في ظل تنامي آفة الدعارة وصمت الجهات المعنية ببجاية :الفساد الأخلاقي يفجر غضب سكان دائرة تيشي ويهددون بالتصعيد والوعيد
بالموازاة مع تفشي ظاهرة الفساد الأخلاقي واستفحالها في هذه المرحلة في ظل الصمت الرهيب الذي يلازم الهيئات المعنية في هرم المسؤولية محليا لم يجد فيها مواطنو مختلف التجمعات السكانية لدائرة تيشي بولاية بجاية من وسيلة لإيصال تذمرهم وسخطهم الشديد ضد التوسع الخطير لهذه الآفة وقد أخذت أبعادا مشينة للطابع العرفي والأخلاقي بالنسبة للعائلات القاطنة بهذه المدينة السياحية.
فقد انتفض مواطنوها في حركات احتجاجية غاضبة أدت إلى شل حركة المرور على مستوى الممر الرئيسي للطريق الوطني رقم 09 داخل المدينة بشكل أغرق المدينة في موجة كبيرة من الفوضى حتى تدخل مسؤولو جهاز الأمن بالولاية في محاولة لتهدئة الأوضاع والعمل على حفظ النظام العام الذي كاد أن يخرج عن السيطرة بفعل اشتداد غضب المواطنين من هذا التحول الخطير لمظاهر الفساد الأخلاقي الذي يحدث نهارا جهارا وفي شوارع المدينة على مرأى ومسمع الجميع، بما فيهم المسؤولون، دون أن يفضي الى تحرك أية جهة لأجل حفظ حرمة العائلات القاطنة بالمدينة وضواحيها.
هذا وقد تمكن جهاز الأمن من الأخذ بزمام الأمور وسمح لهم باحتواء الوضع المتفجر، حيث طالبوا من السكان التراجع عن قرارهم في مواصلة حركات غلق الطريق الوطني أمام حركة المرور وبالمقابل وعدوهم بالتحرك عاجلا من أجل وضع حد لظاهرة الفساد الأخلاقي وأشكال الدعارة والرذيلة التي تغرق فيها هده المدينة في هذه الآونة الأخيرة، مما يوحي بان جهاز الأمن بالولاية سيشن في القريب العاجل حربا ضد المتسببات في هذا الوضع المتردي من بائعات الهوى اللواتي كن وراء تنامي مظاهر الفساد الأخلاقي وتكون وجهة عناصر الأمن عبر المحطات الخلفية، أي من مواقع تحتضن وتأوي عشرات الفاسدات من أجل تنظيف هذه المواقع من العاهرات، ورد الاعتبار الى طابع المدينة.
يذكر أن هذه الأماكن تشكل منطلقا لنشاط بائعات الهوى قبل أن تنتهي بهن المحطة بشوارع المدينة حيث يحرجن المارة من مواطني المدينة الذين اشتكوا في عديد المناسبات مما تسببه هذه الآفة وحتى الزوار من السياح اكتشفوا أن المنطقة ليست بخير و بشكل يعرضها الى تراجع سياحتها أمام تفشي أشكال الفساد الجنسي.
وكانت “النهار” قد أشارت لهذا الموضوع الخطير الذي يهدد العام والخاص وينتهك الطابع الخلقي المحافظ لهذه المدينة، وقد لمحنا سابقا الى الأسباب الرئيسية الكامنة وراء تنامي الآفة، يتصدرها صمت المسؤولين الدين لم يكلفوا أنفسهم شيئا لتحسس تذمر المواطنين وانشغالاتهم، بالإضافة الى ان الإفراط في منح ترخيصات في ممارسة نشاط مبيعات الخمور غذى كثيرا هذه الظاهرة وساهم في انتشارها وبشكل مقلق، حتى تحول الى حديث العام والخاص، حيث تشكل هذه المحلات قواعد خلفية للدعارة، ومنها تبدأ رحلة نساء يبعن شرفهن ضاربات عرض الحائط حرمة وشرف سكان المنطقة.
في الوقت الذي يهدد مواطنو كل قري بلدية تيشي بالتصعيد في احتجاجاتهم واللجوء الى شتى أساليب التنديد من أجل القضاء على هذه الآفة المشينة وتحقيق استعادة الأجواء العادية التي تتميز بها المدينة في ظرف مضى ليس ببعيد، ومن ثمة استعادة نفسها السياحي الحقيقي، الذي أخذ في التوجه نحو جيجل المجاورة.