كيف أبني شخصية إبني وأجعلها مستقلة؟
كيف أبني شخصية إبني وأجعلها مستقلة؟
سيدتي، بعد التحية والسلام أحيك على هذا المنبر الذي في كل مرة تخصصين حيزا منه للتعاطي مع المسائل والمشاكل الأنية، وبما أننا على موعد مع الدخول الإجتماعي وعودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، فقد تحاملت على نفسي قبل أن أراسلك ، لكنني وجدت أن حالتي تستدعي أن أجد على يديك حلا.
كيف أبني شخصية إبني وأجعلها مستقلة؟
سيدتي، أنا أم لطفل في الخامسة من عمره، لا أخفيك أنني أحطت إبني بكثير من الدلال والحب كذلك والده، إلا أنني ومن فرط حبي وتدليلي لفلذة كبدي وجدته يميل كفة الحب والتعلق لي أكثر من والده الذي لا يبخل عليه بشيء. وثمة مربط الفرس، حيث أن إبني على موعد مع الدخول للمدرسة لأول مرة وهو لا يريد أي شيء يبعده عني، علما أنني لم أترك يوما إبني لدى الحاضنة، كما أنني لم أسجّله في الروضة أو المدرسة القرآنية، وقد تكفلت برعايته وتعليمه الضروري تماما مما تقدمه الروضة أو الأقسام التمهيدية.
بالقدر الذي أوصيت به إبني على ضرورة أن يذهب إلى المدرسة. ويكون له من الأصدقاء والأتراب من يقاسمهم اللعب أو المرح ،إلا أنني وجدت لديه كل الرفض وخائفة أنا من أن يكون يوم دخوله إلى المدرسة اليوم الأخير له بسبب رفضه خاصة وأن والده يحملني مسؤولية كل هذا التعلق. فكيف لي سيدتي أن أبني شخصية إبني وأجعله مستقلا عني؟
كيف أبني شخصية إبني
أم عبد الجبار من العاصمة.
الرد:
من العادي والطبيعي جدا أن يتعلق الطفل بوالديه أو أحدهما ، لكن أن يتحول هذا التعلق إلى مشكلة فهذا ما لا يجب، ودعيني أختاه أحملك مسؤولية ما يحدث مع طفلك الذي أظنه سيلاقي بعض الصعوبات في أول يوم له في المدرسة وهو يرى من الغرباء والناس غير المألوفين إليه يحيطون به ويسدون إليه الأوامر ويوجهون تصرفاته بعيدا عن دلالك المفرط وكل الحب الذي تحيطينه به.
رغبتك في إيجاد حل للموضوع جاء في وقت جدّ حساس ، حيث كان الأجدر بك صبّ جامّ جهدك على تنشئك إبنك وهو يتعود على الإستقلالية منذ مدة حتى لا ينصدم يوم دخوله المدرسة بنوع من الفقد أو إحساس بالتخلي. ولأنك حريصة على أن يمرّ هذا اليوم مرور الكرام عليك أختاه أن تكوني انت من يصطحب إبنك إلى المدرسة في اليوم الموعود، كما أنه عليك مثلا أن تساعديه في إقتناء لمجته المفضلة، على أن تقطعي له وعدا بأنك ستكونين في إنتظاره ساعة خروجه من المدرسة.
كيف أبني شخصية إبني وأجعلها مستقلة؟
وحتى تغتنمي فرصة حب إبنك وولائه لك وتعلقه بك، أخبريه مثلا أنك تريدين منه أن يكون بطلا في تحدي يتمثل في أن يلتحق مع من هم في مثل سنه حتى يتعلم ويحقق حلمه في ان يصبح طبيبا أو طيارا أو مهندسا، ولتتقني طرق الحوار معه لتقنعيه بأنه إن كان حقا يحبك فإنه عليه أن يطيعك في هذه النقطة بالذات حتى تتأكدي من أنه كبر ونضج. ستجدين الخنوع من إبنك ما سيشجعك لأن تتمادي في جعله مسؤولا عن نفسه يوما بعد يوم، كأن تطالبنه بأن يروي على مسامعك يومياته هو وأصدقاؤه. ويمكنك أيضا أن توجهي سلوكاته وتمنهجي علاقاته مع بعض من الزملاء بما يتماشى مع تربيته وما لقنته له من أخلاق. الأمر لن يكون بالسهل لكنه أيضا لن يكون بالعسير، فلا تضخمي الأمور ولا تعطي الأشياء أكثر من حجمها.
قلقك هو قلق العديد من الأمهات. ممن أتمنى أنهن تقرأن هذا الرد حتى تستقين منه ما يجب أن يكون في هذا اليوم المشهود. الذي نتمناه خيرا وبركة لكل ابنائنا وبناتنا، ونتمنى التوفيق للجميع.
طالع أيضا :
📌📌 يتيح لكم تطبيق النهار الإطلاع على آخبار العاجلة وأهم الأحداث الوطنية.. العربية والعالمية فور حدوثها
حمل تطبيق النهار عبر رابط “البلاي ستور”
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.ennahar