إعــــلانات

“قضيت 7سنوات بغوانتانامو بتهمة نية التفكير في عمل إرهابي”

“قضيت 7سنوات بغوانتانامو بتهمة نية التفكير في عمل إرهابي”

بعد سبعة سنوات قضاها في المعتقل الأمريكي بجزيرة “غوانتانامو” الكوبية عاد المعتقل الجزائري “مصطفى أيت إدير” إلى بيته بالعاصمة البوسنية سراييفو، حيث اتصلنا به ليروي لنا قصة جزائري تحوّل بقدرة “CAI” من مواطن إلى إرهابي من الدرجة الأولى وعن واقع سنوات الجمر التي قضاها في جحيم الأرض “غوانتانامو”

  • البداية كانت عندما كان مصطفى جالسا في بيته مع عائلته الصغيرة في  ليلة 18 أكتوبر 2001 يصلح بعض أجهزة الكومبيوتر فسمعجرس الباب يدق قام ليفتح الباب ظنا منه أنه جاره الكرواتي السكير الذي ألف إزعاجه كل ليلة، ليفاجأ بفرقة من الرجال بالزي المدنييطلبون تفتيش بيته ومعهم وثيقة من المحكمة العليا، قبل مصطفى العرض بعد تأكده من صحة الوثيقة، دخلت الفرقة وفتشت البيتحتى سلة المهملات.. وداخل أحذية أولاده، جلس مصطفى ينظر ليسأل رئيس الفرقة عن ماذا تبحثون فيجيبه الشرطي بأدبالصراحة.. لا شيء محدد” خرجت الفرقة بعد تفتيش البيت كامله ليرجع المسؤول ويطلب منه مرافقته لمخفر الشرطة ويقولمصطفى لقد كان الشرطي في غاية الأدب معي وأحسست وكأني مع صديقي في السيارة. ”
  • التحقيق دام 45 دقيقة والقضية أكبر من القاضية
  • قال مصطفى إنه دخل مكتب التحقيق في وقت متأخر جدا من الليل لينهال عليه المحقق بوابل من الأسئلة العامة، مثل من أنت؟ ماذاتفعل؟ أين تقضي وقتك ومع من؟ ليحال بعدها على قاضية التحقيق التي رفضت استجوابه دون حضور المحامي، وهو ما كان فعلا،حيث حضر المحامي لتبدأ القاضية في طرح أسئلة غريبة بل وحتى ساذجة، حيث طلبت منه إن كان يعرف مكان السفارة الأمريكيةبسراييفو؟ ولما أجاب بنعم فقالت له لماذا تعرفها؟ وهو ما استغربه المحامي ومصطفى كيف تسأل عن سفارة كبيرة تقع في وسطالعاصمة يمرّ من جانبها الآلاف من المواطنين يوميا ولما أجابها مصطفى أنه يعرفها من علم الولايات المتحدة فوق البناية ومنموقعها الواقع في وسط المدينة قالت له قاضية لماذا تسكن بجوارها وهو مرة أخرى سؤال ليس في محله كون منزل مصطفى يقععلى بعد حوالي 20 كلم عن السفارة وهو يسكن نفس البيت منذ زمن وقتها كانت السفارة الأمريكية في موقع ثاني والمكان المذكوركان ساحة عمومية ومنتزه وعندما عجزت قاضية التحقيق من الحصول على المعلومات التي تريدها أحالت مصطفى رهن الحبسالاحتياطي لمدة ثلاثة أشهر ولما اعترض المحامي قالت القاضية “أنا أعرف القانون جيدا لكن القضية أكبري مني” هنا يقولمصطفى “فهمت أن القضية كما نقول في الجزائر “مرقة فوق طعام” وأن هناك مآمرة ضده. 
  • تهمته “النية التفكير في القيام بعمل إرهابي”
  • الغريب في قضية مصطفى ومن معه هي التهمة الموجهة لهم في حدّ ذاتها وهي “النية في التفكير في القيام بعمل إرهابي” وهو مااعتبرته الجهات القضائية العالمية فضيحة وسابقة في تاريخ العدالة، حيث يحاكم أشخاص بتهمة “النية في التفكير” إذ علق قاضيالقضاة الأسبق لكرواتيا “فإذا كان القانون لا يعاقب على التفكير فكيف يعاقب على النية” أما الصحافة الكرواتية فقد تفاعلت معالقضية، حيث اتهمت الجزائريين الستة الموقوفين في القضية بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية، لكنها سرعان ما انقلبت عنالسلطات القضائية التي وجهت اتهامات باطلة دون تقديم أيّ أدلة مع حبسهم لمدة فاقت الثلاثة أشهر وقد تفاعل الرأي العام البوسنيحتى المسيحيين منهم مع قضية مصطفى، لدرجة أن عددا من الصحف علقت على القضية أنها وصمة عار على جبين القضاءالبوسني مشيرة إلى أنه البلد الوحيد الذي يحاسب فيه الناس حسب النوايا أما نقابة المحامين فقد نددت بشدة يقول مصطفى حيث قالعميد المحامين ان قضية مصطفى سابقة خطيرة لأن القانون لا يحاسب إلا على الشروع في التخطيط لمثل هذه العمليات أما النيةوالتفكير فلا يحاسب عليها حتى في حالة اعتراف المتهم.
  • براءة مصطفى فرحة لم تكتمل
  • مباشرة بعد نطق قاضي المحكمة العليا الكرواتية بالبراءة لمصطفى وأصدقائه، حمل المتهم أغراضه والفرحة بلقاء عائلته تغمره لكنهفوجئ بقافلة طويلة من سيارات الشرطة ورباعيات الدفع المصفحة تقتاده مباشرة إلى المطار دون أن يعرف ورفاقه الوجهة، وقدحمل في طائرة لم يعرف الوجهة حتى حطت الطائرة في الجزيرة، إذ قضى المتهم أسوء أيام حياته بسبب تهمة لا يعرفها لحد اليوموهذا رغم أن المحققين الأمريكيين كانوا مقتنعين بأن قضية السفارة الأمريكية هي قصة فارغة والدليل أنه لم يتعرض لتحقيق معمقكما يفعل المحققون مع الأفغان والمعتقلين العراقيين وبعض الدول الأخرى.
  • ابني عبد الله أعرفه منذ 4 أيام ويتجاهلني
  • قال السجين رقم 10004 في المعتقل الأمريكي إن أولاده قد تضرّروا نفسيا جراء ابتعاد الوالد عن الأسرة لدرجة أنه لم يرى ابنهالصغير عبد الله البالغ من العمر 7 سنوات وأنه تعرف عليه منذ 4 أيام فقط ويجد صعوبة في التعامل مع الولد الذي يتهرب ويتحاشىالجلوس وحده مع والده “الغريب” أما الابن الأكبر “محمد” فقد سمع قصة والده كاملة لكنه لم يفهم شيء منها، كون سنه لا يسمح لهفهم قضية لم يفقهها حتى الكبار وقال إنه سيسعى جاهدا لتوفير حياة مستقرة لأسرته وتعويضهم على ما فات. 
رابط دائم : https://nhar.tv/DzCUM