فرنسا تقاطع الجزائر رياضيـا في 2015

تأكد، رسميا، غياب المتسابقين الفرنسيين عن طواف الجزائر للدراجات المقرر الشهر المقبل، لأول مرة منذ إعادة بعثه سنة 2011، لتنضم رياضة الدراجات الفرنسية إلى رياضة المبارزة والرياضات الميكانيكية التي انسحب الرياضيون الفرنسيون من المشاركة فيها لإقامتها في الجزائر، خلال كأس العالم للمبارزة سيدات و«رالي ريد» الجزائر، وهو ما يثير عديد التساؤلات حول انسحاب الفرنسيين من كل التظاهرات الرياضية التي نظمتها الجزائر منذ بداية سنة 2015 وعلاقته بالمظاهرات التي قام بها آلاف الجزائريين لنصرة الرسول محمد عليه أشرف الصلاة والسلام ضد مجلة شارلي إيبدو ورسوماتها المسيئة للإسلام، خاصة وأن رئيسة الاتحادية الفرنسية للمبارزة «ايزابال لامور» زوجة «جون فرانسوا لامور»، السياسي الفرنسي المعروف في حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الذي يقوده الرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي»، قد صرحت علانية قبل أيام أن انسحاب المنتخب الفرنسي للمبارزة من كأس العالم للسيدات التي أقيمت في الجزائر كان بسبب الخوف على الرياضيات الفرنسيات، وتحججت بما أسمته الأوضاع السياسية في الجزائر والاحتجاجات التي تصاعدت فيها لنصرة الرسول ضد الرسومات الكاريكاتورية المهينة التي نشرتها مجلة «شارلي إيبدو»، كما انتقدت رئيسة الاتحادية الفرنسية الاتحاد الدولي للمبارزة وطالبته بعدم منح تنظيم كأس العالم لدول أوضاعها السياسية سيئة، حسب التصريحات التي نشرتها جريدة «ليكيب» الفرنسية، فيما أكد رئيسا الاتحاديتين الجزائريتين للمبارزة والرياضات الميكانيكية، عبد الرؤوف برناوي وشهاب بهلول على التوالي، أن الفرنسيين برروا انسحابهم من كأس العالم للمبارزة سيدات بسبب قضيتي شارلي إيبدو ومقتل الفرنسي «غوردال» نهاية السنة الماضية، وألغي سباق «رالي ريد» الجزائر قبل أيام بعدما برر الشريك الفرنسي في تنظيم السباق غياب المتسابقين الفرنسيين بخوفهم من تبعات أحداث شارلي إيبدو وأيضا قضية «غوردال» وغياب الأموال، حسب تصريحات رئيس الاتحادية الجزائرية لـ«النهار»، وهو ما يؤكد وجود مقاطعة للرياضيين الفرنسيين لكل منافسة تقام في الجزائر منذ مطلع السنة، ردا على المظاهرات التي أحرق فيها العلم الفرنسي، رغم أن مصدرا ديبلوماسيا فرنسيا نفى في تصريح لـ«النهار» أمس، وجود أي توصيات من وزارة الخارجية الفرنسية للاتحادات من أجل مقاطعة البطولات التي تنظمها الجزائر، معتبرا انسحاب المشاركين الفرنسيين بقرارات فردية لكل منهم، فيما رفضت وزارة الرياضة التعليق على انسحاب الفرنسيين من الدورات التي تنظمها الجزائر .
رئيسة الاتحادية الفرنسية للمبارزة: قررنا عدم المشاركة بسبب الأوضاع في الجزائر
أقرت رئيسة الاتحادية الفرنسية للمبارزة «إيزابيل لامور» بأن انسحاب منتخب بلادها من كأس العالم سيدات التي أقيمت الأسبوع الماضي في الجزائر، كان بسبب الأوضاع السياسية التي تطورت مؤخرا في الجزائر، في إشارة إلى المظاهرات التي خرج فيه الجزائريون ضد منشورات جريدة شارلي إيبدو الفرنسية، حيث صرحت «لامور» لجريدة «ليكيب» قائلة: «قررنا عدم المشاركة بسبب الأوضاع السياسية وتطور الأحداث مؤخرا في الجزائر». فيما صرح رئيس الاتحادية الجزائرية برناوي لـ«النهار» أن «لامور» اتصلت به واعتذرت عن المشاركة بسبب الخوف من تبعات قضية «شارلي إيبدو».
مصدر ديبلوماسي فرنسي يؤكد ل«النهار»: ليس هناك توصيات للمقاطعة و القرارات فردية
نفى مصدر ديبلوماسي فرنسي وجود أي توصيات للرياضيين أو الاتحاديات الرياضية الفرنسية من أجل الانسحاب أو عدم المشاركة في التظاهرات الرياضية التي تنظمها الجزائر،رافضا الحديث عن إمكانية وجود فرضية المقاطعة ،كما أكد أن قرارات الانسحاب التي قامت بها الاتحاديات الفرنسية في المبارزة أو الرياضات الأخرى كانت قرارات فردية لا علاقة لها بالسلطات الفرنسية حيث صرح قائلا:«لا يوجد أي توصيات من وزارة الخارجية الفرنسية في هذا الخصوص و لا يوجد أي مقاطعة ،و ما قام به البعض لا يعبر إلا عن قرارات فردية»
مصدر مسؤول في وزارة الرياضة: مشاركة الأمريكيين والبريطانيين أفضل رد على الفرنسيين
أكدت وزارة الرياضة على لسان مصدر مسؤول لـ«النهار»، أن غياب المشاركة الفرنسية عن الدورات الرياضية التي نظمتها الجزائر وخاصة بطولة العالم في المبارزة لم يؤثر أبدا على نجاحها، مضيفا أن أفضل رد على المقاطعين خاصة من يتحجج بغياب الأمن هو مشاركة رياضيين من الولايات المتحدة، بريطانيا، إيطاليا، ألمانيا ، اليابان وكل دول العالم من دون أي مشاكل.
المشاركون في كأس العالم للمبارزة: الجزائر نجحت على الصعيد الرياضي، الأمني والتنظيمي
أثنى الرياضيون والمدربون في الوفود الرياضية العالمية المشاركة في كأس العالم للمبارزة التي أقيمت يومي الجمعة والسبت بفندق الهيلتون بالجزائر العاصمة، على الأجواء السائدة في الجزائر خلال البطولة، ليردوا بطريقة غير مباشرة على ادعاءات الفرنسيين لمقاطعة الدورة، حيث أجمعوا على نجاح الجزائر أمنيا ورياضيا وتنظيميا خلال كأس العالم الأخيرة للسيدات، فبطلة العالم الأمريكية «لي كيفار» أشادت بالتنظيم ومستوى الدورة مبرزة سعادتها بزيارة الجزائر للمرة الأولى وأملها في العودة مستقبلا، فيما أكد مدربها العربي الأصل أمجد عبد الحليم أن دورة الجزائر كانت ناجحة جدا من كل الجوانب الأمنية والتنظيمية وكانت بمستوى عالٍ لا يختلف عن البطولات السابقة، بل تغلبت على عديد الدورات وكانت أحسن من دورة سان فرانسيسكو رجال التي أقيمت في الولايات المتحدة، فيما قال المدرب الروسي ستيفانو جيليوني إن الجزائر وفرت كل الإمكانيات الضرورية لإنجاح الدورة، وظروف إقامة ممتازة والتنظيم من مستوى عال في ظروف ممتازة.