كيف أنسى من وهبني العطف والحنان الرقة والإحسان

ها قد مضى على رحيلك ثلاثة أعوام، وبتاريخ 26 جانفي مر عام جديد على رحيلك يا زوجي الغالي، وأنا أدعو لك بالفردوس الأعلى، كل يوم يمر عليّ بألف عام يا نور عيني وروحي وحبيب قلبي ووجداني، لقد رحلت وتركت في قلبي شعلة من النيران فلن أنساك مهما طال الزمان، وكيف أنسى من وهبني كل العطف والحب والحنان، كيف أنسى من بقربه أشعر بالدفئ والأمان والذي رافقته سنين من عمري. لقد كنت لي الزوج والأم الحنون والصديق الوفي، لقد عرفت فيك الصدق ورقة القلب والإحسان، وكل شيء من حولي يذكرني بك يا أغلى إنسان. زوجي العزيز، إن صوتك لا يزال يرن بأذني وابتسامتك المشرفة لا تفارق عيني، ولك في قلبي منزلة ولك وحشة في كل مكان، فكيف أنساك وكل شيء يذكرني بوجودك في كل ركن لك ذكرى هنا وهناك، أراك أينما سرت، يذكرني بوجودك صدى خطواتك مازالت في مسمعي، وضحكاتك تملأ أركان منزلي، كل شيء يذكرني بوجودك، همساتك وكلامك الرقيق، حتى خصامك وغضبك له معنى، وجاء الفراق وكل شيء أصبح سرابا ولم يبق لي غير العذاب، أقاسيه لوحدي حين أنظر إلى الصور وأتذكر سنوات حلوة مرت بسرعة كالثواني، ولم تبق لي غير الذكريات، خالدة إلى نهاية رحلة الحياة، ولا يسعني الآن غير أن أطلب من الله أن يعينني على فراقك ويلهمني الصبر والسلوان، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ولن أنساك حتى ألحق بك. اللهم عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله، اللهم اجزه عن الإحسان إحسانا وعن الإساءة عفوا وغفرانا. اللهم إن كان محسنا فزد في حسناته وإن كان مسيئا فتجاوز عنه يارب العالمين، اللهم أدخله الجنة وأنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور .
من «أم نسيم» إلى روح زوجها الطاهرة «يوسف خميسي»