إعــــلانات

فوائد أخرى للحذاء العراقي: كتابة التاريخ، إثارة روح الفكاهة والنكات. والتنفيس عن المشاعر

بقلم النهار
فوائد أخرى للحذاء العراقي: كتابة التاريخ،  إثارة روح الفكاهة والنكات. والتنفيس عن المشاعر

بعدما تناقلت وسائل الإعلام العالمية مشهد رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء أول أمس، على نحوٍ بارز يعكس الاهتمام الكبير بالحدث في أوساط العامة

  • وأعاد المشهد للأذهان، مشهداً آخر في بداية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، عندما ضرب مواطن عراقي تمثال الرئيس العراقي صدام حسين بالحذاء. وأثار المشهد في وقتها مشاعر متباينة، وإن غلب عليها السخط والحزن، حيث ترافق المشهد مع نكبة سقوط عاصمة عربية في ذلك اليوم الربيعي الحزين التاسع من مارس. وجاءت هذه المرة وظيفة الحذاء على نحوٍ أكثر درامية، فالضحية ليس تمثالاً، بل هو إنسان حي من لحمٍ ودم، بل ورئيس لأكبر دولة في العالم، ولم تتوقف الذاكرة عند مشهد سقوط التمثال فحسب ،بل سبق وأن ضحى في العام الفارط وبالضبط في عيد الأضحى بالشهيد صدام حسين في أول أيام العيد المبارك، لتقلب الموازين ويضحي بطاغية العالم عبر رشقه بحذاء عراقي صنع نهايته السياسية
  • البغداديون يؤكدون أنه من غير المشرف رشق الضيف بالحذاء
  • قالت أم مينا ربة المنزل التي تسكن في بغداد، أنها شعرت بالخزي عندما شاهدت الصحافي العراقي منتظر الزيدي يرشق جورج بوش بحذائه رغم كراهتيها للرئيس الأميركي، واعتبرته عملا منافيا لتقاليد الضيافة العربية الأصيلة.وقالت هذه السيدة وهي أم لطفلينبوش هو عدونا، ولكن عندما تدعو عدوك إلى المنزل، لا يجب أن تعامله بهذه الطريقة“.
  • وقالت أم مينا، وهي ترتدي الحجاب وكانت تتسوق في محل لبيع الملابس في حي الكرادة التجاري وسط بغدادهذا عمل غير لائق، ويسيء لصورة العراقيين“.وفي التقاليد العربية يعد رشق الحذاء من أسوأ أنواع الإهانة وفي متجر مجاور، كانت الابتسامة هي أول ردة فعل لحمزة مهدي وقالكان الأمر مضحكا نوعا ما“.وأضاف هذا الشاب الذي يبلغ الثلاثين من العمر ويعمل بائعا للألبسة النسائيةبصراحة، لقد حدث شيء جديد في الشرق الأوسط، وعادة ما نرى هذه الأمور في أوروبا، ولكن أن يحدث معنا، فإنه شيء جديد“.وأضافأنا لا أحب بوش، ولكن لا أتفق مع هذ التصرف لأنه غير حضاري، وسلاح الصحافيين هو الورقة والقلم وليس الأحذية“. أما جاره حيدر الذي يملك محلا لبيع الأحذية، فأدان هذا العمل قائلا أنمنتظر يجب أن يعاقب ويجب أن يدان“.لكن متسوقة دخلت المحل وكانت تستمع إلى الحديث قالتأنا أؤيده بما فعل ولابد للجميع أن يساندوه“. ودار نقاشا في المتجر ورد حيدر وهو شاب في الثلاثين من العمرلا يجب فعل ذلك لأنه عمل يتعارض مع تقاليدنا“. فقامت أم سيف (45 عاما) بالدفاع عن رأيها وقالت للموجودينأتذكروا ما فعل بنا الأمريكيون؟ هل نسيتم؟“. وأضافتصحيح أنه تصرف خاطىء وفق تقاليدنا، لكن كان يحمل من الأسى ما جعله يتصرف بهذه الطريقة“. وقالت أنها لحظة مشاهدتها لقطات للمشهدكنت سعيدة جدا. حتى إبني أراد أن يطلق النار في الهواء ابتهاجا بالحادث“. وأضافتبالطبع هذا لا يكفي كانتقام، فقد فقدنا الكثير من الأطباء والأساتذة نتيجة أعمال العنف“. بدورها،دانت لافاوهي شابة كردية في الثالثة والعشرين من العمر، جاءت من أربيل (شمال) في زيارة إلى بغداد عمل الصحفي.وقالتنحن نكره بوش، ولدينا الحق في ذلك، ولكن هناك طرقا أخرى للتعبير عن ذلك“.
  • ومنذ مساء الأحد، حظي هذا الحدث باهتمام جميع وسائل الاعلام العربية والعراقية، باستثناء القنوات الحكومية.وشاع خبر قيام الزيدي برشق الرئيس الأميركي بحذائه بسرعة كبيرة في الشارع العراقي، وتم تناوله في الرسائل الهاتفية القصيرة.من جانبه، قال بائع الأحذية محمد يوسف، وهو من سكان الكرادة التي تعد قلب بغداد أنالصحفيين من المفترض أن يكونوا من صفوة المجتمع“.وأضاف مازحالقد كان الحذاء من نوعية رديئة، وهذا ما جعله يضحي بحذائه“.جدير بالذكر، أن تظاهرات انطلقت في مدينة الصدر قرب بغداد والنجف في جنوب العراق وعددا من المدن الأخرى بدعوة من التيار الصدري، مطالبة بإطلاق الزيدي. وهتف المتظاهرون خلالهابوش بوش إسمع زين، ضربناك بكندرتين” (أي رشقناك بحذائين).
رابط دائم : https://nhar.tv/cBhGx