فرع المشروبات في تطور مستمر بالرغم من حركة التمركز
سجل فرع المشروبات في الجزائر خلال السنوات الأخيرة نموا سنويا يقدر ب 14 بالمئة ما يثبت الصحة الجيدة لهذا الفرع حسبما كشفت عنه دراسة عرضت امس الاثنين بالجزائر العاصمة. و تقدر مساهمة هذا الفرع في انتاج الصناعات الغذائية ب 7 بالمئة بفضل تطور الاستهلاك السنوي المتوسط الذي انتقل من 19 لترا/للفرد الواحد في 1995 إلى 4ر57 لتر/للفرد في 2011 حسب دراسة تم تحقيقها في إطار برنامج دعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات الصغيرة و المتوسطة بالتعاون مع جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات. و حسب الدراسة استهلك الجزائريون معدل 4ر23 لتر من المياه في القارورات و 2ر22 لتر من المشروبات الغازية و 6 لتر من العصير للفرد الواحد في 2011. و بلغ استهلاك المشروبات المنعشة خلال نفس السنة حجما اجماليا قدر ب 871ر1 مليار لتر مع تسجيل رقم أعمال يتجاوز 38 مليار دج. و ارتفع رقم الأعمال المتوسط لمؤسسات الفرع من 958ر0 مليار دج في 2009 إلى 217ر1 في 2010 حسب الدراسة التي كشفت أن متعاملي هذا الفرع يتمتعون “باستقلال مالي جيد و قدرة معتبرة على التمويل الذاتي”. و أكدت الدراسة ان الرأسمال الأولي تضاعف ب 2ر8 مرة مضيفة أن 46 بالمئة من المؤسسات تؤكد أنها تصدر منتجاتها. و يتم تسويق منتجات فرع المشروبات بالسوق المحلية خاصة تحت 300 علامة تجارية إلى جانب العلامات الأجنبية. و اعتبر السيد محمد قاسي أحد الخبراء المكلفين بإعداد هذه الدراسة أن “فرع المشروبات يعد من بين الفروع الأكثر حركية في قطاع الصناعة الغذائية في الجزائر بالنظر إلى الأهمية الاقتصادية التي يكتسيها و النمو الذي تشهده و التقدم الذي تسجله على مستوى التنويع و نوعية المنتجات”. غير أن المتعاملين بهذا الفرع يعانون من نقص في دعم الدولة و من الضغط الجبائي و من عجز في إعادة التأهيل و غياب مراكز تكوين متخصص و صعوبة الاستفادة من عقار مكيف لهذه الصناعة و منافسة السوق الموازية. و أبرزت الدراسة أن الفرع يتهيكل بحيث أفادت الارقام الرسمية أن عدد مؤسسات القطاع انخفضت من 1.400 في 2005 إلى 748 مؤسسة في 2012. و حسب التحليل الاقتصادي للفرع فان حوالي 20 متعاملا يمثلون 99 بالمئة من السوق كما تسجل ظاهرة التمركز الجهوي بثلاث أحوض صناعية بالعاصمة و بجاية/سطيف و منطقة وهران. و حسب الدراسة فإن آفاق تطور فرع العصير و المياه في القارورات “أكيدة” في حين يكاد سوق المشروبات الغازية يبلغ مرحلة النضج. و يتوقع الخبراء بشكل عام استمرارا في نمو الفرع الذي سيبلغ مستوى الاستهلاك به 2ر62 لتر/للفرد الواحد في 2015. كما أوصوا بتطوير أدوات المراقبة القانونية و التطابق لمعايير ايزو و انشاء مرصد للعمل الاستراتيجي و تكييف التكوين مع القطاع و كذا تشجيع الصادرات.