إعــــلانات

فريدمان:إنهيار الاتحاد الأروبي و العالم العربي

بقلم ennaharoline
فريدمان:إنهيار الاتحاد الأروبي  و العالم العربي

 

تحدث الكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقال له نشرعبر موقع العالمية, عن انهيار عالمي واسع يتمثل في عالمين كاملين هما الإتحاد الأوروبي والعالم العربي معاً فقال:

لسنوات عديدة، ناقش الخبراء الاستراتيجيون ما إذا كانت تركيا “جسر” أو “وادي” بين أوروبا ذات الأغلبية المسيحية والعرب المسلمين في الشرق الأوسط. إذا تم قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي، فستكون جسرا يربط هذين العالمين. أما إذا لم تنضم للاتحاد الأوروبي، يمكن أن تصبح “وادي” يفصل الاثنين. وتبين أن تركيا في هذه الأيام ليست جسرا ولا واديا. إنها جزيرة من الاستقرار النسبي بين نظامين: منطقة اليورو التي خرجت إلى حيز الوجود بعد الحرب الباردة، ونظام الدولة العربية التي خرجت إلى حيز الوجود بعد الحرب العالمية الأولى. الضغوط تزداد على الجميع. جرائم قتل مروعة ترتكبها مافيا الأسد المتشبثة بالسلطة، قذف بالمياه في وجه امرأة من الحزب اليساري، ومن ثم ضرب امرأة أخرى على وجهها في برنامج حواري صباحي في التلفزيون اليوناني من قبل متحدث باسم حزب اليمين المتطرف. أصبحت جزيرة تركيا واحدة من أفضل الأماكن لمراقبة كل من هذه العوالم. في الغرب، انك ترى في اتحاد النقد الأوروبي التواء تحت وطأة الغطرسة الخاصة - القادة وصلوا إلى أبعد مما ينبغي في تزوير عملة موحدة من دون حكومة موحدة لدعمها. وإلى الجنوب، ترى الجامعة العربية متداعية تحت وطأة الاضمحلال – القادة الذين لم ينجحوا في عصر العولمة. 

فشل الأوروبيون في بناء أوروبا هي مشكلة كبيرة، أن عملتها المشتركة تأتي في إطار الضغط والاتحاد الأوروبي يذهب إلى عمق الركود الاقتصادي، والعالم كله يتأثر. فشل السوريون في بناء سورية، فشل المصرييون في بناء مصر، الليبيون فشلوا في بناء ليبيا، و أيضا فشل اليمنيون. والأصعب من ذلك أنهم لا يعرفون كيفية تأسيس بلادهم من جديد. في أوروبا، مشروع تجاوز الحدود الوطنية لم ينجح، والآن، أوروبا تواجه العودة إلى دول مستقلة. في العالم العربي، المشروع الوطني لم ينجح- ذلك لأن القبائل والطوائف والعشائر والمجموعات الإقليمية التي تشكل هذه الدول العربية، الذي رسمت حدوده من قبل القوى الاستعمارية، كانت غير قادرة على خلق مجتمعات وطنية حقيقية. لا احد في الاتحاد الأوروبي على استعداد للتنازل عن سلطته الاقتصادية،. والعالم العربي لديه العديد من الدول الوطنية، ولكن قلة من المواطنين. في سوريا، اليمن، العراق، ليبيا والبحرين، هناك طائفة واحدة أو قبيلة تحكم بالقوة. في مصر وتونس، المجتمعات أكثر تجانسا وأكثر شعورا بالمواطنة، وهذا هو السبب الوحيد لفرصة أفضل في الانتقال إلى سياسة أكثر توافقية. في سوريا والبحرين واليمن وليبيا والعراق، هناك الكثير من الشباب المتمردين، الذين يريدون أن يكونوا مواطنين. أنهم يريدون العيش في دول حيث الناس لديهم حقوق و واجبات بالتساوي، لكن ليس لديهم قيادة واعية لصياغة الهويات السياسية الحديثة للخروج من الرجعية. لماذا ينهار نظامان كبيران في آن واحد؟ الجواب، في اعتقادي، هو اندماج العولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات التي جعلت العالم سطحيا بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية، و قد تحول إلى عالم متصل. هذا الاتصال المفرط في العالم العربي جعل الشباب أكثر قدرة على معرفة تأخرهم، ومكنتهم من التواصل والتعاون لتغيير الوضع و تكسير حواجز دولهم المتحجرة. في أوروبا، العولمة أظهرت كيف أن اقتصاد دولها كان ضعيفا و مترابطا في آن واحد. و قد كان هذا مزيجا مميتا. إذ تصبح الدول ذات الثقافات المختلفة مترابطة ومتشابكة – و تشترك في عملة واحدة. أن النظام الفيدرالي الأميركي المرن يجعل الولايات المتحدة، نظريا، ناجحة في هذا العالم المتصل، ولكن فقط إذا كان هناك اقتصاد كلي في النظام والتعليم. مع أنها يجب أن تكون دولة استقرار في العالم اليوم. لكنها ليست كذلك. كما يقول محمد العريان، الرئيس التنفيذي لشركة بيمكو “نحن أنظف قميص قذر متوفر”. 

رابط دائم : https://nhar.tv/NsYYK