إعــــلانات

كيف لي أن أمنحها الأمان وأنا لا يمكنني أن أنسى ما بدر منها وما كان.

كيف لي أن أمنحها الأمان وأنا لا يمكنني أن أنسى ما بدر منها وما كان.

سيدتي، بعد التحية أحيي منبر قلوب حائرة وكلي أمل أن تكون راحتي على يديك فأنا شاب طيب متخلق ضربت في الصميم من طرف إنسانة أردت منحها إسم عائلتي إلا أنها خذلتني.
لست من النوع اللاهث وراء الفتيات سيدتي، ولعل هذا ما دفعني أن أجد اليوم نفسي أدفع ثمن ثقتي العمياء مع إنسانة منحتها كل ما لدي من أحاسيس ومشاعر لأجدها في الأخير تطعنني في الصميم.
هي الإنسانة التي همت بها والتي لم أشأ أن تكون غيرها رفيقة لدربي، فإرتبطت بها وقد منيت نفسي أن أحيا السكينة إلا أنني إكتشفت عند أوّل زلة لي أنها لا تستحق أن تكون معي في حياة بنيتها بنيتي الخالصة وصقلتها بأجمل الأحلام والأمنيات.
ففي أول سنوات زواجي ممن أحببت أصبت بوعكة صحية شديدة، وعوض أن أجد منها السند والإحتواء وجدت زوجي تهرع نحو بيت أهلها مشيرة إلى أنها لا يمكنها أن تستمر إلى جانبي وقد ولدت لها أزمة نفسية.
حالتي تفاقمت وزادت سوءا سيدتي، خاصة الجانب النفسي الذي هوى بسبب أنني وجدت نفسي أتخبط وحيدا في عوالم المرض والخذلان، ولأنّ رحمة الله أفضل وأكبر مما نتصور فقد وجدت في أهلي وبعض خلاني القوة التي جعلتني أعود تدريجيا إلى الحياة الطبيعية ومنها إلى التعافي والشفاء بإذن الله الذي أخرجني من الظلمات إلى النور.
مرحلة ما بعد الشفاء كان فرصة لأهل زوجتي لأن يصلحوا بكل ما أوتوا من قوة ذات البين بيني وبينها، وقد وجدت منها بعد حديثي إليها رغبة جامحة في العودة إلى عش الزوجية حيث أنني أحسست بتودّد من زوجتي نحوي وكأني بها كانت تنتظر مني الشغف الذي دأبت على منحه لها.
صحيح أنني لم أختر الطلاق لسببين إثنين سيدتي، أولهما أنه لا يمكني أن ألحق الأذى بأنثى ستلوكها الألسن بالسوء إن هي عادت إلى بيت والديها بعد فك الرابطة الزوجية، كما أنني لست من النوع الناكر للعشرة، ومهما كان فقد كنت أكنّ الكثير من الحب لإمرأة منحتها إسمي وكل كياني. لكن ثمة ما يقهرني، فأنا شخص صاف السريرة ولا يمكنني النفاق أو المجاملة في المشاعر، وهجر زوجتي لي في الشدة ضربني في الصميم.
أنا بين المطرقة والسندان، فزوجتي ستعود إلى بيتنا وقلبي لا يقوى أن يدوس على كرامته ومهما كان فقد أهدتني زوجتي عوض الإحتواء هجرا وأنا بأمسّ الحاجة إليها، فكيف لي سيدتي أن أمنحها الأمان وأنا لا يمكنني أن أنسى ما بدر منها وكان؟
أخوكم ش.فؤاد من العاصمة.
الرد:
صعبة هي الأيام التي تمر على الإنسان وهو ينتظر العوض والسند، فمن يمنح الحب لا ينتظر كمقابل سوى الإحتواء والمودة. وأتفهم حالتك أخي وأنت تجد من إرتأيت مقاسمتها العمر تخذلك.
كما أنه لا يفوتني أن أشيد بقوة شخصيتك وحلمك وكذا بعد نظرك، فأنت لم تنتهج طريق أبغض الحلال عند الله لتنهي به ما هو شبيه بغطرسة زوجة جاحدة أدارت ظهرها لك في المرض.كما أنك لم تنتهج سياسة اللوم والعتاب والمحاسبة، ولعلّ هذا ما خلق لديك غصة في قلبك.
ومن هذا الباب، أنصحك أخي بضرورة فتح باب الحوار مع زوجتك قبل أن تبدأ من جديد معها حياة أتمناها طيبة خالية من السوداوية والضبابية.حدثها، قم بلومها وعتابها، شدّد لهجتك معها، كلمها عن خذلانك منها وعن حزنك لما بدر منها. فالتراكمات وبعض الأحاسيس التي لم تعبر عنها هي من تخنقك اليوم وتمنعك من الراحة والسكينة.
أنصحك أخي أن تحاول فتح صفحة جديدة مع زوجة الأجدر بها أن تتعلم فن الأخذ والعطاء، فلا يجوز لها أن تقابل الإحسان بالإساءة، وعليها أن تحسب حسابا للأيام. فإن كانت هي اليوم تتمتع بموفور الصحة والعافية فقد يصيبها يوما مرض وقد يكون أول ما تنتظره منك أن تكون لها السند.
النضج أمر مكتسب نتعلمه من دروس الحياة والمناعة العاطفية وجب أن تكون قبل أن يستنفذ المرء كل ما لديه من عواطف وأحاسيس يستثمرها مرة واحدة فلا يبقى له سوى الحسرة والندم.
إمنح نفسك وزوجتك فرصة أخرى حتى تنعما معا بالسعادة بعد أن أهدتكما الأقدار إمتحانا أبان عن نوايا وخبايا كلاكما ، وليكن الود والحب هذه المرة عملتكما.أحييك على طيب خاطرك وسعة صدرك وحسن تعاملك مع الأمور أخي وأتمنى لك كل السعادة.
ردت:”ب.س”

رابط دائم : https://nhar.tv/dcspC