإعلام في النزاعات، فحاولوا طرح سؤال هام بين الفكرة والأخرى هي إن كان الصحافي من يقوم بترجيح النزاع أم أنه كما يدعي غالبا، هو لا يهدف إلا إلى تضييق الخلافات ومد الجسور، فلماذا يكون هو أول من يتعرض إلى العنف، حسب التقارير التي أوردتها مؤخراً منظمة مراسلون بلا حدود، التي أوردت في آخر إحصائياتها بأن ما لا يقل عن 80 صحافيا قد لقوا مصرعهم خلال سنة2007، ما تعرض أكثر من160 صحافيا إلى العنف والخطف والسجن