قالت إنها محطمة تماما وفقدت الأمل في كل شيء.. الممثلة المتألقة “نوال زعتر” تفتح قلبها لـ “النهار”:”همشوني، وحطموني ولهذا السبب سأعتزل أو أهجر البلاد”.. “لم أعد أحلم من كثرة المشاكل”
التسلط والشر في المسلسلات سبب نجاحي الفني، إن لم تتحسن الأمور سأرحل إلى سوريا أو مصر
هي ممثلة “متسلطة” في كل أدوارها، يطلقون عليها لقب “قبيحة”، وهي تقول هذا هو سبب نجاحي وحب الجمهور لي. تعلق بها جمهور الشاشة الصغيرة خاصة في رمضان نظرا للأدوار الرائعة التي تؤديها بإتقان كبير، إنها الممثلة الفكاهية المحبوبة “نوال زعتر” التي نشكرها على الزيارة التي قامت بها لمقر الجريدة.
* شهر رمضان الكريم على الأبواب والجمهور ينتظر منك الكثير خاصة وأنه افتقدك السنة الماضية، بماذا تعدينه؟
- أولا رمضان كريم للجميع وعيب لو نتكلم على الإنتاج الوطني في رمضان فقط، الجزائر بلد كبير وثقافتنا واسعة وتراثنا غني جدا، لهذا كنت أتمنى أن نلتقي بالجمهور طول السنة ونعمل طول العام خاصة وأن الممثلين ينتظرون بفارغ الصبر أن يتصل بهم المخرجون. هذه السنة مثل العام الماضي، شاركت مع شركة فيزا للإنتاج السمعي البصري لمدينة عنابة بسلسلة فكاهية “واش راكم” مع نخبة من نجوم التمثيل الجزائري لكن لا أدري إذا ستبرمج أم لا، لأنه في السنة الماضية قدموا بعض الحلقات من سلسلة “مع مهني روح متهني” لكن توقفت السلسلة ولا ندري لحد الآن لماذا.
* هل تتهمين أشخاص معينين بتهميشك، وما هو السبب في ذلك؟
– لا أتهم أي أحد، بكل بساطة لأننه ليست لدي مشاكل مع أي أحد ولا أدري سبب تهميشي وحرمان الجمهور مني. بكل تواضع لا أستطيع أن أمشي في الشارع، أجد الجمهور يلتف حولي ويطلب مني أعمالا حتى وإن كانت كل الأدوار التي أقوم بها أدوار امرأة شريرة ومتسلطة، وكما نقول بالدارجة “قبيحة وواعرة”، عليكم بطرح هذا السؤال على المسؤولين الذين أظن أنهم يتعمدون تحطيمي وأظن كذلك أنهم نجحوا في ذلك.
* يظهر عليك أنك محطمة فعلا وفاقدة للأمل بنسبة كبيرة لأنني أعرف حيويتك ونشاطك وقوة شخصيتك؟
– هذا صحيح، أنا محطمة تماما وبكل صراحة فقدت الأمل في كل شيء، حتى أنني لم أعد أحلم. أشعر أنني “محڤورة”، رفضت الكثير من الأعمال لأنني لا أستطيع العمل وأنا غير مركزة لأن الظروف غير ملائمة أو هناك أناسا لا يقدرونك ولا يحترمونك. أنا، الحمد لله موجودة في الميدان الفني منذ 35 سنة، لدي اسمي ومعروفة في الداخل والخارج، أبذل مجهودات لأكون عند حسن ظن الجمهور والناس تقبلت أدواري رغم أنها أدوار الشر وهذا أكبر دليل على نجاحي في التمثيل.
* في رأيك، لماذا يواجه الممثلون الناجحون عراقيل ومشاكل ويمنعون بطرق أو بأخرى من الوصول؟
– الحمد لله أن هناك من لاحظ هذا، ربما بعض الناس لا يريدون أن نتقدم أو نتطور ويفرحون لفشل أي عمل. الحسد والغيرة موجودة في كل الميادين وليس في الوسط الفني فقط، لكن عندنا يظهر أكثر لأننا أناس معروفون وكل الأعين من حولنا. هناك الكثير من الفنانين يعانون من هذا المشكل لكنني لا أتهم أي أحد، لكنني أظن أن نوال أصبحت تتكلم كثيرا ولذلك فإن البعض يرى أنه يجب إبعادها وتوقيفها.
* لنترك هذا الحديث جانبا، ونتكلم عن رمضان وبرنامجه؟
– لا أدري بكل صراحة إذا كانت السلسلة الرائعة التي شاركت فيها سوف تبرمج أم لا لأنني شاهدت الكتيب الذي منح للصحافة ولم أجد عملي. هذا هو السبب الحقيقي في فقداني للأمل، حتى أنني فكرت جديا في الاعتزال والتوقف نهائيا عن التمثيل، لكن جمهوري هو الذي يلح علي دائما ولا أريد أن أغضبهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إن لم تتحسن الأمور ربما سأهجر البلاد وأعيد انطلاقتي الفنية من سوريا أو مصر لأنهم يعرفونني جيدا.
* لكن نجاحك في الجزائر هو نجاح تلك المرأة التلقائية، العصبية على الطريقة الجزائرية، “القبيحة والواعرة” اللهجات الجزائرية التي تتقنيها جيدا… كل هذا جعل منك ممثلة ناجحة ومحبوبة، هل تستطيعين أداء هذا الدور باللهجة السورية أو المصرية؟
– وضعتي يدك على الجرح الذي يؤلمني. نقطة ضعفي هي حب الجزائر وكل ما هو جزائري، ولا أستطيع أن أبقى خارج الجزائر مدة طويلة، لأنه وبكل بساطة نقطة قوتي جزائريتي القوية، أنا أمثل فعلا المرأة الجزائرية في كل شيء وربما هذا هو ما يقلق البعض، إذا بقيت في بلدي فهذا من أجل الجزائر ومن أجل جمهوري الذي وقف معي وساندني منذ البداية.
* على ذكر البداية، بدأت في مسلسل “ريح الجنوب” ثم مسلسل “زينة” كانت أدوارا عادية، لكنك عندما تحولت إلى أدوار الفكاهة، لم تتركيه أبدا، لماذا؟ وهل تخافين الفشل؟
– لا، أنا أحب كل الأدوار وأرتاح فيها كثيرا، الفكاهة ربما هي التي اختارتني، صحيح أديت الكثير من الأدوار الفكاهية، لكن هذا لا يعني أنني لا أؤدي الأدوار الأخرى، لا أخاف من الفشل لأنني لا أعرفه أصلا وبما أنني نجحت في دور “زينة” و”ريح الجنوب” يعني أنني أستطيع القيام بأي دور آخر.
* ما هي الأدوار التي تعتزين بها، وهل هناك ممثلون أو مخرجون تفضلين التعامل معهم؟
– لا أنسى أبدا المخرج الكبير الذي افتقدته الجزائر والذي كان يفهمني جيدا ويعرف كيف يخرج الطاقات من كل الفنانين، المرحوم “جمال فزاز”، الذي عملت معه كثيرا، أستطيع العمل مع كل الفنانين، المهم أن يحبوا عملهم، أما الدور الذي أعتز به هي كل الأدوار التي قمت بها لأنها كلها تختلف عن بعضها.
* كيف تريد نوال أن تختم هذا الحوار الذي لاحظت فيه أنك رفعت الراية البيضاء؟
– أتمنى رمضان كريم للجميع، كما أتمنى أن يكون برنامج شهر رمضان في المستوى ليعجب الجمهور الجزائري، شكرا لكم جميعا وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري العزيز.