إعــــلانات

فرنسا استعـلمت أكثر من ألفـي شخص كفئران تجارب في تجربة نووية واحدة

فرنسا استعـلمت أكثر من ألفـي شخص كفئران تجارب في تجربة نووية واحدة

”‬النهار‮” ‬تنشر صورا نادرة لضحايا من نساء وأطفال‮ ‬يحملون ألواحا عليهما أرقامهم الاستدلالية

جدّد العشرات من سكان قصور وبلديات رڤان الواقعة نحو 140 ‬كلم جنوب عاصمة الولاية أدرار،‮ ‬والتي‮ ‬شهدت بتاريخ 13 ‬فيفري‮ ‬من عام 1960 ‬أولى التفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر مطالبهم بإعتذار فرنسا على جرائمها كاشفين لأول مرة عن صور توضح كيف تعاملت سلطات الاحتلال الفرنسي‮ ‬مع ضحايا تلك التجارب على أنهم فئران‮.‬تجارب اليربوع الأزرق والأخضر والأحمر وغيرها من التفجيرات التي‮ ‬هزت المنطقة آنذاك وخلفت المئات من الضحايا برڤان وعين أكر بتمنراست،‮ ‬من بينهم نساء وأطفال وشيوخ وغيرهم كانت القوات الفرنسية قد استعملتهم كعينات في‮ ‬تنفيذ تجاربهم النووية التي‮ ‬حولت المنطقة إلى حيز جغرافي‮ ‬تنعدم فيه الحياة‭ ‬و لا تزال إلى‮ ‬يومنا هذا انعكاساتها وآثارها الوخيمة تهدد صحة الآلاف من سكان المنطقة والقصور المجاورة ومختلف التجمعات السكانية الواقعة برڤان وعين صالح وتمنراست مطلبهم،‮ ‬بضرورة تحريك كل الجهود على جميع المستويات المحلية والوطنية وحتى الدولية من أجل إرغام فرنسا على الاعتراف بجرائمها التي‮ ‬ارتكبتها في‮ ‬حق سكان المنطقة خلال سنة 1960وإجبارها على الكشف عن الأرشيف الصحي‮ ‬للمرضى والأشخاص الذين تم استخدامهم كعينات في‮ ‬هذه التجارب وأصيبوا وقتئذ بمضاعفات صحية خطيرة،‮ ‬منهم من توفي‮ ‬ومنهم من لايزال على قيد الحياة‮ ‬يواجه ويعاني‮ ‬من أمراض خطيرة وغريبة ومنهم من‮ ‬يتعرضون لحد الآن لنفس الأمراض من سكان الجهة لحد الآن ويعانون في‮ ‬صمت بسبب الإشعاعات النووية‮.‬‭ ‬هذا وفي‮ ‬السياق ذاته التقت‮ ”‬النهار‮” ‬بشاهد عيان على هؤلاء المرضى وهو محمد عباسي‮ ‬أحد ضحايا هذه التفجيرات وهو رب أسرة فقد ابنتيه سنتي‮ 8002 ‬و2009 ‬وعمرهما لا‮ ‬يتجاوز سن 13 ‬عاما بسبب مرض‮ ‬غريب أصابهما بفعل الإشعاعات،‭ ‬كما فقد عددا من أفراد عائلته وغيرهم من الضحايا برڤان أصيبوا بأنواع مختلفة من السرطان،‭ ‬حيث أكد في‮ ‬حديث إلـى‮”‬النهار‮” ‬أن المئات من سكان الجهة‮ ‬يعانون من أمراض مختلفة منها أمراض العيون والأمراض الجلدية والصمم وأمراض‮ ‬غريبة أخرى،‮ ‬يؤكد الأطباء المختصون أنها أمراض سرطانية سببها الرئيسي‮ ‬الإشعاعات النووية المنتشرة على مستوى تراب المنطقة،‮ ‬حيث تشير إحصائيات لمصالح الصحة وجمعيات فاعلة من بينها جمعية 13 ‬فيفري‮ ‬تسجيل العشرات من هذه الحالات سنويا،‮ ‬حيث تم تسجيل السنة الفارطة ما‮ ‬يفوق 30 ‬حالة إصابة جديدة بداء السرطان وسط السكان،‮ ‬في‮ ‬غياب التكفل بهم وغياب الأطباء المختصين وغيرهم،‭ ‬رغم النداءات المتواصلة للسكان والجمعيات المهتمة بالموضوع والهادفة إلى الضغط على الإدارة الفرنسية من أجل الاعتراف بهؤلاء الضحايا وتقديمها لملف الأشخاص الذين تم استخدامهم في‮ ‬التجارب وتعويض المتضررين من الجزائريين،‭ ‬علما أن فرنسا كانت قد اعترفت بضحاياها الفرنسيين في‮ ‬هذه التجارب وليست لديها النية لحد الآن في‮ ‬اتخاذ إجراءات‮ ‬يمكن بموجبها تحديد الأمراض التي‮ ‬يمكن تعويضها جراء الإشعاعات،‮ ‬متجاهلة ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية،‮ ‬مثلا في‮ ‬هذا الصدد في‮ ‬تحديدها لقائمة بـ36 ‬نوعا من الأمراض الخطيرة التي‮ ‬نجمت عن تفجيراتها النووية في‮ ‬اليابان‮. ‬يذكر أن القوات الفرنسة التي‮ ‬أشرفت على تنفيذ هذه الجرائم ضد الإنسان والحيوان والبيئة بالمنطقة،‮ ‬استغلت عشرات النساء والأطفال في‮ ‬التجارب،‮ ‬حيث وضعت على أعناقهم قلادات خاصة ولوحات عليها أرقام وضعت على صدورهم قبل تنفيذ تفجير اليربوع الأزرق بمنطقة‮ ”‬حمودية‮” ‬برڤان‮.‬وقد تحصلت‮ ”‬النهار‮” ‬على صور خاصة ونادرة لهؤلاء الأشخاص الذين تم استغلالهم كعيّنات لمعرفة ماذا سينجم عن هذه التفجيرات من آثار،‮ ‬وقد توفي‮ ‬أغلبهم بأشهر وسنوات قليلة بعد تلك التفجيرات ومنهم من‮ ‬يزالون لحد الآن على قيد الحياة‮ ‬يعانون في‮ ‬صمت كبير‮.‬وأظهرت تلك الصور،‮ ‬أن بعض الضحايا فئران التجارب،‮ ‬ممن كانوا‮ ‬يحملون ألواحا،‮ ‬كانوا‮ ‬يُرمز لهم بأرقام مدونة على تلك الالواح،‮ ‬حيث أن بعضهم حمل أرقام ألفين إلى ما فوق،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن عدد ضحايا التفجير النووي‮ ‬كان أكثر من ألفي‮ ‬شخص‮.‬تجدر الإشارة إلى أن جمعيات وهيئات مختلفة إلى جانب مصالح بلدية رڤان وغيرها،‮ ‬سطرت برنامجا هاما لإحياء ذكرى التفجيرات ‮53‬،‮ ‬وسط دعوات للمطالبة بتعويض ضحايا التفجيرات والتكفل بالمرضى المصابين بالسرطان جراء الإشعاعات‮. ‬

 

رابط دائم : https://nhar.tv/Voygq
إعــــلانات
إعــــلانات