إعــــلانات

قصة بدأت بالميثاق الغليظ.. وتوجّت بالحب الأكيد

قصة بدأت بالميثاق الغليظ.. وتوجّت بالحب الأكيد

في مكالمة وردتني في “مركز الأثير للإصغاء”، أجبت فيها عن سيدة ظننتها من نبرة صوتها فتيّة في العشرين، حيث وضعت قصة حياتها بين أيدينا.

خاطبتنا لتبثّ بين يدينا حيرتها، و قصة حياتها إلا أننا نحن من وجدنا أنفسنا نستخلص العبرة، قصّة وفاء جمعت بينها وبين رفيق دربها.

وسردت المرأة قصة حياتها تقول “بالرغم من أنه غاب عن الحياة، إلا أنه يسكن وجداني ويحيا إلى جانبي”.

اتصلت بنا بغرض أن تفسّر حلما، وإذا بها تسرد علينا تفاصيل أجمل من أي حلم، امرأة في العقد السابع من العمر.

“لقد كان أطيب مخلوق على وجه الأرض، توّجني أميرة على عرش قلبه،منحني الحب والسكينة، وعشت معه أجمل أيام عمري”.

“لم أحسّ يوما بالغضب منه أو الامتعاض من غيرته وتحكّمه،فقد كان رحمة الله عليه يخاف الله فيّ”.

“وكان يخبرني من أن الله سيسأله عنّي يوم القيامة،صانني،حفظني في الضّراء قبل السّراء،فهل يعقل ألا يكون نصيبه مني الوفاء؟”.

“ارتبطت به وأنا في ربيع العمر،وبالرغم من ظروفه المادية الصعبة،بدأنا بتقاسم الأعباء،وكان كل شيء على قلبي مثل العسل الصافي”.

“لم يبخل عني،وأغدق عليّ بالحبّ والتقدير،عشنا نربي أبناءنا على ظل مكارم الأخلاق وصفاء السريرة،التمسنا أن يكونوا ذخرنا وفخرنا في المستقبل”.

“والحمد لله والمنّة، أصبحوا كذلك وحققنا مقولة “أحسن خلف لخير سلف”.

“فقط لم أخل يوما من أنّه سيرحل ليتركني وحيدة،عشت دائما على أساس أننا سنحيا معا طويلا”.

“إلا أن مشيئة الله أرادات غير ذلك،حيث فارقتني الروح التي كانت تسكن روحي إلى الأبد”.

“ولولا الرضا بقضاء الله وقدره لما كنت اصطبرت على رحيل زوجي”.

“روح زوجي تحيا معي كما لم تحيا معي من قبل،في كلّ يوم،وفي كل دقيقة وفي كل تفاصيلي وروتيني.”

“أحسّ بأنه راضٍ عني،وأحسّ بأنه يحميني ويحرسني،وروحي معلقة بروح زوجي في علاقة لا يعلم إلا الله قدسيّتها وسموّها”.

أريد أن تكون قصة حياتي هذه عبرة لبنات هذا الجيل،جيل قد يكون تعلّقه بالمظاهر،وسفاسف الأمور أكبر من أن يتعلّق بصفو المشاعر.

وأنا في هذا العمر أستمد قوتي من زوج كان لي خير الرفيق.

قصة السيدة منها نستمد الوفاء إنه الوفاء يا سادة،شيمة النبلاء والخيّرين من الناس،زمان كثر فيه الخداع والنفاق وبيع الغالي بالرخيص.

رابط دائم : https://nhar.tv/8VmcU