فتوى “سليم الأفغاني” تحدث زلزالا في “القاعدة”
قام 4 إرهابيين ينشطون تحت لواء تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” تحت إمارة عبد المالك درودكال بتسليم أنفسهم لأجهزة الأمن
خلال الأسبوعين الأخيرين بولايتي تيزي وزو وبومرداس.
وتحفظ المصدر الأمني الذي أورد الخبر لـ”النهار” عن تقديم أية تفاصيل أخرى على خلفية التحقيق الذي يزال جاريا ، ومما تسرب إلينا فإن الإرهابيين قرروا تسليم أنفسهم ووقف نشاطهم بعد اقتناعهم بالدراسة الشرعية التي أعدها سليم الأفغاني ( أبو جعفر السلفي) أمير جماعة “حماة الدعوة السلفية” مؤخرا و تبرأ فيها من العمليات الانتحارية وحذر قيادة درودكال منها ونقل هؤلاء للمحققين رغبة العديد من أتباع درودكال تسليم أنفسهم بعد اطلاعهم على نص الدراسة الشرعية.
ونشر تنظيم “حماة الدعوة السلفية” دراسة شرعية مطولة نشرت على موقعه على الإنترنيت سبق لـ “النهار” نشرها وتم تداولها نهاية الأسبوع الماضي في مواقع قريبة من تنظيم “القاعدة و تضمنت نداء وجهه أمير التنظيم المسلح “حماة الدعوة السلفية” المدعو “أبي جعفر محمد السلفي” إلى “عامة المسلمين وخاصتهم” يشير فيه إلى أن التفجيرات التي تقع في الأماكن العمومية التي تتبناها الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي حولت تسميتها إلى “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بحجة لقتل طاغوت من الطواغيت كبير أو صغير أو قتل كافر فيها تعدٍّ ظاهر على دماء المسلمين المعصومة و عبث واضح بأرواحهم ونفوسهم التي حرم الله قتلها إلا بالحق في آيات عديدة و أحاديث كثيرة”. وسجل أبي جعفر محمد السلفي المعروف بـ”سليم الأفغاني ” بعض المفاسد المترتبة على هذا النوع من التفجير بشيء من التفصيل ومنها “إن أغلب هذه التفجيرات يذهب ضحيتها مدنيون من الشعب الجزائري المسلم لتعذر أو استحالة التحرز من حدوث مثل هذا الأمر”، و عبر عن قناعته من أن “هذه التفجيرات ليس لها جدوى عسكرية معتبرة، و إن كان لها صدى إعلامي كبير” وسجل أن “عدد الكفار الأصليين ( ويقصد بهم الأجانب) في الجزائر يعد ضئيلا جداً بالنسبة لعددهم في العراق مثلا بعد أن أصبحت قيادة درودكال تنتهج نفس العمليات المنفذة في العراق .
و سجلت الدراسة الشرعية المنشورة على مواقع محسوبة على “القاعدة” في الإنترنيت التي تكشف عن جرائم “الجيا” باسم تنظيم “القاعدة” إقبالا كبيرا جدا و ردود أفعال كثيرة في منتديات “الجزيرة” أو “جزيرة تولك” حيث التمس أحد المشتركين و اسمه “موحد مجاهد” من أيمن الظواهري الرقم الثاني في “القاعدة” التحقق من مطابقة العمليات التي تقوم بها “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” لجرائم “الجيا” تحت إمارة عنتر زوابري.
جدير بالذكر أن تنظيم “حماة الدعوة السلفية” كان أول تنظيم مسلح في الجزائر أيد أسامة بن لادن زعيم “القاعدة” في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والتحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال تحت إمارة حسان حطاب خلال مؤتمر الوحدة قبل أن يعلن رفضه الانضمام لتنظيم “القاعدة” و كان أول تنظيم يتبرأ من التفجيرات الانتحارية التي هزت العاصمة في 11 أفريل الماضي و لا يستبعد مراقبون تأثير هذه الدراسة على نشطاء “القاعدة” خاصة و أن قيادة التنظيم لم تفلح في تقديم تبريرات شرعية لعملياتها الأخيرة الأقرب إلى جرائم “الجيا”.
