غلام الله يأمر الأئمة بتسخير المنابر لمحاربة الأفكار المتطرفة
أمرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كافة مديرياتها الولائية ومدراء المعاهد الوطنية، باتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة لمواجهة حمى الحملة الانتخابية المقبلة، وما يمكن أن يترتب عنها من محاولة لاستغلال الإنتماء المذهبي لاستمالة الجزائريين، الأمر الذي ينبغي محاربته من على المنابر والحرص على توحيد المرجعية الدينية وسد المنافذ المؤدية إلى خلق فتن مجانية. وحث وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، كافة الأئمة على ضرورة توحيد الخطاب الديني خلال هذه المرحلة الحاسمة، والدعوة للاعتدال والوسطية وعدم الخلط بين السياسة والجوانب الدينية، خاصة أمام ظهور الفكر المتطرف من قبل بعض الجماعات، والمجموعات المتطرفة بالجنوب التي تسعى لاستمالة الجزائريين إلى أفكارها والأعمال التي تقوم بها. وقال المستشار الإعلامي للوزارة عدة فلاحي في اتصال مع النهار أمس، أن الوزير ألزم كافة المديريات على المستوى لوطني وكذا المعاهد والمراكز الدينية، من أجل إحياء ملتقيات دينية وتسيير قوافل دينية أيضا إلى الحدود الجنوبية، لمحاربة الأفكار المتطرفة والعمل على توحيد المرجعية الدينية لكل الشعب الجزائري. وشملت هذه التعليمة أيضا -حسب المستشار الإعلامي -الأئمة الجزائريين في الخارج التابعين لمسجد باريس، نظرا للجالية الجزائرية المتواجدة بكثرة هناك، حيث تسعى الوزارة من خلال ذلك أيضا إلى محاربة الإسلاموفوبيا التي تعمل على تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ومن ثم زعزعة استقرار المسلمين والعرب في الخارج وتصويرهم كإرهابيين وجماعات متطرفة. وعمدت الوزارة إلى مخاطبة أئمة الداخل والخارج بذات اللهجة من أجل توحيد الخطاب الديني، والعمل على نشر الهوية الجزائرية والإسلامية في نفوس أبناء الجالية والشعب الجزائري، وتحضيره لمواجهة التحدي المنتظر سواء من قبل الجماعات المتطرفة، أو الأفكار المستوردة من خلال اللاجئين العرب الذين يتوافدون على الجزائر، وكذا السياسيين المقبلين على حملة انتخابية سيحتكمون فيها إلى كل الأمور واللعب على المرجعيات الدينية والمذهبية إن اقتضى الأمر. وتسعى وزارة الشؤون الدينية من خلال هذا الإجراء إلى محاربة التطرف الذي طغى ببعض المناطق، وظهرت جماعات تعمل على ترويج أفكار مذهبية خارج المرجعية المتبعة من قبل الشعب الجزائري وكذا دول المغرب العربي، على غرار ما حدث في تونس والفتنة تم اختلاقها مؤخرا، أين يسعى الوزير لغلق الطريق أمام هذه الحركات قبل ولادتها والعمل على توحيد فكر الجزائريين من على المنابر.