قطعة أرض منسيّة زرعت بين أولادي الشحناء والبغضاء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: لقد تحول بيتي رمز السكينة والهدوء إلى حلبة صراع دائم، بسبب أولادي هداهم الله، هؤلاء الذين تزوجوا واستقل كل منهم بحياته، إلا أصغرهم الذي يقيم وزوجته معي، عادوا ليكدروا علي صفو حياتي، بعدما جدّ جديد بل وهم أو لغم زرعه قريب لي في أفقهم وهذه تفاصيل ما حدث. منذ أزيد من خمسين سنة، أعيش في العاصمة بعدما رحلت صغيرا رفقة والدي رحمه الله من الريف، بسبب الفقر وعسر الحال، نشأت في المدينة وتزوجت فرزقني الله بالذرية، لقد عشت مرتاح البال لأنني رجل صبور وقنوع، ولم يرحل عن بالي أبدا الريف مسقط رأسي، فكنت أتردد بين الحين والآخر على هذا المكان لزيارة أقاربي، وظل بيتي مفتوحا لهم، على مدار السنة عندما تضطرهم الظروف لزيارة العاصمة. ما حدث أن أبناء الدشرة، ادعوا أن لجدي قطعة أرض بمحاذاة أرض والده، ويجب علي استرجاعها، لأنها في موقع جميل ومطل على البحر، فهي بمثابة الكنز لمن يستثمرها، لقد أقنع أولادي بضرورة ذلك فأصبح كل منهم يحلم بتحصيلها فراودهم الطمع وقبع في أنفسهم، فأصبحوا يترددون على المكان، كما لم يفعلوا من قبل، ولم يتوقف طموحهم عند هذا الحد، لأنهم أفرطوا في مطالبتي في السعى من أجل استرجاعها، علما أنني لا أملك ما يثبت ذلك، ولأنني رفضت الانصياع لرغبتهم، فإنهم تفرّقوا ليبحث كل منهم بمفرده على الطريقة التي تمكنهم من تحقيق المبتغى، هذا ما خلق بينهم الشحناء والبغضاء، رغبتهم الملحة جعلتهم يتسابقون، فمن يظهر هذا الحق ويفعل ذلك قبل الآخر سينال النصيب الأكبر، فماذا أفعل لكي أقنعهم بأنهم يلهثون خلف الوهم والسراب .
بلقاسم/ العاصمة