قال إن أغانيه نظيفة لا تروج للإثارة، الشاب كادير الجابوني يتحدث لـ “النهار”:أحب عمر الزاهي وأتشرف بنصائحه، ولكنني وجدت نفسي في نوع الراي
لدي مشروع ديو مع سميرة الوهرانية.. وأنا سعيد بما حققت و”السوكسي” ضربة حظ.
يحتل هذه السنوات الأخيرة المرتبة الأولى في الساحة الفنية بفضل الأغاني التي يقدمها للجمهور، جمهوره أصبح يعد بالآلاف في كامل التراب الوطني. معروف باسم “كادير الجابوني”، يغني الراي رغم أنه ابن “سوسطارة” وفي نفس العمارة عميد الأغنية الشعبية عمر الزاهي. المغني الشاب حل ضيفا على “النهار” وتحدث عن تفاصيل ويومياته الفنية، وموقع عائلته منها، وجديده ومشاريعه، مبديا قناعة كبيرة بما أنجزه إلى حد الآن معتبرا النجاح المفاجىء مجرد زبد ما يفتأ أن يتلاشى، وأن “السوكسي” الحقيقي ضربة حظ، ورغم ذلك لم يخف تفاؤله ليكون نجما ساطعا في الساحة الفنية، خاصة وأنه فضلها عن ساحة العلم والمعرفة والتكوين الأكاديمي.
** ابن باب الواد، يغني الراي ويتفوق على الوهارنة والمطربين الذين سبقوه في الميدان. كيف ذلك؟
+ أنا شخصيا لا أدري كيف، كنت أدرس في جامعة الجزائر، تخصص علوم قانونية وإدارية، في السنة الثالثة، ثم وجدت نفسي أميل أكثر فأكثر إلى الميدان الفني، تركت الدراسة واحترفت الغناء رغم رفض العائلة في الأول، لكن بعد مرور الوقت اقتنعوا بأنني مولع بهذا العالم فشجعوني ووقفوا معي. أحييت أول عرس وعمري 16 سنة، وحاليا أشارك في العديد من الحفلات والمهرجانات والأعراس خاصة.
** لكن، ألم يكن من الأرجح أن تغني الشعبي، خاصة وأنك ابن باب الواد وتسكن في نفس العمارة التي يسكن فيها عمر الزاهي؟
ـ هذا صحيح، أنا من أشد المعجبين بهذا العملاق، وأستمع إليه كثيرا، وحتى هو يحب كل أنواع الغناء، فهو يطلب مني دائما أشرطة الراي، لكن أقول أن الشخص ليس هو من يختار النوع الذي ستحترف فيه بل يجد نفسه في نوع معين دون أن يختاره، وأنا وجدت نفسي في نوع الراي دون أن أختاره، والحمد لله أظن أنني نجحت إلى حد ما.
** هل فكرت في تغيير النوع في يوم من الأيام بعد النصائح التي قدمها لك الزاهي؟
ـ يسعدني كثيرا التعامل مع عمي عمر وشرف كبير لي أن يوجه لي نصائحه وأن آخذ بها، لكنني بكل صراحة لم أفكر في خوض مغامرة في الأغنية الشعبية رغم أنني أستمع إلى كل الشيوخ من العنقى إلى ڤروابي إلى بوجمعة، كما أستمع إلى نجوم الراي في العالم مثل خالد، مامي، بلال وحسان.
** رغم مرور عشر سنوات على دخولك عالم الغناء إلا أنك لم تشتهر إلا منذ سنتين فقط، لماذا؟
ـ الساحة الفنية صعبة جدا وليس من السهل على أي شخص البروز فيها بسرعة إلا القليل جدا الذين “تزهر لهم” منذ أول ألبوم، لكن هذا لا يعني أنه سينجح مرة أخرى بنفس السرعة. بدأت منذ سنوات ولم أكن مستعجلا على “الانفجار” بسرعة لأن النجاح الذي يأتيك بسرعة تفتقده بسرعة أكبر، لهذا أنا سعيد بما حققت إلى حد الآن، وعندي مفاجآت أخرى للجمهور كبيرة جدا.
** وهل المفاجآت التي تحضرها من نفس نوع الأغاني التي اشتهرت بها، والتي يقول مطلع إحداها “جيبوا لابريڤاد زيدوا السونترال يدوني مسلسل قدامها سي نورمال”؟
ـ لا يخفى عنكم أن هذه الأغنية نجحت كثيرا وهي سبب الشهرة التي أتمتع بها الآن، كلماتها تعبر عن الواقع المعيش ويوميات المواطن الجزائري في العشرية السوداء التي عاشتها كل الجزائر، وتحكي قصة شاب أحب شابة، وفي أغاني أحرص كثيرا على الكلمات، لأن والدتي وعائلتي يستمعون لهذه الأغاني قبل الجمهور، لو بحثت أكثر في ألبوماتي القديمة سوف تكتشفين أن كلماتي نظيفة وبعيدة كل البعد عن التحريض وإثارة المشاكل مثلما اتهمني البعض..
** في تقديرك، هل يعود نجاح أي أغنية إلى الكلمات أو الريتم الخفيف، خاصة ونحن على أبواب فصل الصيف؟
ـ الكثير من الأغاني غير الخفيفة وغير الراقصة نجحت نجاحا كبيرا، وهذا أكبر دليل على أن الكلمة مهمة جدا في الأغنية الجزائرية، والجمهور الجزائري أصبح يختار بدقة الأغاني التي يستمع إليها، خاصة في الوقت الحالي مع الفضائيات المختصة في أخبار الفنانين وجديدهم، فصعب جدا على الفنان اليوم البقاء في القمة، ويجب عليه أن لا يغتر بنجاحه لأن المحافظة عليه أصعب بكثير.
** معظم مطربي الراي سجلوا أغاني ثنائية، وحققت لهم تنوعا في أدائهم ونجاحا إضافيا، فهل فكر كادير الجابوني في تسجيل أغنية من هذا النوع؟
ـ هذا النوع مطلوب بكثرة ومرغوب فيه من طرف كل الجمهور، لهذا فكرت فيه ووجدت الصوت المناسب، وهي المغنية سميرة الوهرانية، الناجحة جدا في الثنائيات، لدي مشروع فني مع هذه المطربة الناجحة في ألبومي الجديد الذي أحضره لهذا الصيف.
** منذ فترة طويلة لم يشهد الصيف أي “سوكسي” مثلما كان يحصل أيام “ما تجبدوليش” و”كوارطي ما حضروش” و”جوزيفين”، لماذا غابت مثل هذه النجاحات الباهرة في رأيكم؟
ـ هذا صحيح، لا ندري سبب هذا الغياب، ربما في المغني وربما في الموزع وربما في الكلمات، غياب “السوكسيهات” منذ حوالي أربع سنوات، ربما هذا العام عامي لأن “السوكسي” لا يتوقعه أي أحد ويأتي في وقت لا ينتظره أحد، لهذا أنا لست مستعجلا من هذه الناحية، لأنني متأكد أنها ضربة حظ.