قصة واستشارة.. ماذا أفعل بحنين أعياني وحطّم كياني؟!
أنا ممزّقة بين الذكريات وواقع لم أتقبله، أحيا منكسرة متهاوية الأطراف، لا أستلذّ من ملذّات الدنيا شيئا، محطّمة، ضعيفة وتائهة، أضع قصة حياتي بين ايديكم.
هذا ما أجده مناسبا لوصف قصة حالتي، حالة بدأت أنسج تفاصيلها بعد طلاق تعسّفي، منيت به من زوج،لم أدّخر جهدا في إسعاده.
لقد كنت له الثرى، منحته مالي وساهمت في أن يبني له كيانا يحيا به فلا يحسّ بالنقص.
لأجده فور أن حقّق أحلامه يدير ظهره لي.
لقد بتّ لا أناسب “بريستيجه” الجديد،وكأني شخصا آخر تنصّل من جذوره وباتت له تفاصيل أخرى يتعايش بها ومعها.
أحيا في بيت أهلي معزّزة مكرمة،لكني لم أتمكّن من التغلب على هاجس أنني خسرت بعد التضحيات.
لقد استنزف طاقتي وقضى على أحلام كنت أريد تحقيقها إلى جانبه، كنت أحبه وأحيا على رضاه.
ولا أخفيكم أنني أحسّ اليوم أنه لم يحببني قط.
لو عاد الزمن بي إلى الوراء، فوفائي سيبقى عملتي وإن جلب لي الخسارة.
“م.جميلة” من الشرق الجزائري
الـــــــــــرد:
في قصة حياتك، لا يؤلم القلب الوفي إلا الخذلان والنكران، وأي كلمة قلتها أختاه للتعبير عما ألمّ بفؤادك المكلوم هي في محلها.
لا زلت أختاه،تحت تأثير الصدمة،التي من الواضح أنها أرخت بظلالها عليك بالقدر الذي جعلك تحسين،أنه لم يعد بمقدورك الاستمرار والمواصلة.
توقفت عجلة حياتك عند هذا القدر من الحزن بفعل نداء كامن في قلبك يردد من أنه لا جدوى من الحياة.
ومن أنها نهاية العالم،بيد أنه عليك الانتفاض والثأر لكرامتك المهدورة،بعدما كنت ولسنوات مصدر قوة لزوج لم يقدر تفانيك وإخلاصك.
أظن أنه عليك أن تستقلي بقلبك وكيانك، وتبحثي باستماتة وشراسة ما يجعل هذا الزوج ينال جزاءه الصاع صاعين.
فاحتوائك وحبك هما من صنعا مجده،ومن دونك لم يكن ليساوي شيئا.
أنصحك بعدم البكاء فلن يجديك ذلك نفعا، وأحسن حل هو أن تخلقي من الانكسار وثبة نوعية فعلية سريعة تقيك موتا وشيكا.
بعض الناس يحسبون تضحياتنا جبنا وغبنا وضعفا،وما إن تشعّ أنوار احتراقنا لأجلهم، تجدهم يمضون بلا رجعة.
ظانّين أننا انطفأنا ودرسنا لهم أن نتقد ونزهر ولا نترك مجالا للانطفاء أبدا.