إعــــلانات

عودة الهدوء إلى كافة الأحياء

بقلم النهار
عودة الهدوء إلى كافة الأحياء

عاد الهدوء بصفة تدريجية، إلى كامل أحياء بريان. ''النهار'' زارت أحياء الخالف، وسط المدينة، باب السعد والحي الإداري، الحياة بدت هادئة جدا هذا الصباح

و لم يسجل أي حادث يذكر، شوهدت تجمعات شبانية هنا وهناك، يستذكرون مآسي الأيام الماضية، الكل يندد بما حدث، و خاصة الطريقة البشعة التي قتل بها المرحومين؛ بن زايط بشير وكروشي عمر، هذا الرجل الورع الذي أفنى نصف عمره في تربية النشء. الزائر لحي باب السعد، الذي شهد أعنف المواجهات الدامية، يندهش للوضعية التي آل إليها الحي؛ منازل مخربة، حجارة في كل مكان، صادفنا خلال زيارتنا للحي، قيام الشباب بحملة تطوعية لإزالة آثار المشادات العنيفة، محاولة منهم لإرجاع الحياة إلى وضعها الطبيعي، وكم هو محزن منظر الأطفال الصغار الذين لم يفهموا ما حل بهم، فهم محرومون من الدراسة منذ يوم السبت، فكم تغيرت ملامح وجوههم، أحد الشيوخ الذي صادفناه في الطريق بدا مندهشا مما وقع و قال بنبرة حادة: لم أر في حياتي وأنا في العقد السبعين ما رأيته اليوم، دعا الله أن ينزل الرحمة على هذه البلدة. انتقلنا إلى شارع أحمد طالبي بوسط المدينة، حيث شاهدنا شباب من مختلف الأعمار يقومون بإزالة الأوساخ و الأنقاض من الشوارع  مساهمة منهم في إعطاء الوجه اللائق للمدينة، الشباب يطالبون و بإلحاح ملاحقة القتلة، ووضع حد لهذه المآسي، الأجراس لم ترن منذ يوم السبت، الحركة غائبة عن المدارس، فقد أصدر الأساتذة و المعلمون الميزابيون بيانا، ينددون فيه بمقتل زميل لهم،     وأعلنوا الحداد لمدة ٠٣ أيام. أما المحلات التجارية فمازالت مغلقة، بسبب الإضراب المفتوح الذي ناد إليه اتحاد تجار بريان، حيث يجد المواطنون صعوبة كبيرة في التموين بالمواد الغذائية في حين إعادة فتح المخابز، قلل من أزمة الخبز. مواطنون من مختلف الأعمار، نددوا وبشدة ما حدث وما يحدث في بريان منذ أشهر عديدة، من اعتداءات طال أمدها، وقد استبشروا خيرا بإحالة ملف أزمة بريان إلى الحكومة، لعلها تجد مخرجا نهائيا للأزمة. مساجد الإباضية كانت أمس، بين صلاتي المغرب والعشاء، على موعد مع ختمات القرآن الكريم، حيث توجه المصلون بكثافة لحضور الختمة، وزعت خلالها الصدقات، و دعا المصلون الله أن يعيد الأمن والأمان إلى هذه البلدة الجريحة.

 

رابط دائم : https://nhar.tv/Bi0Oo