كارثة بإقامة إطارات الدولة بنادي الصنوبر بسبب وزارة الأشغال العمومية
بعد المس بهيكل ميناء الجميلة رغم الدراسات التي تحذر من عواقب ذلك مما أدى إلى تحطم مبنى الحماية المدنية ومطعم فخم وعشرات السكان هجروا فيلات حطمتها الأمواج
تعيش إقامة الدولة بنادي الصنوبر والمناطق المجاورة لها مثل فندق الشيرطوان منذ أسابيع كارثة بيئية حقيقة بعد أن أدت أشغال إنجاز ميناء الجميلة “لامادراك سابقا” ببلدية عين البنيان والتي أشرفت عليها وزارة الأشغال العمومية خلال السنة الماضية إلى اختلال خطيرة في التركيبة الجيولوجية للمنطقة أدت إلى بروز تيارات بحرية عنيفة.
وحسب مصادر “النهار” فإن الأشغال الكبرى التي تمت على مستوى ميناء الجميلة غيرت مجرى التيارات البحرية وأحدثت تيارات متداخلة حولت الحياة في سواحل إقامة الدولة بنادي الصنوبر إلى جحيم.
فقبل أسابيع دمرت الأمواج في سواحل إقامة الدولة المطعم الرئيسي الذي كان يميز هذه الإقامة دمارا كاملا مما أدى إلى إغلاقه كما تحطم الجدار الواقي والمعبر المرافق له والذي يربط شريط المحاذي لقاعة المؤتمرات من الجهة السفلى.
كما تعرضت عدد من المباني الرسمية مثل مبنى الحماية المدنية في شواطئ إقامة الدولة إلى دمار كامل بفعل هذه التيارات العنيفة واضطر عدد من المقيمين في هذه المحمية الأمنية إلى إخلاء هذه الإقامة بعد تعرض سكناتهم إلى الدمار بفعل هذه الأمواج. وهي المرة الأولى التي تواجه فيها إقامة الدولة مثل هذا النوع من الأمواج الخطيرة بعد أن لجأت وزارة الأشغال العمومية إلى إجراء تغييرات هيكلية في واجهة ميناء الجميلة دون استشارة وزارة البيئة في عواقب مثل هذه الأشغال رغم أن المخطط التوجيهي لحماية الساحل يلزم كل القطاعات الوزارية باستشارة وزارة البيئة في كل ما يتعلق بأي عملية تخص الساحل المحمي قانونا سيما إذا تعلق الأمر بتغييرات أساسية.
وحسب مصادر على صلة بالملف فإن مديرية البيئة بالجزائر العاصمة كانت نبهت مصالح وزارة الأشغال العمومية بضرورة توقيف أشغال تهيئة ميناء الجميلة بعين البنيان لما فيه من أضرار خطيرة على البيئة. وقامت قبل ثمانية أشهر بإرسال فريق من الخبراء إلى ميناء الجميلة “لامادراك” والمناطق المجاورة لها إلى غاية فندق الشيراطون وسجلت خسائر فادحة بسبب الاختلالات الإيكولوجية التي تسببت فيها وزارة الأشغال العمومية. وأكدت الخبرة الجديدة مضمون دراسة قام بها فريق خبراء من هولندا سنة 1975 تمنع منعا باتا أي مساس بالهياكل الأساسية لميناء الجميلة لما له من تأثيرات سلبية خطيرة على البيئة والتوازن البيئي في هذه المنطقة الساحلية. ولحد الساعة فقد ساهمت هذه التيارات البحرية في إحداث نزيف حقيقي في شواطئ إقامة الدولة التي تقدمت بأزيد من 50 متر مع ارتفاع منسوب المياه وتدفق كميات ضخمة من الرمال إلى جهة فندق الشيراطون حيث انقلب الوضع هناك رأسا على عقب.
ولحد الساعة فإن الأضرار في تزايد مستمر ويقول خبراء أنه لا يمكن إصلاح ما تم إفساده في ميناء الجميلة لأن معالجة هذا الو ضع تتطلب مراجعة جديدة لهيكل الميناء لكن النتائج سيكون من الصعب تقديرها لأن الأضرار أكبر ومخلفاتها أخطر بكثير من التدخل غير القانوني لوزارة الأشغال العمومية في الميناء والذي انتهك بوضوح القوانين التي تحمي البيئة والسواحل والتي صادقت عليها مجلس الوزراء قبل سنوات والبرلمان بغرفتيه.