كوكتيل من الموسيقى الترقية والفلامنكو في الليلة السابعة من ليالي تامقودي
عاش جمهور مهرجان تيمقاد الدولي في سهرته السابعة من طبعة هذه السنة ليلة الأربعاء إلى الخميس على وقع أنغام كوكتيل منوع من الأغاني والموسيقى الترقية وكذا لوحات راقصة من الفلامنكو
وعانق التراث الإفريقي الأصيل في هذه الليلة من ليالي تماقودي الساحرة التراث الاسباني ذو الأصول الأندلسية العربية من خلال العروض التي قدمتها على ركح مسرح الهواء الطلق الجديد الذي أنجز بمقربة من الموقع الأثري الروماني فرقتا آتري “أنسوف” (أو نجمة الصحراء) و “جازينغ فلامنكو” لانطونيو نقارو من اسبانيا .
و كانت المتعة كاملة بالاستماع إلى فرقة نجمة الصحراء وهي تقدم للجمهور التماقودي طبقا ثريا من الموسيقى الترقية العريقة التي تعتريها لمسة واضحة من موسيقى البلوز و الروك لكن دون أن تفقد نكهتها الأصيلة الضاربة في عمق تاريخ القارة السمراء أو “ماما أفريكا” كما يحلو لكثير من أبنائها تسميتها .
واستطاع مغني الفرقة التي تضم جنسيات متعددة لكن اجتمعت على حب الموسيقى الترقية الفنان “ريسة (عيسى) و اناغي” النيجري الجنسية أن يجعل من الجمهور الحاضر في السهرة يتفاعل معه ويصفق على وقع موسيقى قوية حملت الكثير من التجديد و العصرنة.
فالفرقة التي تعد الأولى من نوعها التي تدخل القيتار الكهربائي على الموسيقى الترقية يقول الفنان ريسة تسعى إلى التعريف بالموسيقى الترقية عبر العالم وما تحمله من عراقة وتشبث بجذور الانتماء إلى مجتمع التوارق بالإضافة إلى بعض الهموم التي يعانيها أبناء جلدته مؤكدا على إحساسه القوي وهو يزور الجزائر ويغني فيها لأول مرة على ركح تيمقاد بأنه “في بلده ووسط أهله”.
ومن جهته أبدع مصمم اللوحات الراقصة لفرقة الفلامنكو الاسبانية الفنان ونجم الرقص الكلاسيكي الاسباني “أونطونيو الخيرينو” ذي ال 24 سنة في تقديم لوحات متنوعة من رقص الفلامنكو على وقع موسيقى اسبانية عريقة ممزوجة بالجاز و البلوز زادت من حركات الراقصين والراقصات على الركح خفة وجمالا .
و أكد الفنان خلال ندوة صحفية نشطها بأنه يحاول من خلال عروضه الراقصة بأن يقدم أفكاره عن الرقص الاسباني الكلاسيكي والفلامنكو للعالم كما يراه “فكل رقصة لها رسالة على المسرح” .
وعلى الرغم من “أن عروضي نوعا ما معقدة يقول الخيرينو إلا أنها تستقطب جمهورا مختلفا وتلقى قبولا كبيرا لدى المختصين في هذا الميدان فانا من المجددين الذين حاولوا عصرنة الرقصة الاسبانية الكلاسيكية وأنا مدين للأساتذة الذين لقنوني مبادئ هذا الفن العريق والراقي.
و اسعى اليوم الى وضع لمستي الخاصة على اللوحات التي أقدمها”. و تذوق الجمهور لاسيما الشباب ما قدمته فرقة جازينغ فلامنكو الاسبانية التي أطل راقصوها على ركح مسرح الهواء الطلق الجديد بأزياء أنيقة وألوان زاهية زادت من رونق المشهد و حميمية المكان تحت سماء تاموقادي .
فكانت ليلة أخرى جميلة من ليالي مهرجان تيمقاد تألق فيها ضيوف الجزائر والمدينة الأثرية وأبدى الجمهور الحاضر فيها كالعادة تذوقه لفنون الآخر ليتجاوب بالتصفيقات والرقص غير مكترث بحاجز اللغة.