علاج الأطفال العراقيين في الجزائر مجانا يعيد إلى عائلاتهم الأمل وينقذهم من حرج كبير
أم أحمد: “الآن أنا مرتاحة ورأسي مرفوع بدل الذل والهوان بالعلاج في إسرائيل”
“الآن يمكنني أن أنام بضمير مرتاح ورأس مرفوع بدل الذل والهوان الذي كان سيخلفه لدي علاج ابني في إسرائيل”، بهذه العبارات القوية عبرت أم أحمد عن موقفها، مستحسنة تطوع الجزائر لمعالجة الأطفال العراقيين المصابين بمرض ثقب في القلب، بدل العلاج في إسرائيل ولو مجانا.
ونقلت “الصنداي تايمز”، في عددها الصادر الأحد المنصرم، يوميات المرضى العراقيين ونفسية أهاليهم في العراق، بسبب شبهة نقلهم للعلاج في “إسرائيل”، مشيرة إلى علامات الارتياح لديهم عقب إعلان الجزائر عن قبولها التكفل بالأطفال العراقيين الـ 14 مجانا، وسردت حالة “سارة” الطفلة العراقية، البالغة سنتين من العمر، التي تحتاج إلى عملية جراحية لعلاج خلل في صمام القلب، حيث أكدت والدتها “شعثاء”، أنها أجرت عدة تحاليل بالأردن، غير أنها رفضت إتمام العلاج بعدما علمت أنها ستعالج في مركز “وولفسون” بإسرائيل، معتبرة إسرائيل عدوا للعراقيين، وعندما جاءت مبادرة الجزائر، عاد اليها الأمل من جديد، وهي تستعد للتوجه إلى الجزائر العاصمة لعلاج ابنتها بمعية زميلة لها من كركوك.
وأوضحت الصحيفة “أنه منذ أن دمّر جيش الاحتلال الأمريكي عام 2003 عيادة القلب الرائدة التي كانت تجري مثل هذه العمليات، فإن بعض العراقيين قبلوا مبدئيا العرض الإسرائيلي مع رفض الكشف عن المكان الذي عُولج فيه أطفالهم، لكن كثيرًا من الآباء فضّل عناء البحث عن العلاج في البلدان العربية رغم المبلغ الكبير الذي تكلفه عملية القلب المذكورة، والمقدر بأكثر من عشرين ألف دولار في العيادات الخاصة.
كما حاولت الوقوف عند بلوغ “بُغْض العراقيين لإسرائيل حدًّا جعل كثيرًا من ذوي الأطفال الذين يعانون من مرض ثقب القلب يرفضون السفر إلى تل أبيب لإجراء عمليات تنقذ أطفالهم من الموت، وإن كانت بالمجان، لتصل إلى أن سبب تفضيل العراقيين تكلف هذه المتاعب وعلى حساب صحة وحياة أبنائهم بدل العلاج المجاني في تل أبيب إلى خشيتهم من وَصْمة العار التي ستلحقهم إن قبلوا العلاج في إسرائيل، على اعتبار أن إسرائيل عدو للعراق والعراقيين”.