وكانت وراء انشقاقات في صفوفه مما سيدفع قيادة درودكال لتشديد الحصار على الأفراد لإحباط محاولات تسليم أنفسهم كما سيضعها في مأزق لما يتردد عن الفتوى من تردد لاحق لدى هؤلاء في تنفيذ عمليات انتحارية إجرامية.
إقبال كبير على موقع التنظيم المسلح على الإنترنيت بعد إبطال شرعية العمليات الانتحارية
فتوى أمير “حماة الدعوة السلفية” فضحت أتباع درودكال ودعوة بن لادن للتدخل
نائلة.ب
أثارت الدراسة الشرعية التي نشرها تنظيم “حماة الدعوة السلفية ” على موقعه الجديد على الإنترنيت ردود أفعال كبيرة على موقع “منتديات الجزيرة” أو “جزيرة توك” على خلفية أن اغلب زوار هذا الموقع هم من أنصار “القاعدة” حيث طلب المشتركون توضيحات أكثر من التنظيم و طبيعة علاقته مع العلماء و هوياتهم و طلب آخر من أيمن الظواهري التأكد مما ورد في الدراسة و نسب لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عمليات كانت تقوم بها “الجيا” و رافع كثيرون عن الدراسة الشرعية و انتقدوا انتقادات قيادة “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” لها و تجاهلها لندائه و اعتبروهم “أصحاب جهاد مزعوم” لسخريتهم من “مجاهدين ” مثلهم يحملون أيضا السلاح ضد النظام .
و قال مشترك “أنا لا أؤيد أي عمل بأسلوب الاغتيالات و التفجيرات ، أنا أؤيد المصالحة و حقن الدماء في بلدي لكنني فقط أردت أن أفضح هؤلاء الذين يزعمون أنهم يدافعون عن المجاهدين” و دافع عن تنظيم سليم الأفغاني على خلفية مواقفه الأخيرة و انتقاده أسلوب السيارات المفخخة و ذلك رغم أن جماعة حماة الدعوة السلفية ” هي أخت الجماعة السلفية للدعوة والقتال , كلاهما يحمل السلاح في وجه النظام , وكلاهما يوجد في قائمة المنظمات الأمريكية للجماعات التي تسميها إرهابية”.
و أضاف “لكن يشاء الله أن يفضح أصحاب الجهاد المزعوم لأنهم بدأوا يسخرون من (مجاهدين) يحملون السلاح , أو (إرهابيين) لمجرد أن هذه الجماعة لم توافق القاعدة في أسلوب التفجيرات والأحزمة الناسفة ليختم تدخله بـ”سبحان الله العظيم على هذا التفكير المنحط العقيم” . و تم نشر ” فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله على موقع “الجزيرة توك و رده على التفجيرات مرفقة بالدراسة الشرعية التي أعدها سليم الأفغاني التي تذهب في نفس اتجاه تحريم دماء المسلمين و شدد تدخل على أن أتباع درودكال “لو كانوا طلاَّب حقٍّ لأخذوا بعين الاعتبار الشروط التي اشترطها الشيخ في ذلك” أهمها عدم الخروج على الحكام و الأئمة ، و تم التوضيح أنه تم نقل أقوال المشايخ و علماء هذا الزمان في تفجيرات السعودية “وعلى هذا يقاس الحال في بقية البلدان الإسلامية ” .
و ذهبت أغلب المواقف من العمليات الأخيرة في الجزائر في اتجاه معارضتها و رفضها خاصة و أنه “لا صلة لها بالإسلام “و هي عمل إجرامي و الضحايا هم أبرياء ” و رافقت المواقف تساؤلات حول الأهداف و المستهدفين و التبريرات الشرعية التي يستند إليها هؤلاء في العمليات الانتحارية إضافة إلى “إدانة لكل عمل ينجر عنه قتل روح بريئة” و”إدانة صريحة نلمسها بصفة يومية في سلوكات الفرد الجزائري وهذا هو الأهم”.