قريبي المريض جعل سمعتي في الحضيض
سيدتي، جزيل الشكر أتقدم به لك وأنت تحتضنين ألام وأوجاع المرهقين بالتفكير، المتهالكين أمام همومهم وانا أعتبر نفسي ذات حظ كبير لأنني وجدت لبي متنفسا عبر ركن قلوب حائرة، حتى أبث بين يديك ما يخالجني.
سيدتي، أنا شابة في مقتبل العمر، وحيدة والداي وسليلة أسرة طيبة، محظوظة أني أحيا وسط والدين منحاني كل شيء حتى أنجح وأتألق،وزيادة على ذلك فقد منحني والداي حرية لا يمكن وصفها ، إلا أنني ولكوني ذات أخلاق إستغليتها فيما يرضي الله ويخدم طموحاتي ودراستي.
وكأي فتاة جميلة راقية، تقدم لخطبتي العديد من الشباب إلا أنني كنت دائما أرفض بمدعى أنني أريد إستكمال دراستي، وقد صبر والداي عليّ وإحترما قراري إلى أن تقدم لي أحد أقربائي، شاب خلوق مثقف وذو مستوى، فكرت جيدا في الأمر ووجدت أنه لا مناص لي من الرفض، فالشاب لا يعيبه شيء، ورفضي سيكون بمثابة نقطة تحسب عليّ وضدي.
هلل والداي من فرحتهما بأنها وأخيرا سيزفاني عروسا إلى من رضيا خلقه ودينه، ومضيت في فترة خطوبة لم تكن بالطويلة لكنها كانت الفيصل في حياتي.
تتساءلين كيف سيدتي، فأخبرك أنني ومن خلال دردشتي مع خطيبي إكتشفت أنه سطحي مزاجي كثير الدلال، وقد وضعت نفسي في مقارنة بيني وبينه، ووجدت أنه وبالرغم من كل الغنج المفرط الذي حظيت به إلا أنني أكثر نضجا وأقوى شخصية منه، علما أنه يكبرني بعقد من الزمن.
هذا وقد هالتني مسألة أن لا يكون هناك بعض التوافق بيني وبين خطيبي، فرحت أقتحم أغواره من خلال سؤالي له لنظرته حول الحياة الزوجية، أحلامه ، طموحاتهـ،فوجدته تارة يرسمها لي بأجمل الألوان، وتارة أخرى يرمي بي في غياهب الحيرة والخوف.
وعندما إقترب موعد زفافي ومن خلال خروجي مع الخطيب في رحلة تأثيث المنزل إكتشفت همجيته في التعامل مع الناس، وسطحيته في التعامل مع رغبات عروس تريد أن يكون لها بصمة في كل شيء يخص عشها الزوجي.
أنبته وطلبت منه بكل لطف أن يعير ما أريده أهمية فما أريده لا يعدو سوى أن يكون أحلام عروس، فوجدته يتهمني بالطمع والمساومة، كما أنه لم يجد بدا في أن يحقّر من طلباتي ويعدني من أنه سيخبر والديه أنهما أساءا إختيار عروس له، بدوري أخبرت أهلي وأبنت لهم عن تخوفي من هذا الخطيب فلامه والدي وأخبره من أنني سأكون بمثابة التعيسة إن هو بقي على هذا المنوال.
الأمر لم ينته عند هذا الحد، حيث أن خطيبي طلب لقائي في اليوم الموالي لأتفاجأ به بل لأصعق به ينهال عليّ ضربا، لم أكن لأقوى لأدافع عن نفسي فقد خارت قواي وأنا أحسّ بالهوان، كما أنني بكيت وأنا أحسّ من أنني طعنت في الصميم فعريسي هو قريبي وليس شخصا آخر.
والداي لم يفوتا فرصة أن يفسخا ما بيني وبين الخطيب من خطبة، وأعلنا رفضهما المستميت لأي محاولة صلح من والديه، كونه لا يمتّ للرجولة بشيء، إلى جانب أنه ضربني في الصميم بعنف لا أستحقه.
صدقيني سيدتي، أحيا هواجس الضرب والتعنيف إلى غاية اليوم وذات الشاب لازال يتصل بي ويرسل لي برسائل يخبرني فيها أنه لن يسامحني ومن أنه سيلحق بي الأذى ما حييت، ومن أنه لم يجعلني أحيا بسلام وسيلوث سمعتي أمام الأهل والأقارب. وفعلا بدأت بعد الأحاديث تحاك عني من هنا وهناك بلغت مسامع والداي من أنني لست بالعفيفة ،ومن أنني من المستحيل أن أتزوج ومن أن قريبي هو من إكتشف أنني ذات ماض وسخ.
متألمة أنا سيدتي، أريد أن أخرج من هذه الحالة، وأنا حزينة لما بلغ والداي بسببي، فكيف لي الخلاص من هذا الهم؟
أختكم سيليا من منطقة القبائل.
الرد:
مؤسفة هي بعض التفاصيل التي نحياها بسبب أناس نضع فيهم ثقة كبيرة، فيخذلنا تعاملهم معنا ويجرحنا الأسى لأننا توسمنا فيهم خيرا.
هو حالك بنيتي وقد توسمت في قريبك كل خير لتجدينه لسبب واه يميط اللثام عن شخصية مرضية سادية لطخت سمعتك وجعلتك قاب قوسين أو أدنى من أن ترفعي رأسك أمام أهلك وأهله.
لست الأولى ولا الأخيرة من تم فسخ خطبتها على من لا يستحقها، وأظن أنه عليك أن تحمدي الله أنك أنقذت نفسك من مخالب شخص لم يحببك يوما، وقد كان ينتظر منك ستر عيوبه بمدعى أنه قريبك، ولما لم يجد لديك ضالته راح يقذفك و بات يلوث سمعة والديك الطيبين اللذان لا ذنب لهما في الحكاية.
لست مجبرة أن تكوني رهينة أحزان بسبب هذا الإنسان، وأظنّ أنه عليك أن تتقوي بأن تقصدي بمعية والديك والديه وأهله لتخبرونهم عن التهديدات وعن عدم صدق ما يقوله.
صدقيني بنيتي هذا أول حلّ يجب عليك أن تقومي به حتى تضمني به راحة نفسك، وما من عيب أن تحمّلي والدا قريبك مسؤولية ما قد يحدث لك من ضرر مستقبلا إن هو قد عاد ليعترض طريقك أو ليهددك.
لسنا في غابة بنيتي والقانون في صفّ الحالات التي تشبه حالتك، وأظنّ أنك بمستواك ودرجة تعليمك قادرة أن تدافعي على نفسك وتستعيدي كرامتك وتبدئي من جيد وكأنّ شيئا لم يكن.
لا تضعفي ولا تتركي لهذا الإنسان فرصة ليحطمك أو أن يدوسك فيقلب عيوبه فيك، ولتحسني الظن بالله الذي سيرسل لك من يداوي جراحك ويضمّدها ويمنحك الحب والإحتواء ويجعل لوالديك نصيب من السعادة.
ردت:”ب.س”