غلام الله يدعو إلى نفض الغبار و إعادة الاعتبار للتراث الإسلامي غير المادي بالبلاد
دعا وزير الشؤون الدينية و الأوقاف بوعبد الله غلام الله امس الاثنين من بلدية قنزات (شمال-غرب سطيف) إلى “نفض الغبار” و “إعادة الاعتبار” للتراث الإسلامي غير المادي بالبلاد. وفي كلمته خلال افتتاح ندوة وطنية حول “المخطوطات بمنطقة زواوة” المنظم بمركز التكوين المهني ببلدية قنزات سلط الوزير الضوء على ضرورة “تكثيف الأبحاث حول مخطوطات العلماء و العلامة الجزائريين” من أجل “الأخذ منها على الصعيدين الفكري و الأخلاقي”. وفي هذا السياق اعتبر غلام الله أن حرب التحرير الوطنية “إحدى أهم الثورات في تاريخ البشرية” تشبعت من التراث الإسلامي الجزائري و الذي شكل لمدة 132سنة “حصنا منيعا ضد محو شخصية الأمة الجزائرية”. وبعد أن اعتبر المجتمع “مهدد حاليا من طرف أفكار تعصب غريبة عن مجتمعنا” أوضح الوزير بأن “تجديد الصلة مع القيم التي صنعت مجد و ازدهار الأمة الجزائرية يشكل في الوقت الحالي أفضل طريقة لإفشال جميع المحاولات التي تستهدف زعزعة استمرار الثوابت الروحية للأمة”. وبعد أن وصف منطقة قنزات بالقلعة الحقيقية للعلوم و مخطوطات العلامة الرواد بالمنطقة شدد غلام الله على ضرورة “إبراز” هذه المخطوطات التي يقتصر وجودها في الوقت الحالي على بعض مساجد و زوايا و مكتبات عائلات المنطقة مؤكدا بأن الأمر يتعلق بتراث ثمين. وأضاف الوزير بأن هذه المنطقة التي شهدت ميلاد العلامة حسين الورتيلاني و مئات الشهداء “يتعين عليها أن تلعب دورها في الحفاظ على المجتمع”. جدير بالذكر بأن أشغال اليوم الأول من هذه الندوة التي ستتواصل اليوم الثلاثاء خصص لمساهمة زوايا المنطقة في “تعليم علوم الدين و الفقه” حيث تميزت بتدخل جامعيين و باحثين جاؤوا من جامعتي تيزي وزو و الجزائر العاصمة سلطوا خلالها الضوء على دور الزوايا في الحفاظ على المخطوطات. للإشارة فقد استهل غلام الله زيارته إلى ولاية سطيف التي تدوم يومين بتفقد ورشة بناء مسجد الإمام الغزالي ببلدية الأوريسيا قبل أن يتوقف بزاوية سيدي محند أوكري ببلدية قنزات. وستتواصل زيارة العمل التي يقوم بها الوزير بعاصمة الهضاب العليا اليوم الثلاثاء باجتماع مع أئمة الولاية.