إعــــلانات

قصة وعبرة

قصة وعبرة

في يوم من الأيام مر رجل غريب بقرية تعج بالصيادين المحليين، أعجب بصيدهم كثيرا مما جعله يسألهم عن كيفيته وكم الوقت يستغرق في اصطياده، أجابوه بصوت عالٍ وبنغمة واحدة ليس كثيرا من الوقت، فاستكمل الغريب طرح الكثير من أسئلته عليهم…

الغريب: “وكم قدر ما تصطادون منه يوميا؟”

الصيادون: “ما يكفينا ويكفي عائلاتنا”

الغريب: “وماذا تفعلون ببقية وقتكم إذا كنتم لا تستغرقون إلا القليل من الوقت في اصطياد السمك؟”

الصيادون: “ننام لأوقات متأخرة، نلعب ونلهو مع صغارنا، نقضي وقتا كافيا مع زوجاتنا، نأكل سويا ونعتني بأبنائنا؛ نزور كل ليلة أصدقائنا”

الغريب: “لدي شهادة عالية في إدارة الوقت والأعمال وبإمكاني حقا تدبير وقتكم وأعمالكم”.

أنصت الجميع إليه بكل اهتمام، وظهرت في أعينهم نظرات الفضول وحب الاستطلاع مع كثير من التشوق لاستكمال الغريب لحديثه…

الغريب: “أولا بإمكانكم الصيد لفترات طويلة وتوفير كمية هائلة من الأسماك لبيع الفائض عن حاجاتكم والحصول على الكثير من الأموال، ومن ثم شراء سفينة كبيرة لصيد المزيد من الأسماك، ومن ثم شراء سفينة ثانية وثالثة وهكذا حتى يصبح لديكم أسطولا من السفن، حينها تتمكنون من عقد صفقات مع المصانع لبيع أسماككم دون وسيط، وربما تتمكنون من بناء مصنع خاص بكم، وبذلك المعدل تصبحون من أصحاب الملايين”.

أحد الصيادين: “وكم يأخذ ذلك منا وقت؟”

أحد الصيادين: “وبعدها ماذا نفعل؟”

الغريب: “بعدها فقط يمكنكم التقاعد في سلام بعد جني كل تلك الأموال”.

أحد الصيادين: “وماذا بعد ذلك؟”

الغريب: “يمكنكم حينها الاستمتاع بأوقاتكم، النوم لوقت متأخر، اللعب واللهو مع أطفالكم، الأكل مع زوجاتكم وهكذا”

الصيادين: “ولكن مع كامل احترامنا لك والتقدير نحن نفعل ذلك في وقتنا الحالي، فلم نضيع من عمرنا كل هذه السنوات للحصول على سعادة بعد ضياع أوانها”.

رابط دائم : https://nhar.tv/pT3lJ