كوسوفو تعجز عن بسط سيطرتها على أراضيها بعد 4 سنوات على استقلالها
ما زالت كوسوفو التي احتفلت بالذكرى الرابعة لاستقلالها عن صربيا، عاجزة عن بسط سلطتها على كل أراضيها والقضاء على الفقر وخصوصا على الفساد المستشري الذي يدينه الاتحاد الأوروبي.واحتفل الكوسوفيون الجمعة بذكرى استقلالهم، بعرض لوحدات قوات الأمن في الجادة الرئيسية في بريشتينا وسط آلاف الأشخاص الذين رفعوا أعلام البانيا والولايات المتحدة الحليفة الرئيسية لكوسوفو.وقالت الرئيسة عاطفة يحيى آغا أن “كل المواطنين يرون أن مستقبل كوسوفو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وصداقة أبدية مع الولايات المتحدة“.وفي برقية نشر مضمونها في بريشتينا، رحب الرئيس الأميركي باراك اوباما “بالتقدم الكبير” الذي حققته كوسوفو في “بناء ديمقراطية تعددية متسامحة ومتعددة الاتنيات في قلب البلقان“.وأكد اوباما لكوسوفو دعم الولايات المتحدة وثقتها في “دمجها في المجموعة الأوروبية الأطلسية في المستقبل“.وكان الصرب في شمال كوسوفو رفضوا بشبه إجماع في استفتاء استقلال كوسوفو مدينين بذلك التنازلات التي يعتبرون أن بلغراد قدمتها تحت ضغط الاتحاد الأوروبي.وقالت اللجنة الانتخابية أن 69 صربيا عبروا عن موافقتهم على استقلال كوسوفو. ولن يكون لنتائج هذا الاستفتاء الذي جرى بدون اي حوادث تذكر وانتقدته بلغراد وبريشتينا والاتحاد الأوروبي، اي نتائج قانونية.ويرفض الاعتراف بهذا الاستقلال صرب كوسوفو وبلغراد وعدد كبير من الدول الأجنبية وخمسة من بلدان الاتحاد الأوروبي.وقال المحلل السياسي الكوسوفوي ارتان مصطفى أن بريشتينا ترى أن الاستفتاء “يعني استقلالا ناقصا“.ولم يشارك صرب الجنوب الذين يقيمون في جيوب محاطة بالأغلبية الألبانية، في الاقتراع.ويعيش في الشمال 40 ألف من أصل 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة.وتواجه كوسوفو أيضا فقرا كبيرا وبطالة تطال 40 بالمائة من السكان يعيش 15% منهم في فقر مدقع بيورو واحد يوميا، حسب أرقام البنك الدولي.وعبرت المفوضية الأوروبية في أكتوبر الماضي عن “قلقها الشديد” من الفساد المستشري في هذا البلد.وتخضع كوسوفو لإشراف دولي منذ انتهاء الحرب بيت الصرب والكوسوفيين 1998-1999 وتنتشر فيه بعثات للامم المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوة لحلف شمال الأطلسي.وتعترف حوالى تسعين دولة بينها الولايات المتحدة بكوسوفو. لكن صربيا المدعومة من روسيا ترفض هذا الاعتراف.وقال الناطق باسم الحكومة الصربية لوكالة فرانس برس فيليفوي ميهالوفيتش لوكالة فرانس برس أن “الاعتراف باستقلال كوسوفو كان خطأ فادحا انتهك القانون الدولي“.وأضاف أن “هذا الخطأ لا يمكن تصحيحه ما لم يتم العثور على حل مقبول من الصرب والألبان.”وقد تظاهر حوالى مئتي شخص مساء أمس في بلغراد تحت الثلوج لإدانة استقلال كوسوفو. وقد رددوا هتافات “كوسوفو هو قلب صربيا” وضد الرئيس الإصلاحي بوريس تاديتش.
الجزائر - النهار أولاين