فرصتي الوحيدة لكي أحظى بالسعادة أمر تصدره المحكمة
تحية طيبة وبعد:عندما اتبعت هذا الطريق لم أفعل عن طيب خاطر بل لأني مجبرة وليس بيدي حيلة بسبب سوء الحظ وانعدام الفرص وكثرة المشاكل التي أعيشها مع عائلتي، لقد بلغت السادسة والثلاثين من العمر ولم أتزوج ولم يحدث أن استحوذت على اهتمام أي رجل لذلك أجدني متشبثة بهذه الفرصة ولن أتخلى عنها لو كلفني الأمر انتظار المزيد من الوقت لأني لا أملك البديل عن هذا الوضع .الوحيد الذي أحبني وأعجب بشخصيتي رجل في الخمسين من العمر متزوج منذ عشرين سنة، قضى خلالها الويل مع زوجته لأنه لا يحبها، لا يكن لها حتى مشاعر الألفة، ارتبط بها تلبية لرغبة والدته بعدما أجبرته على هذا الأمر لقد أخبرني بأنه لا يعرف للسعادة طعما، يعيش معها من أجل الأبناء فقط، لكنه بعدما تعرف عليّ لم يعد كذلك، فرغبته في الانفصال عنها أضحت أمرا ضروريا، يتمنى أن يحقق هذا المسعى لكي يتزوجني والدليل على حسن نيته أنه باشر إجراءات الطلاق.إخواني القراء أنا لست شريرة ولم أفكر في بناء سعادتي على تعاسة زوجته، فالذنب ليس ذنبي إذا كان لا يحبها، فالأمر من الماضي البعيد وشعوره المقيت ليس جديد العهد، رغم ذلك تبقى متمسكة بحقها لا ترضى الخروج من بيتها، مما جعل القضية تظل عالقة، رغم ذلك فلن أفقد الأمل سأترقب بكل شغف اليوم الذي يأتيني محملا بورقة الطلاق، لنجسد مشروعا ظل ثلاث سنوات قيد الانتظار، إخواني القراء إن صدق هذا الرجل وكلماته المعبرة تجعلني على أتم الاستعداد لكي أنتظره ما تبقى من حياتي، فلو لم يكن يرغب في مرافقتي واتخاذي شريكة له، ما الذي دفعه إلى رفع قضية الانفصال، أليس رجلا يستحق أن أضحي من أجلها مثلما فعل من أجلي؟.
ف من سيدي بلعباس
الرّد:
إنه لم يضحِ ولن يضحي من أجلك يا عزيزتي، بل أنت الضحية، لأنك صدقت هذا الهراء والكلام الفارغ، لا يحب زوجته لكنه يعيش معها قرابة ربع قرن، لا يطيقها رغم ذلك عاشرها وأهداها البينين والبنات، فلو كانت ظروفه بهذا السوء الذي تحكين عنه ما انتظر لحظة واحدة أن تفصل له المحكمة، فأسهل الحلول أن يهجرها، ثم إني لم أسمع عن قضية في الأحوال الشخصية ظلت عالقة طوال هذه المدة ومن قال أصلا أنه رفع قضية.هذا الرجل يشع أنانية لأنه يريد الجمل بما حمل، زوجته وأم أولاده وعشيقة خليلة يقضي منها الوطر وقتما شاء دون أن يخسر أو يكلف نفسه أي شيء سوى الاستمرار في الكذب، وهذا الأخير من دون مقابل، فلو كان بثمن لما فعل ذلك أبدا، عزيزتي لست بحاجة إلى النصيحة لأنك في سن تؤهلك للتميز بين الخطإ والصواب، يلزمك القليل من التأني واستدعاء العقل الذي استقال وأوكل مهامه إلى القلب، افعلي ذلك وتأكدي بنفسك من إجابة واحدة، بأن هذا الرجل لا يناسبك ولا يحبك بل إنك نزوة منتصف العمر، حتى ولو كان صادقا فهل تهنئين مع رجل ضحى بزوجته وأبنائه، ألن يفعل ذلك مرة أخرى ويضحي بك.عزيزتي.. الزوجة الأولى بكل عيوبها هي الأصل والعشرة والبيت والأبناء وأول علاقة حميمة هي كل شيء، الثانية ستظل استثناء يمكن التخلص منه في أية لحظة، لأن الأمر سهل للغاية باعتبارها لا تملك أي صفة شرعية ولا رسمية تجعلها تدافع عن حقوقها، وهي أصلا غير معترف بها أمام المجتمع.عزيزتي.. لا تصدقي أن الحب يأتي على هذا النحو وأن السعادة نحصل عليها بهذا التعسف، فهذه الزوبعة ستنتهي وأنت وحيدة مسكينة من تبقى تدور حول نفسها حتى الإغماء، فأرجوك انسحبي وابتعدي عن فوهة البركان قبل فوات الأوان، فلك رب كريم اسأليه أن يرزقك الزوج الصالح الذي تطيب معه الحياة بما يرضي الله.
ردّت نور