فيلم “مسخرة” أدخلني السينما العالمية.. والعمل مع الكبار يكون دائما كبيرا
هي نجمة المهرجانات لهذا العام، كونها بطلة الفيلم الطويل “مسخرة” الذي شرّف الجزائر مؤخرا بنيله جائزة أفضل فيلم عربي لهذا الموسم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزة أحسن ممثلة، التي كانت من نصيب ضيفتنا، إنها ريم تاكوشت الممثلة المتميزة، هي فنانة فرضت نفسها في الساحة الفنية الجزائرية وأثبتت موهبتها وتألّقها في كل الأدوار التي أدتها، كما شكلت منعطفا واضحا في السينما الجزائرية بعدما أثبتت وجودها بالتلفزيون سابقا واليوم بالسينما.
بعد هذا النجاح الملموس بالجزائر والوطن العربي، كان لـ “النهار” هذا الحوار
حاورتها: منال غضاب
“النهار“: أولا ألف مبروك على الجوائز الكثيرة التي نالها فيلم “مسخرة“، إلى جانب جائزتك كأحسن ممثلة، هل كنت تتوقّعين كل هذه الجوائز؟ .
“ريم“: في الواقع كنت أتوقّع أن ينال فيلم “مسخرة” كل هذه الجوائز القيمة، بداية بجائزة “الفالو الذهبي” في مهرجان الفيلم الناطق بالفرنسية بمدينة أنغولام بفرنسا، كما ظفر بجائزتين في مهرجان “نامور ببلجيكا“، وحاز في الأيام السينمائية بقرطاج جائزة “أفضل إنتاج سينمائي“، إضافة إلى جائزة “الجمهورالصغير“، وكذلك الجائزة التي تحصلت عليها في أحسن دور نسوي والتي كانت بمثابة وسام على صدري، كما أشعر أنني دخلت تاريخ السينما الدولية من بابه الواسع، وآخر تتويج للفيلم كان بالمهرجان الدولي للسينما بمصر كأحسن فيلم عربي طويل
*: ما الجديد الذي قدمه المخرج الياس سالم للسينما الجزائرية وما الذي تميّز به هذا العمل ليؤثّر إيجابا على المشاهد العربي؟
**: صحيح أنها أوّل تجربة له في مجال الإخراج السينمائي، إلا أن موهبته وإصراره على العطاء والتألق في ميدانه صنعت في رأيي مخرجا متمكنا قادرا على تقديم الكثير للسينما الجزائري، وأكبر دليل على ذلك هو ما وصل إليه اليوم عبر فيلم “مسخرة“، أما فيما يخص الميزة التي وجدة في العمل المذكور هو طرحه لقضية إنسانية اجتماعية عاطفية، ذلك أنها قصة تجمع بين الكوميديا في شكل ممزوج بالدرامية، المخرج ركّز على فئة الشباب في العمل. في الواقع لقد كان عملا متميّزا وفريق العمل كان منضبطا ومفعما بالحيوية ويملك من الإرادة ما يكفي لتقديم عمل بهذا المستوى، والدليل على ذلك أننا أتممنا تصوير وتحضير الفيلم في الوقت المحدّد والمتفق عليه.
*: كيف كانت أجواء تصوير الفيلم؟**: تمت عملية التصوير بولاية بسكرة وبالضبط بمنطقة مشونش، حيث احتضننا فيها الجمهور بالترحاب، وكانت أجواء التصوير جيّدة وخالية من الضغوطات والانفعالات للالتزام والتكامل في العمل، لأن كل فرد منا، من أصغر عامل في الفيلم إلى أكبرهم، كان يقوم بواجباته على أكمل وجه، بغية إتمام العمل بشكل جيّد وإيصاله للجمهور في صورة حسنة.
*: ألم تلاحظي وجود بعض النقائص في الفيلم بعدما تم عرضه بقاعات السينما؟**
: لا يمكنني أن أحكم على مستوى الفيلم، فالرأي الأوّل والأخير يرجع للجمهور والنقاد، أما فيما يتعلق برأيي، بحكم أنني كنت من بين المشاركين في العمل، فأرى أنه كان في المستوى، كما أنني لم ألاحظ أيّ نقص خصوصا من ناحية الإخراج أو النص لوجود مخرج وسيناريست متمكّنان في مجالهما، كما أن الوجوه الجزائرية المشاركة ساهمت بشكل كبير في نجاح الفيلم، من بينهم مراد خان، سارة رفيق، محمد بوشايب ومروان زميلي.
*: كيف تتم عملية اختيارك للأعمال، وهل اسم المخرج يلعب دورا في اختيار العمل؟
في بداية أيّ عمل سينمائي أو تلفزيوني، أقوم بقراءة السيناريو جيّدا وأدقق فيه، كما أحاول تقمص الشخصية ومعايشتها قدر الإمكان لأتمكن من إيصال روحها للمشاهد، أما في حديثك عن اختيار الفيلم على أساس معرفة مخرجه، فهذا يكون حسب قدرته وإمكانية تقديمه لعمل جيّد ومتقن، صحيح أن الاسم له قيمته، إلا أن هذا لا يمنع من إعطاء فرصة للشباب الموهوب، خصوصا أن هناك موجة كبيرة من المخرجين الشباب بالساحة الفنية الجزائرية من بينهم الياس سالم الذي أثبت عن جدارة موهبته في الإخراج عبر فيلم الطويل “مسخرة” الذي أوصله للعالمية.
*: تعددت أعمالك السينمائية وابتعدت عن التلفزيون رغم أن المسلسلات التي قدمتيها كانت أكثر من جيدة مثل مسلسل “حنان امرأة“، ما الذي جعل ريم تاكوشت تبتعد عن الشاشة الصغيرة؟**
: إن ابتعادي عن التلفزيون لم يكن رغة مني أو بإرادتي، بل ذلك راجع لعدم وجود سيناريو جدير بأن يقدم على شكل عمل تلفزيوني. فأنا لا أستطيع أن أعمل من أجل العمل فحسب، كما أنني لم أتكبر يوما على أيّ عمل. أفضل المكوث بالبيت على أن أقدم مسلسلا لا توجد من ورائه رسالة أو مغزى، ربما لهذا السبب تجدونني بعيدة بعض الشيء عن التلفزيون، إلا أن هذا لا يعني أن التلفزيون لم يعطني حقي، بل على العكس تماما،