كيف أتصرف مع والديّ.. بالرغم من نضجي يعاملني طفل صغير
كيف أتصرف مع والديّ.. بالرغم من نضجي يعاملني طفل صغير
السلام عليكم ورحمة الله، أنا شاب في العشرينات من عمري وحيد والديّ. أكملت دراستي ووفقني الله في مشروع أسسته لنفسي، أحاطني الله بنعم كثيرة. بدءا من الأخلاق التي رباني عليها والديَّ إلى الاستقرار الذي أنعم به حاليا، لكن ثمة مشكلة تنغص عليّ حياتي. فبالرغم من السن الذي أنا في ومن المسؤوليات التي الحمد لله وفقني الله في تحملها. إلا أن والديّ دوما يشعرانني أنني مازلت صغيرا، يسألون عني في كل لحظة، ويتفقدون أحوالي، ويبحثون عني.
علما أنني لست مقصرا معهما في شيء فأنا أوفر لهما كل ما يحتاجانه من مأكل ومشرب وحياة كريمة. إلا ذلك القلق الزائد يحرجني، فكيف يمكنني أن أفهمها أنني كبرت وأنه أنا من عليّ الاعتناء بهما الآن. خاصة أنني متزوج وأب لبنت، ولا أحب تلك المعاملة أمام زوجتي، لدرجة أنني فكرت في الانتقال للعيش بمفردي. لكن خوفي عليهما يمنعني، فهل من طريقة أخبرهما بما يزعجني، أرشدوني؟
الأخ منصف من الشرق
الـــــــــــــــــــــــــــــــــرد:
وعليكم السلام ورحمة الله، أخي الكريم رسالتك واضحة جدا، لكن ردي سيكون تذكير لي ولي لك ولكل من يقرأ الآن. فالذكرى تنفع المؤمنين، لأن كل مسلم يعرف ما معنى بر الوالدين، ومكانتهما في الدين الحنيف، أخي الفاضل. لقد كنت في الصغر ريحانة قلب والديك، وزينة حياتهما، كما يسهران الليل إذا اشتكيت، وتألمان لألمك ويمرضان لمرضك. ويبذلان جهدهما في العطاء إذا طلبت، ويضحيان بكل شيء في سبيل صحتك وسلامتك، ربياك صغيراً، وآثراك على نفسيهما كبيراً. نشأت في أحضانهما ومن غذائهما وقوتهما دبت القوة فيك، قد تخطئ في حقهما وهما يصفحان عنك.
وقد يريان منك ما يسيئهما ولكنهما يغضان الطرف عنك، لأنهما أرحم وأرأف الناس بك، إنهما والداك سيدي. فلما كبرت واشتد عودك تنكرت للجميل. وتريد هجرهما والانتقال رفقة زوجتك وابنتك فقط لأن بلغا من العمر عتيا ولا يتوقفان عن الحديث والتدخل في شؤونك. في شؤون من تريدهما أن يتدخلا؟؟ ما أتعسك سيدي إن تنصلت من برهما ولم تف بحقهما عليك في كبرهما. واعلم أن هذا مطلب باني، لقوله: “إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا”
فالله سبحانه خص حالة الكبر، لأنها الحالة التي يحتاج الوالدان فيها إلى البر والإحسان أكثر، لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر. ولأنهما في هذه الحالة يحتاجان منك الرعاية كما كنت تحتاجها في الصغر ، فليس البِر في الطعام والشراب واللباس. وإن كان ذلك من البر، فأعظم البر الجانب النفسي، فما يريد منك والداك إلا كلمة حانية، وعبارة صافية. تحمل في طياتها الحب والإجلال، وذلك أثمن ما عندك، لقوله: ” وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”
سيدي، استقبل كل لكمة بصدر رحب منها فلا تدري متى تفقد وذلك. اغتنم كل لحظة إلى جانبهما فلا تدري كم سيتعيش ولا كم سيعيشان. ببساطة لا تكن جاحدا لنعمة حتى لا تندم لاحقا، هذا لاما يمكنني قوله، واله ولي التوفيق.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar