قصف في بنغازي والاف السكان يفرون من المدينة
شهدت مدينة بنغازي ومحيطها قصفا عنيفا السبت بينما اكد العقيد معمر القذافي في رسائل الى واشنطن وباريس ولندن والامم المتحدة انهم “سيندمون” اذا تدخلوا في ليبيا.
وشوهد الاف الاشخاص السبت يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي للمدينة.
وانتظم النازحون في طوابير أمام المحطات والافران للتزود قبل انطلاقهم الى طبرق التي تبعد 350 كلم الى الشرق من بنغازي، والى مصر.
وبدأت القمة الاوروبية الافريقية العربية السبت في باريس، والتي قد تمهد لعمل عسكري ضد ليبيا خلال ساعات بعد الاجتماع، على ما قال سفير فرنسا في الامم المتحدة جيرار ارو.
وبعد ليلة سمع خلالها دوي انفجارات، سمع في الفجر دوي قصف عنيف وخصوصا من الجو في جنوب غرب بنغازي من حيث شوهد تصاعد اعمدة دخان، واشتعلت النيران، بحسب مراسلي فرانس برس.
وشوهدت طائرة حربية تهوي في اجواء المدينة، تبين لاحقا انها تابعة للثوار.
وتمكن الطيار من القفز منها قبل اشتعال النيران فيها وسقوطها في منطقة سكنية جنوب بنغازي محدثة انفجارا وسحابة دخان اسود.
واعلن مصدر من الثوار لوكالة فرانس برس ان هذه الطائرة تابعة لهم وانها من طراز ميراج. وكان الثوار استولوا على طائرات من الجيش الليبي.
وسمع على الاثر اطلاق ثلاث قذائف من مدفعية الدبابات انطلاقا من جنوب المدينة، وباتجاه الوسط. وشوهد عشرات من الثوار يصرخون “الله اكبر” ويرفعون شارة النصر.
أما شمال بنغازي فبقي هادئا ولم تسمع فيه دوي انفجارات.
ونقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية عن مصادر في وزارة الدفاع ان “عصابات القاعدة” هاجمت قوات العقيد القذافي المتمركزة غرب بنغازي مستخدمة طيارة مروحية وطائرة مقاتلة، معتبرة ان ذلك ينطوي على خرق لقرار مجلس الامن بفرض حظر جوي على ليبيا.
وفي شمال مدينة الزنتان (145 كلم جنوب غرب طرابلس) اطلقت قوات القذافي صباح السبت صورايخ غراد فأصابت منزلين موقعة ستة جرحى، بحسب شاهد. وقد اطلق صاروخ غراد ايضا على المدينة ليلا.
والجمعة، اعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا التزام بلاده بوقف اطلاق النار وجميع العمليات العسكرية.
وقا كوسا ان ليبيا طلبت من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ارسال مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار الذي اعلنته طرابلس الجمعة، مؤكدا ان بلاده “اوفت كل التزاماتها تجاه المجتمع الدولي”.
وقال كوسا ان “ليبيا ملتزمة وقف اطلاق النار وهذا دليل على انها تتعاطى بشكل ايجابي مع قرارات مجلس الامن”.
واضاف الوزير “قمنا بتوجيه رسائل الى بان واعضاء مجلس الامن واكدنا التزامنا وقف اطلاق النار وتنفيذا للقرار وتأكيدا لمصادقية ليبيا نطلب مراقبين دوليين للاشراف على وقف اطلاق النار”.
ووجه الزعيم الليبي معمر القذافي رسائل الى الرئيسين الاميركي والفرنسي باراك اوباما ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وقال القذافي في رسائله ان “ليبيا ليست لكم ليبيا لليبيين (..) ليس لكم حق التدخل في شؤوننا الداخلية”. واضاف الزعيم الليبي “ستندمون اذا تدخلتم في بلادنا”.
واعلن التلفزيون الليبي الحكومي السبت ان وزير الداخلية الليبي اللواء عبد الفتاح يونس الذي انشق وتولى رئاسة المجلس العسكري للمعارضة في بنغازي، اعيد الى منصبه.
وقال التلفزيون انه تقرر الغاء قرار اللجنة الشعبية العامة الذي عين بموجبه خليفة للواء يونس وصدر قرار جديد “بتكليف اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي امينا للجنة الشعبية العامة للامن العام”.
لكن قناة الجزيرة القطرية نقلت عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل تأكيده ان “يونس لا يزال يقود العمليات مع الثوار”.
وقالت مؤسسة النفط الليبية السبت انها ستحترم الالتزامات والعقود التي ابرمتها مع الشركات الاجنبية في البلاد ودعت هذه المجموعات الى اعادة طواقمها الى ليبيا.
واعلن شكري غانم رئيس مؤسسة النفط الليبية خلال مؤتمر صحافي السبت “سنحترم كافة الالتزامات والعقود التي ابرمت مع الشركات الاجنبية الناشطة في ليبيا. لا ننوي الغاء هذه العقود”.
كما قال غانم ان انتاج ليبيا من النفط انخفض الى 400 الف برميل يوميا بسبب الانتفاضة التي تشهدها البلاد منذ اكثر من شهر.