إعــــلانات

كنت عونا للشّيطان على نفسي فنلت بئس المصير

كنت عونا للشّيطان على نفسي فنلت بئس المصير

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:

 أنا فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، تعرفت على شاب فتطورت علاقتنا بسرعة، كنت أحدثه كل يوم وكل ساعة، فتعلقت به أحببته جدا، لم يعد يهمني شيء في الدّنيا سواه، كنت أخرج معه فكان يختلي بي، ممّّا جعل الشّيطان ثالثنا فحدث ما حدث.

 لم أكن راضية بسبب خوفي من اللّه، فطلبت منه التّقدم لي، فتحجّج برفض والدته، ـ كان عذرا أقبح من ذنب ـ بقيت معه على أمل أن يتزوجني، لكنه خطب أخرى وطلب منّي العفو، لأنّه مرغم على أمره، ابتعدت عنه وعن جميع النّاس، كرهت الحياة وازدادت حالتي النّفسية سوء.

تقرّبت إلى ربّي وتضرعت إليه كي أنساه وسألته أن يسامحني على ما اقترفت يداي، فتحسنت نفسيتي قليلا، لكّنه عاد إلي بعد أن تزوّج، فانجرفت خلف مشاعري، عدت إليه ولم أفكّر بالله الذي رحمني بنسيانه في وقت الضّيق.

 عدت إليه والشّوق يقتلني، كأنّني مسحورة لا أعي ماذا أفعل سيدتي، توالت اللقاءات بيننا، وفي كل مرّة كان الشّعور بالذّنب يعاودني، فبدأت أفكّر في زوجته التي يخونها ويظلمها، وأنا أساعده على ذلك، عندها قرّرت الإبتعاد عنه نهائيا وابتعدت، لكنّي اكتشفت فقدان شرفي دون شعور.

آه يا سيدة نور سحقا للحب، سحقا لكل شخص خائن مخادع لا يخاف اللّه، لست خائفة من شيء، لكنّني أخشى غضب ربي، لا أتمنى شيئا الآن سوى أن يغفر لي ذنوبي.

إنّه وهم الحب، نعم أقول ذلك لكل فتاة سلكت هذا الطريق، فالنهاية واحدة، ضياع وإهانة وعدم استقرار نفسي، وهذا عقاب من اللّه، أتمنّى أخذ العبرة من قصتي.

سيدتي نور؛ أعترف أنّني أخطأت وتبت إلى الله وعاودت نفس الخطأ مرّة أخرى، والآن أنا نادمة. فهل سيتقبل الله توبتي؟

نجاة/ الوسط

الرد:

نعم سيقبل الله توبتك إن كانت توبة صادقة فعلا، فالتّائب من الذّنب كمن لا ذنب له.

لن أتحدث معك فيما فعلت بنفسك، حين أغواك هذا الشيطان، وخدعك باسم الحب ثم أخرجك من حياته بكل بساطة، ثم عاد إليك بعدما تزوج واستقر في حياته، ولم يجد لديك مانعا، فطاوعته وأهنت نفسك معه مرة أخرى، لكن هذه المرة لم يكن برغبة في الزواج، لكن فقط إرضاء لشهوة ونزوة، بل أريد الحديث عن هذ الرجل الذي يحبك ولو كان يحبك حقا ما فعل بك هذا، ثم تركك ليتزوج بأخرى، وأنت أيضا مسؤولة معه عن كل ما حدث، فإذا كانت توبتك صادقة فعلا، فعليك أن تطوي هذه الصفحة من حياتك تماما، رغم صعوبة ذلك لتأثيره السيئ عليك، فهذا ما يجب أن تفعلينه مهما كانت درجة ضعفك أمام هذا الشّخص، إن نذالته تحتم عليك أن تلفظيه من حياتك، ولا تنتظري أن يلفظك من حياته مرة أخرى، كما فعلها سابقا، وذهب إلى من لم يكن بينها وبينه أي علاقة، ظنا منه أنه سيبدأ حياة نظيفة طاهرة خالية من الدنس، لكنه عودتك إليه مرة أخرى، دليل على أنّه أناني يريد الحياة النظيفة المثالية أمام الناس ويريد الخبث والخبائث في الخفاء.

بدلا أن يحمد الله على الزوجة الصّالحة والحياة النّظيفة، راح يبحث عن الحرام مرة أخرى وقد ساعدته على أن يحط من قدرك ويرخص من شأنك مرة أخرى، لا تستسلمي هكذا، فالله قادر على أن يغفر لك ذنبك ويطهرك من الرجس ويبدل سيئاتك حسنات، فقط احتمي به، وأكثري من الصّلوات والإستغفار والذّكر، ولا تيأسي من رحمة اللّه فتعودي إليه مرة أخرى، لأنّه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون، كما أخبرنا الحق سبحانه وتعالى.

 عزيزتي لا تكوني عونا للشيطان على نفسك وتمسكي بالحق وارفضي العلاقة الآثمة مع هذا الشاب النذل، ولا تسمحي له باستغلالك مرة أخرى، ولا تسمحي لنفسك بالإنزلاق نحو وضع متدني، في قرارة نفسك ترفضينه وتعترفين بوضاعته، سامحيني، أنا لا أريد تأنيبك بقدر ما أريدك أن تفيقي وتحبي نفسك أكثر، عودي إلى ربك واعتصمي به واطلبي منه العون والحماية وابكي بين يديه بصدق وإخلاص، واعلمي أنه لن يخذلك، وتعلمي من هذه التجربة الأليمة أن تحفظي نفسك عزيزة غالية ولا تحطي من قدرها، مهما كان الشخص، فلا أحد يستحق منك ما أنت فيه الآن، ولا أحد يستحق أن يمسسك، طالما لم يبذل في سبيل الحصول عليك أي جهد، وطالما لم يسلك في سبيل ذلك الطّرق الشّرعية.

ردت نور

رابط دائم : https://nhar.tv/410zq